جولة بايدن… توقيت واهذاف د. فوزي علي السمهوري

تعلق قيادات إقليمية آمالا كبيرة على جولة الرئيس الأمريكي للمنطقة علها تحدث حراكا فاعلا في الملفات الساخنة وخاصة على صعيد القضية الفلسطينية .
لجولة الرئيس بايدن في تموز القادم أهمية من حيث التوقيت والأهداف امريكيا وإقليميا .
من حيث التوقيت :
بلا أدنى شك فالحرب على أوكرانيا تهدف الوصول إلى تقاسم جديد للنفوذ بين امريكا وحلفاءها من جهة وبين روسيا والصين ومحورهما من جهة أخرى وهذا لم يعد خافيا من خلال مضمون تصريحات القيادات الأمريكية والأوروبية والروسية المتتالية في سياق حشد كل طرف معسكر داعم إن لم يكن تابعا لاهدافه .
كما أن زيارة الرئيس بايدن تأتي في ظل إستعار الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ووطنه ونفاذ صبر الشعب والقيادة بالتعويل على الدور الأمريكي للعب دور غير منحاز بالصراع العربي وعنوانه الفلسطيني مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري عبر ممارسة الضغط على سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي للمبادرة بتنفيذ القرارات الدولية وعملا بميثاق الأمم المتحدة الآمرة بإنهاء إستعمارها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
أهداف الجولة :
تهدف جولة الرئيس الأمريكي بايدن بالأساس إلى تحقيق عدد من الاهداف على رأسها :
أولا : السعي إلى تحقيق إنجاز ما بعد فشل إدارته الذريع بتحقيق اي إنجازات على صعيد الملفات الخارجية قبيل الانتخابات التشريعية النصفية في تشرين الثاني القادم التي تشير الإستطلاعات إلى خسارة الحزب الديمقراطي الأغلبية في المجلسين النواب والشيوخ .
ثانيا : ممارسة الضغط الناعم على الدول الخليجية المنتجة للبترول وخاصة المملكة العربية السعودية لما تمثله من دور قيادي في منظمة اوبيك لرفع مستوى إنتاجها بهدف تخفيض أسعار النفط التي إرتفعت نتيجة للعقوبات الأمريكية على روسيا وما ادت إليه من تأثير تضخمي بكلفة الحياة على المواطن الأمريكي والتي أيضا أثرت بدورها أيضا على تراجع شعبية بايدن وحزبه منذرا بتراجع مقاعده في المجلس التشريعي بغرفتيه .
ثالثا : محاولة إحراز تقدم ولو شكلي على صعيد القضية الفلسطينية عبر إطلاق التصريحات بالتأكيد بعيدا عن إتخاذ اي خطوة عملية لترجمة سياسته التأكيد على حل الدولتين والتي تعني بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني السيد محمود عباس إنهاء الإحتلال الاستعماري الإسرائيلي عن أراض الدولة الفلسطينية المحتلة بعاصمتها القدس والمعترف بها دوليا وفق القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 و 67 / 19 /2012 وقرار مجلس الأمن رقم 2334 على الإلتزام بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس وتحسين مستوى الحياة للشعب الفلسطيني في ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني
رابعا : إدماج الكيان الإستعماري الإسرائيلي بالوطن العربي دون أن يخطو اي خطوة عملية وفق جدول زمني لإنهاء إحتلاله الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية تنفيذا للمبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت عام 2002 وتنصيبه عمليا قائدا للمنطقة العربية.
خامسا : عقد مؤتمر إقليمي في مسعى لزج المنطقة العربية لخوض حرب خدمة للمصالح الإسرائيلية التي تهدف إلى تدمير قدرات وإمكانيات الدول العربية المعنية الجغرافية والاقتصادية والمالية أو لتمكينها من الهيمنة على مفاصل القرارات كمرحلة أولى .
القضية الفلسطينية في زيارة بايدن :
تحتل القضية الفلسطينية موقعا ثانيا لدى الإدارة الأمريكية وهذا ما يدلل عليه تغييب فلسطين عن المشاركة بالاجتماع الأمريكي العربي الإقليمي الذي سيعقد في المملكة العربية السعودية وعن جدول أعمال القمة الإقليمية التي خلت من بند إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفقا لما أدلى به من تصريحات عدد من القيادات الأمريكية والإسرائيلية .
هذا التغييب والإقصاء يستدعي من القادة العرب المدعوون رفضه ترجمة لقرارات القمم العربية التي تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية وعلى أن السلام والاستقرار لا يمكن تحقيقه إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
زيارة الأمير محمد بن سلمان للأردن :
بلا أدنى شك فإن جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي تسبق جولة بايدن وخاصة زيارته للملكة الأردنية الهاشمية ولقاءه مع جلالة الملك عبدالله الثاني تأتي في سياق التنسيق المشترك فيما يتعلق بالقضايا والتحديات الإقليمية والتي بالتأكيد ستتطرق إلى التحدي الأخطر الذي يواجه الأردن المتمثل بعدم إلتزام سلطات الإحتلال الإسرائيلي يتنفيذ اي من القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران 1967 وعدم إلتزامها بالمعاهدة الأردنية الإسرائيلية فيما يتعلق بالقدس والحدود الدائمة وما ينعكس ذلك من خطر يهدد الأمن والاستقرار على الأردن خاصة والإقليم عامة .
الشعب الفلسطيني والعربي يتطلعون إلى ضمان ربط الأمن العربي والمصالح العربية المشتركة بالتعاون طرديا مع مدى تجاوب الرئيس بايدن وإدارته فعليا مع أمن وإستقرار النظام العربي الذي يمثل زوال الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي عن أرض الدولة الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس عنوانه الرئيس …؟
فلتكن رسالتنا لبايدن أن القانون الدولي ولغة الحق بعيدا عن الهيمنة وعن منطق الترهيب بالقوة الناعمة أو الخشنة وغطرستها هي هدفنا وآن لها أن تسمو…؟

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات