روسيا والصين في خندق واحد.. “كلمة السر” سياسة الغرب

عروبة الإخباري – حذر موقع “ناشونال إنترست” الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية من أن السياسات الغربية الحالية تجاه روسيا قد تدفعها أكثر فأكثر صوب الصين.

والعلاقات بين الصين وروسيا ليست تحالفا عميقا، كما يظن البعض، وإن حدث تقارب كبير بين الطرفين في ظل الحرب بأوكرانيا المندلعة منذ 24 فبراير الماضي.

ويقول موقع “ناشونال إنترست” إن الصين تشكل تهديدا لروسيا، ولديهما تاريخ من الخلافات الحدودية، كما أنهما تتبادلان الشكوك، وربما تسعى السياسة الأميركية إلى توظيف هذه الخلافات بما يصب في صالحها، لكنها في الوقت الحالي تفعل العكس.

وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم الغرب يدعمون علنا أوكرانيا من أجل الانتصار على روسيا، بما في ذلك طرد القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، حتى تلك المتنازع عليها التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014.

واعتبر “ناشونال إنترست” أن هذه السياسة قد تؤدي إلى سنوات من سفك الدماء والدمار وتكريس جانب كبير من الدعمين العسكري والمادي من الغرب لصالح حرب أوكرانيا، علاوة على خطر التصعيد بين الغرب وروسيا.

وهذا سيؤدي عمليا إلى إلحاق الضرر بالمنافسة مع الصين من خلال أمرين اثنين: الأول سيتركز الإنفاق العسكري الأميركي ومعه الاهتمام بأوروبا بما يترك الغرب أمام موارد أقل لتوظيفها في المحيطين الهندي والهادئ، والثاني هو أن محاولة عزل روسيا ستؤدي عمليا إلى دفعها أكثر نحو شراكة اقتصادية وعسكرية أكثر عمقا مع الصين، وبحسب “ناشونال إنترست”.

ويهدد هذا الأمر بنشوء تكتل ضخم يتمتع بموارد هائلة، بما في ذلك الموارد البشرية والترسانة العسكرية الضخمة، ويضم التكتل روسيا والصين.

وخلص الموقع إلى أن ظهور هيكل لقوة عالمية موحدة تضم روسيا والصين ضد الولايات المتحدة أمر غير مرغوب فيه وغير ضروري.

وأوجدت العقوبات الغربية وبالأخص الأميركية زبائن جددا للنفط الروسي، مثل الصين، وتجني روسيا حاليا أموالا أكثر من تلك التي كانت تجنيها قبل فرض العقوبات عبر بيع النفط.

وبينما نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في عزل روسيا عن الغرب، فإن موسكو تتنافس بشكل ناجح على النفوذ في جنوبي العالم، وخاصة مثل إفريقيا، كما هو حال الصين التي تتنافس على النفوذ هناك.

شكل النظام الجديد

ووصف الموقع النظام العالمي الحالي بأنه “ثنائي القطبية لكن بشكل معدل”.

وفي التصور النظري لهذا النظام، لا يمكن لقوة واحدة إحداث تغيير كبير في ميزان القوى العالمية لصالح قطب واحد.

وقال الموقع الأميركي إنه على الرغم من نقاط ضعف الصين العديدة، إلا أن قوتها مقارنة بالولايات المتحدة آخذة بالارتفاع بشكل لا ريب فيه.

في المقابل، تتمتع روسيا بوضع خاص مثل حيازتها أسلحة نووية وموارد هائلة، وقدرات تقليدية ضخمة، فضلا عن تأثيرها في جنوبي الكرة الأرضية.

ووصف الموقع “روسيا بأنها ليست قوة عظمى”، لكنها قادرة على التأثير على التوزان باتجاه أي من القطبين.

وفي تفسير ذلك النظام، يقول نموذج عالم السياسة الأميركي كينيث والتز إن القوى الأضعف تميل للتعاون لإحداث توازن ضد القوى الأكبر منها، أما نموذج لستيفن والت فيقول إن “توازن التهديد” يعني أن الدول تتقارب مع بعضها البعض، ليس بالضرورة ضد الدولة الأقوى بل الأكثر تهديدا”.

وفي النظام العالمي الجديد “الثنائي القطبية المعدل”، إلى مَن ستنضم روسيا؟ يجيب الموقع: كل الاحتمالات متساوية في “اللعبة الكبرى” في المنافسة بين القوى العالمية.

وقال الموقع إنه يجب على الولايات المتحدة أن تضع روسيا إلى جانبها، بدلا من الصين. ومع ذلك، تهدد السياسة الأميركية والغربية تجاه روسيا بالوصول إلى نتيجة معاكسة.

شاهد أيضاً

“الأونروا” تُحدّد 11 مركزاً لإيواء فلسطينيّي لبنان

عروبة الإخباري – صحافة وطن – في خطوة لافتة أوضحت أنها تأتي «ضمن نشاطات التأهب …