كتابي.. “معان لينا وحقها علينا”

عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب   

 كرّمتني شركة الفوسفات الاردنية ،وكرّمت أهالي معان والقراء الاردنيين بدعم ورعاية كتابي عن معان والذي حمل عنوان “معان لينا وحقها علينا”.. وقد جاءت تلك الرعاية المقدرة من جانب رئيس مجلس الإدارة والمجلس وادارة الشركة تجسيدا لما تقوم به شركة الفوسفات من مسؤولية اجتماعية متعاظمة على عدة مستويات خاصة في السنوات الأخيرة، حيث حصدت الشركة نجاحات ملموسة في الارادات التشغيلية والارباح لم تخطر على بال سيما وانها في السنوات العجاف قد وصلت الى الحضيض، وسجلت مديونية تركت اثارا عديدة على تركيبة الشركة ونهجها لسنوات ..

الكتاب تحدث عن معان في اكثر من 350 صفحة من القطع الكبير المزود بالصور، وقد خصصت وقتا كافيا لزيارة المدينة والمحافظة والاطلاع على تاريخها وجغرافيتها ومكوناتها الثقافية والاقتصادية ومواقعها التاريخية والاثرية والاقتصادية..

 لقد ظلت معان في ذاكرة الاردنيين كمحطة اولى اردنية في استقبال الملك المؤسس وطلائع الثورة العربية الكبرى، كما ظلت معان تحتفظ لأهلها بأطيب الذكريات التاريخية، وهي تسجل وراثتها للعرب اليمنيين والحجازيين واهل الشام، فقد كانت الصرة التي جمعت الجسد الواحد حين التقت الشامية والحجازية وحتى المصرية على ترابها، وحين كانت تستقبل الحجيج وتودعهم، وعرفت الخانات واماكن استقبال الحج سواء الذين جاءوا من كل فج عراقي او شامي ليشهدوا الحج ومنافعه او ممن هبطوا من القطار الذي وصلها مطلع القرن الماضي في طريقهم الى المدينة ومكة ..

واذا كان الطريق الملوكي الذي سلكه صلاح الدين الايوبي قد اقام مدن الكرك والشوبك وعمل على ازدهارهما فإن خط السكة الحديد قد بعث عمان ومعان لتتراجع مدن الطريق الملوكي ..

 معان اليوم حاضرة وواحة حّيّة متفاعله تشارك الوطن في مسيرته وتحوي جامعة الحسين ويتمتع اهلها بالكرم والقدرة على التجارة..

 كتابي عن معان والذي استغرق اعداده اكثر من عام، لم يكن انجازه سهلا، فقد عبر البروفيسور محمد ذنيبات رئيس مجلس الادارة عن اكاديميته الراقية حين راجعه وتوقف على كثير من الملاحظات، وكان له الفضل في اعادة صياغتها ليخرج الكتاب بشكل افضل، ولذا فإن الشكر موصول للدكتور ذنيبات الذي راجع الكتاب حتى في الساعات القليلة التي يمكنه فيها ان ينشغل بمسائل أخرى حين كان في زيارة عمل للنمسا على ما يشهد بذلك الرئيس التنفيذي المهندس عبد الوهاب الرواد..

 نعم كانت معان المحطة الاولى وانتقلت من تبعية الحجاز الى المملكة الاردنية الهاشمية الناشئة آنذاك والفتية لتكون مع العقبة في تكوين المملكة منذ عام 1925 ..

معان شهدت طلائع الفتح الاسلامي والتبشير به وملاقاة الفرس والروم واتباعهما من الغساسنة والمناذرة، وقد شهدت ادوارا  تاريخية هامة، وأرسى اهلها المتدينون تقاليد سمحاء وايمانية وتكافلية اصبحت مضرب المثل ..

في معان اقام الامير المؤسس الملك في ما بعد في محطة القطار في معان، وتحول الموقع الى قصر ما زال قائما وشاهدا..

 وفي معان التقى الامير عبد الله الاول أحرار العرب الذين ناصروه وناصروا ثورته العربية، وهناك القى كلمة الوصول الاولى وكلمة وداع اهل معان حين توجه بالقطار الى عمان ، وقد استقبله وجهاء اردنيون، وكان بانتظاره في المحطة يوم الأربعاء 2/3/1921  قبل اكثر من قرن من الزمن  وجهاء الاردن وكبار شخصياته.. الكتاب يقول عن ذلك كله!!

Related posts

منحة تكميلية لتمويل مشروع الناقل الوطني بقيمة 15 مليون يورو

قرارت اقتصادية استكمالا لحزمة التسهيلات الخاصة بالتحفيز الاقتصادي

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى