حمدين صباحي: زيارة بايدن للمنطقة تستهدف دعم إسرائيل “الغارقة” بأزماتها

عروبة الإخباري – قال الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي: إنه “بعد أيام يصل للمنطقة الرئيس الأمريكي جو بايدن حاملاً معه جملة إملاءات يعتقد أنها تساعده في مواجهة العزلة المتزايدة التي تواجهها إدارته في ظل الأزمات المتراكمة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً التي تعيشها الولايات المتحدة الأميركية، وعشية الانتخابات النصفية في بلاده التي يواجه فيها حزبه الديمقراطي احتمال خسارة كبيرة”.

وأضاف صباحي: “لقد بات من الواضح أن زيارة بايدن تستهدف أول ما تستهدف المساهمة في دعم إسرائيل الغارقة أيضاً في أزماتها، والتي تواجه مقاومة باسلة متصاعدة داخل فلسطين وفي أكنافها، فيما يتضح أكثر حجم ارتباك واقعها السياسي الداخلي في ظل انتخابات تشريعية متكررة خلال سنوات ثلاث”.

وتابع: “بهذا المعنى يعتقد بايدن أنه عبر فتح مسارات جديدة للتطبيع بين إسرائيل وعدد من دول الخليج والجزيرة العربية يمكن أن يسهم في إعطاء جرعة معنوية ومادية وسياسية لهذا الكيان المرتبك”.

وأردف صباحي: “كما بات واضحاً أن بايدن مستعّد في هذه الزيارة لعقد صفقات مع أكثر من حاكم في المنطقة من أجل دفعه إلى المشاركة في العقوبات المفروضة على روسيا في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا والتي ارادتها واشنطن ودول غربية حرب استنزاف لروسيا فإذ بها تتحول لحرب استنزاف لاقتصاداتها واقتصادات حلفائها”.

وأكمل: “أيّاً كانت حسابات بعض الحكّام في المنطقة، وخاصة في مدى قدرتهم على الإفلات من إملاءات بايدن ومطالبه في ظل تنامي الشعور لديهم بالتراجع المتزايد للهيمنة الأمريكية على العالم”.

كما وقال صباحي: إن “جماهير الأمة العربية وقواها الحيّة من المحيط إلى الخليج مدعوّة للتعبير عن رفضها لهذه الزيارة ولأغراضها المشبوهة، متمسكة بحقوق الأمة التاريخية، لا سيّما في فلسطين، كما بمصالح أقطارها السياسية والاقتصادية التي تتعارض مع أي رضوخ للمطالب الأمريكية”.

واستطرد: “وفي هذا الإطار يتوجه المؤتمر القومي العربي إلىكافة القوى الحيّة في الأمة، من أحزاب وحركات ومؤتمرات ونقابات ومنظمات شعبية إلى رفع الصوت عالياً ضد هذه الزيارة وأهدافها عبر كافة وسائل التعبير المتاحة ليدرك بايدن وإدارته والكيان الغاصب وحكامه أن أمتنا ترفض التطبيع بكل أشكاله ومخرجاته”.

وشدد صباحي على أن جماهير الأمة العربية وقواها الحيّة مدعوّة إلى التعبير عن رفضها لأي إجراء من شأنه أن يعزّز انحياز الأمة للسياسة الأمريكية والغربية في الحرب الدائرة في أوكرانيا لتعارض هذا الانحياز مع مصالح أمتنا ومع تطلعات جماهيرها إلى نظام عالمي جديد لا أحادية قطبية فيه، ولا تبعية للسياسات الاستعمارية التي دفعت بالعالم كله، لا سيّما وطننا العربي إلى “أفدح الأخطار”.

هذا وتابع : “المؤتمر القومي العربي، الأمين على مبادئه المتمثلة في المشروع النهضوي العربي، خصوصاً في الاستقلال الوطني والقومي، يعبّر عن رفضه الشديد لهذه الزيارة وللإملاءات التي تحملها”.

وأكد صباحي أن مصير الحلف الاستعماري الجديد (ناتو الشرق الأوسط) لن يكون بأفضل من مصير الأحلاف والمشاريع الاستعمارية القديمة – الجديدة وفي مقدمها حلف بغداد (1954)، ومشروع ايزنهاور (1957)، والحلف الإسلامي (1969)، والشرق الأوسط الجديد (2003)، وصفقة القرن (2019).

Related posts

هل يؤثر القرار على الناخب العربي في الرئاسيات الأميركية؟

أبو رمان: عودة ترامب ستكون أكثر خطورة على الفلسطينيين من هاريس

مروان المعشر: حل الصراع في الشرق الأوسط لن يأتي مع فوز ترامب أو هاريس