إثارة الجدل في وسائل الإعلام حول قرب عودة العلاقات بين حركة حماس وسوريا، ودور الوسطاء وهم كثر في الآونة الأخيرة تحت بند محور المقاومة كلام مهم جداً ونبارك في تلك الجهود المبذولة، إن كانت الأهداف المنشودة تتعلق في محور المقاومة الفعلية بمواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري الذي يشكل عنوان التحدي للأمة العربية والإسلامية لمواجهة هذا الكيان وامتداداتها المختلفة في أرجاء فلسطين بشكل مباشر وفي العالم العربي والإسلامي وخاصة في إطار حملة التطبيع لبعض الأقطار العربية والإسلامية والتي تسعى ليس إلى التطبيع فحسب، بل إلى إنشاء التحالف في مواجهة ببن مزدوجين الخطر الإيراني، رغم قناعتي أنه لا يوجد خطر يواجه الأمة العربية والإسلامية
غير الخطر الإسرائيلي الذي يشكل السرطان الكامن في عمق الوطن العربي من خلال المشروع الصهيوني في فلسطين، من النهر حتى البحر وفي قلب العاصمة الأبدية لدولة فلسطين القدس ويمتد في هضبة الجولان العربي السوري منذ عام 1967 وفي جنوب لبنان بمزارع شبعا.
وحول عودة العلاقات بين حماس وسوريا فلم تقوم سوريا في إغلاق مكتب حماس في سوريا أو تتطلب منهم مغادرة سوريا في الوقت الذي تم الطلب من سوريا وبشكل مباشر من قبل الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جورج دبليو بوش وعبر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، الذي حمل الشروط العشرة للقيادة السورية بعد إحتلال العراق الشقيق، وتتضمن في مقدمة الشروط الأمريكية على سوريا طرد حماس والجهاد الإسلامي من سوريا وإغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية في سوريا ورغم كل الضغوطات الأمريكية والتهديد والوعيد فإن سوريا لم تقوم في إغلاق مكاتب ومقرات الفصائل الفلسطينية أو تتطلب بمغادرة حماس للأراضي السورية، بل يسجل إلى القيادة السورية قامت في إستقبال خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وقيادات الصف الأول في حركة حماس في سوريا بل فتحت الأبواب على مصرعية لحركة حماس وأصبحت تتميز حماس عن باقي الفصائل الفلسطينية كونها حركة مقاومة فلسطينية تقوم في العمليات الاستشهادية داخل الأرض المحتلة مما دفع سوريا وإيران إلى تبني حركة حماس لكونها حركة مقاومة رغم الصراع العميق بين الدولة السورية وحركة الإخوان المسلمين في سوريا ومع ذلك رحبت سوريا في إستقبال حماس في تلك المرحلة ومع كل ذلك باللحظات الأولى لم تسمى ثورة الربيع العربي وبعد تمكن من وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر اعتبرت حماس والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين عبر التحالف مع الإدارة الأمريكية أنهم اصبحوا جزء من المشروع الأمريكي في إحداث تغيير الأنظمة العربية، وطرحت حماس ما قبل الربيع العربي ليس كم ما بعد ثورة الربيع العربي، بل أصبحت تعتبر نفسها هي المقرر إلى جانب المرشد العام للإخوان المسلمين بما تمتلك من قوة عسكرية نوعية تستطيع إستخدامها في مختلف الساحات العربية من خلال التحالف مع التنظيمات التكفيرية الإرهابية
داعش ونصرة ومختلف المسميات للجماعات الإرهابية
التي كانت ولادتها من رحم الإخوان المسلمين،
ومن جانب آخر اعتقد المفكر عزمي بشارة المقيم في قطر ويدير شبكات التواصل مع عدد من مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية المنتشرة في دول العربية إن التغيير وتبديل الأنظمة يجري على قدم وساق؛ ولذلك طلب من قيادات حركة حماس وفي مقدمتهم خالد مشعل مغادرة سوريا على أساس العودة بعد سقوط النظام السوري والعودة إلى دمشق مع المنتصرون وإن سقوط النظام السوري باب قوسين أو أدنى، لكل تلك الأسباب غادروا سوريا ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل شارك قيادات وكوادر ومقاتلين حماس جنب إلى جنب مع العصابات الإرهابية المسلحة في مختلف أرجاء تواجد تلك الجماعات الإرهابية ضمن هدف واحد إسقاط مكونات الدولة السورية، ضمن المخطط الدولي بعد إحتلال العراق الذي كان يشكل أهم الدول العربية من حيث التسليح والقوة العسكرية على الصعيد العربي، حيث تعتبر مصر وسوريا والعراق العمق الاستراتيجي للأمة العربية والدول التي تشكل عائق في مواجهة المشروع الإسرائيلي في المنطقة العربية؛ لذلك كان الاستهداف للدول الثلاثة، خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس حول العلاقات مع سوريا،قال جرت نقاشات داخلية وخارجية على مستوى الحركة شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون وحتى الأسرى داخل السجون من أجل حسم النقاش المتعلق باستعادة العلاقات مع سوريا وبخلاصة النقاشات تم إقرار السعي من أجل إستعادة العلاقة مع دمشق
السؤال المطروح على المدعوة خليل الحية؟ وهل كان هناك قرار ومشاورات داخل حماس في الخروج من سوريا داخل حركة حماس، أم أن القرار القطري ورؤية المفكر العبقري عزمي بشارة واسيادهم في واشنطن وتل أبيب والنظام الدولي لحركة الإخوان المسلمين هم وراء مغادرة سوريا.
بدون أدنى شك أن هناك محاولات متكررة من إيران وحزب الله وبعض الفصائل تسعى إلى عودة حماس إلى سوريا ولا أعتقد أن ذلك قد يتحقق وخاصة أن حماس لم يكن لهم موقف سياسي فقط مما يحدث في سوريا بل كان لهم دور المشاركة الفعلية في العمليات الإرهابية في سوريا وفي مصر ، وتحالف المباشر مع أعداء سوريا، ما هي دوافع حماس بعد إغلاق فترة الإقامة في تركيا وقد ضاقت الأرض بما رحبت، والسؤال الذي يستوقف الكثير وخاصة في قطاع غزة، لماذا يغادر هذا الحجم الكبير من قيادات وكوادر وأعضاء حماس وعائلاتهم قطاع غزة، وخاصة أن حماس تنعم في الحكم المطلق منذ الانقلاب العسكري الدموي قبل 15سنة وهي تسيطر على قطاع غزة بشكل مطلق وتجمع الضرائب والرسوم والجمارك وتشكل أعلى نسبة ضرائب من المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، والسؤال البديهي للمدعو خليل الحية ، متى يتم التشاور الداخلي في المكتب السياسي ومؤسسات صنع القرار لدى حماس في العودة عن الانقلاب الدموي المستمر منذ 15سنة وما يزال الشعب الفلسطيني يعاني من الانقسام الجغرافي بين شطري الوطن ، وقد سبق وطرحت سؤال على إسماعيل هنيه حين كان يخاطب المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القومي الإسلامي، الذي إنعقاد في العاصمة اللبنانية بيروت،حيث قاطعت خطابه وطرحت عليه وأمام مسامع الحضور للمؤتمر نريد دعم إنهاء الانقسام الفلسطيني، حين كان يطرح بدعم غزة ودعم القدس ودعم المقاومة .
نريد عودة شطري الوطن السياسي والجغرافي وعودة غزة، لا عاصمة بدون القدس ولا دولة بدون قطاع غزة؛ لذلك المطلوب التوقف عن المتاجرة في المقاومة والاستجابة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت علم فلسطين.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com