المصري: لقاء الجزائر خطوة في الاتجاه الاصح

عروبة الإخباري – تعقيباً على الاجتماع الذي جمع ما بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الجزائر وتحت رعاية الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال منيب المصري بأن هذا الاجتماع هو كسر للجمود السائد في الحالة الفلسطينية، وهو خطوة في الاتجاه الاصح، وبخاصة أن المتغيرات الدولية تمضي بتسارع كبير، وعلينا نحن الفلسطينيين أن يكون لنا موقعنا في النظام العالمي الذي يتشكل، بحكم أن القضية الفلسطينية هي كانت وستبقى جوهر الصراع في المنطقة والاقليم، وأن حصول الشعب الفلسطيني على حقه في تقرير المصير وإقامة دولته وفق قرارات الشرعية الدولية هو الكفيل بأمن واستقرار المنطقة.

وأكد المصري بأن دولة الجزائر الشقيقة تجمع ولا تفرق، وهي راغبة لا بل مصممة على لم الشمل الفلسطيني ليس فقط لأن الجزائر تريد إنجاح القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر العاصمة في الأول والثاني من نوفمبر القادم، بل أيضاً، وهو الأهم، أنها تريد أن تنهي الانقسام لإنها تدرك بأن استمراره هو مقتل للمشروع الوطني الفلسطيني

وربط المصري ما بين اجتماع الجزائر والزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي إلى المنطقة، قائلاً: بأنه وعلى الرغم أننا لا نتوقع شيئاً جوهريا من هذه الزيارة، لأنها تأتي لخدمة المصالح “الإسرائيلية” إلا أن الوصول إلى شكل من أشكال الاتفاق بين كل مكونات الشعب الفلسطيني قبل زيارة بايدن إلى المنطقة تُعطي رسالة قوية إلى الجانب الأمريكي والإسرائيلي والعالم بأن الشعب الفلسطيني مهما تفاقمت خلافاته لن يفرط بالقدس كعاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المستقلة، وأيضاً أن الشعب الفلسطيني يعي تماماً بأن الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة السياسية الكاملة هي أمر حتمي وليس خياراً.

وقال المصري بأن مجرد الاجتماع ما بين الأخ الرئيس أبو مازن ودولة الأخ إسماعيل هنية، بعد حالة الفتور التي طالت، هو أمر إيجابي يجب البناء عليه، وبخاصة أن الجزائر، وفي نهاية العام الماضي، عرضت على الأخ الرئيس أبو مازن مبادرتها لإنهاء الانقسام، وما زالت تعمل عليها بكل صدق وأمانة، ونحن نؤمن بأن الجزائر مؤتمنة ولن تترك هذا الملف، وهي تسعى جاهدة للوصول إلى إنهاء الانقسام.

ونوه المصري إلى أن هيئة النوايا الحسنة لإنهاء الانقسام وأيضاً التجمع الوطني للمستقلين، يتابعون مع الإخوة الجزائريين ويدعمون جهودهم الصادقة لطي هذه الصفحة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، وقد قاموا، وعبر المنصات الإلكترونية، بجمع مليون توقيع دعماً لجهود الجزائر، أضف إلى ذلك أن مكونات العمل السياسي الفلسطيني بما فيها كوادر من حركتي فتح وحماس تدعم وتفوض وبكل قوة جهود الجزائر الشقيقة الهادفة إلى إنهاء الانقسام ارتكازاً إلى ما تم التوصل اليه في الاتفاقيات والحوارات السابقة، وبخاصة اتفاق مكة الذي كان قبل الانقسام في شباط 2007، مروراً بكل الاتفاقيات التي أعقبته مثل الورقة المصرية 2009، واتفاق القاهرة 2011، واتفاق الدوحة 2012، واتفاق الشاطئ 2014، واتفاق القاهرة 2017، وحوارات القاهرة “اجتماع الأمناء العامون” 2021، في القاهرة.

وطالب المصري الرئيس أبو مازن ودولة إسماعيل هنية بأن يتعاونوا مع الجهود الجزائرية بشكل جدي وصادق من أجل إنهاء هذا الانقسام البغيض الذي مضى عليه أكثر من خمسة عشر عاما..

وختم المصري بالقول بأنه وعلى الرغم من الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة إلى أن الأمل كبير بإعادة اللُحمة الداخلية، وصولاً إلى توافق وطني يوجه كل تناقضاتنا الداخلية باتجاه التناقض الرئيس مع الاحتلال، قائلاً بأننا نحن شعب الجبارين كما قال عنا رئيسنا وقائدنا الراحل الشهيد ياسر عرفات، فشعب الجبارين مثل طائر العنقاء يُحرق ثم ينهض من جديد، ونحن سوف ننهض ونصل إلى هدفنا في العودة والحرية والاستقلال وبناء الدولة وعاصمتها القدس.

Related posts

السفيرة الحديد: الدول العربية في المجموعة تمثل صوتا موحدا ثقافيا وتربويا وعلميا

هل يؤثر القرار على الناخب العربي في الرئاسيات الأميركية؟

مروان المعشر: حل الصراع في الشرق الأوسط لن يأتي مع فوز ترامب أو هاريس