الانتحابات الإسرائيلية تتنافس الكتل من هو الأكثر قدرة على الإرهاب عمران الخطيب

في غضون السنوات الأخيرة أصبح التنافس في انتخابات الكنيست الإسرائيلي على من هو الأكثر ممارسة للإرهاب المسلح والقتل اليومي والمجازر البشعة والاعتقالات، والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، إضافة إلى إصدار التشريعات والقوانين التي تلغي حقوق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه التاريخية والقانونية وفقاً للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، والأهم أن الاجراءات الإسرائيلية تعتمد على ما يصدر عن الكنيست الإسرائيلي، إضافة إلى الغطاء الشامل من قبل الإدارة الأمريكية المتعاقبة كانت من الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري، كلا الطرفين اتفقا على مختلف الأهداف الاستراتيجية في حماية وتحصين “إسرائيل” في منطقة الشرق الأوسط، بل وشكلت منظومة الأمن من خلال شبكة الأمان من بعض الأنظمة العربية من خلال التطبيع والتعاون الأمني والعسكري واللوجيستي، والاستخبارات للتجسس على الدول والأفراد تحت غطاء مكافحة الإرهاب وفي مقدمة ذلك الخطر الإيراني وامتداداتها.

وهذا التطبيع المجاني مع الإحتلال الإسرائيلي شكل منعطف خطيراً في خاصرة القضية الفلسطينية، بل وصل الأمر إلى قيام شركات خليجية منذ سنوات طويلة تقوم بشراء الأراضي والعقارات الفلسطينية و خاصة في القدس ضمن دورهم الرخيص في سماسرة لصالح
الإحتلال الإسرائيلي ضمن مخطط يفرغ القدس الشرقية من سكانها الفلسطينيين، إضافة إلى قانون الضرائب والجباية ما يسمى “الأرنونه” وذلك لإفراغ القدس،
وقد أظهر استطلاع إسرائيلي للرأي أجرته صحيفة معاريف اليمينية، أن كتلة الأحزاب الموالية لرئيس حكومة الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو قد تحصل على 61 مقعداً في الإنتخابات المقبلة مايمكنها من تشكيل حكومة بسهولة، وتوقع الاستطلاع أن يتراجع تمثيل حزبي “يميناً” و”وميرتس”، وكلاهما عضو في الائتلاف الحالي، حيث لم يتمكنا من الحصول على نسبة الحسم، وأن حزب الليكود بزعامة نتنياهو سيحصل على 36 مقعداً في حين حزب “يش عتيد” يائير لابيد فسيكون الثاني 23نائباً أي بزيادة 3 مقاعد، بينما حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش المركز الثالث 10مقاعد بيني غانتيس”أزرق أبيض”، في المركز الرابع بتسعة مقاعد وحصل حزب “شاس” الديني المتطرف أرييه درعي على ثمانية مقاعد، بينما حصل حزب “يهدوت هتوراة” موشيه غافني على سبعة مقاعد، في حين ستة مقاعد للقائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة، 4
مقاعد للقائمة الموحدة برئاسة منصور عباس.

تدل الإنتخابات الإسرائيلية التنافس بين الكتل على الإرهاب ومحاولات في تصفيت الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني ومع كل تلك التداعيات والتطورات والإجراءات الإسرائيلية التعسفية، لن ينتهي الصراع لصالح الإحتلال الإسرائيلي وذلك لن مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يرزخ تحت الإحتلال الإسرائيلي لن تنتهي بل تتجدد في أشكال مختلفة من أشكال المقاومة المتواصلة، قد تمر فترة من الهدوء النسبي ولكن سرعان ما تتصاعد الانتفاضة والمقاومة في عمق الأرض المحتلة، في نهاية الأمر فإن إمكانية وجود “إسرائيل” أمراً مستحيل وتدرك الإدارة الأمريكية أن المحافظة على إبقاء “إسرائيل” قد يكون من غير الممكن في المدى البعيد؛ لذلك فإن إمكانية المراهنة على زيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الكيان الصهيوني واللقاء مع الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين لن تشكل حل للصراع، وإن حل الدولتين قد تباخر كما حدث في سائر المبادرات والقرارات الدولية
بما في ذلك مبادرة السلام العربية الذي قال عنها المجحوم شارون لا تساوي الحبر المكتوب، واستكمالاً على ذلك الدول العربية التي أقامت علاقات رسمية تتجاوز التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي إلى التعاون والتنسيق الأمني والعسكري
في مختلف المجالات، لذلك فإن عملية المراهنة على إحداث تغير لدى الكيان الصهيوني من خلال الانتخابات للكنيسة الإسرائيلي أمراً غير ممكن وتعويل على الإدارة الأمريكية من غير المجدي، وقد يكون من المفيد المحافظة على ما تحقق من وجود على أرض الواقع في فلسطين من مؤسسات دولة فلسطين العضو المراقب في الأمم المتحدة ومؤسساتها، وأن يبدأ العمل على إنتخابات برلمان دولة فلسطين وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وعلى رغم أننا شعب تحت الإحتلال فلا يجوز التنازل عما تم تحقيقه فقد أصبح من غير الممكن تجاهل وجود الشعب الفلسطيني ومؤسساتها الشرعية والتنفيذية، وهذا يتتطلب حوار وطني شامل يشكل خطوة نحو التوافق الوطني الفلسطيني بدون شروط مسبقة. تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية

عمران الخطيب

Omranalkhateeb4@gmail.com .

Related posts

اللي استحوا ماتوا* فارعة السقاف

تجربة النضال الفلسطيني: خصوصية مقاومة تقاوم التعميم* هاني ابو عمرة

كلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي* جواد العناني