عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
نعم لقد شيد الخندق الواحد الاردني الفلسطيني للدفاع عن النفس، وعن الامن الوطني للبلدين والشعبين، وتفويت كل محاولات الاحتلال الاسرائيلي التفرقة والنفاذ الى نسيج البلدين وعلاقة القياذتين.. نعم التنسيق الاردني الفلسطيني في احسن مراحله واعلاها، والاتصالات مستمرة وعامرة وهي تستقوي بالشرعية الدولية في الموضوع الفلسطيني وبارادة الشعب الاردني وحرصه على حل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين..
كلام الرئيس محمود عباس امام مؤتمر “وثائق الملكيات والوضع التاريخي للمسجد الاقصى” كان واضحا، والذي تنعقد دورته في مدينة البيرة في محافظة رام الله، حيث القى الامير الحسن عبر خدمة “اون لاين” تسجيلا امام المؤتمر، وفي كلمة عميقة ومؤثرة..
الرئيس عباس أكد مرة اخرى على ان كل الشواهد والوثائق التاريخية تؤكد هوية القدس والمسجد الاقصى، جميع المقدسات الاسلامية والمسيحية في عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة القدس، وشدد قائلا:” لن نقبل بتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الاقصى مهما كانت الظروف”، مبينا ان صراعنا مع الاحتلال سياسي في اساسه وليس صراع ديانة بعينها، فالقدس ليست للبيع وستسقط المؤامرات كافة التي تستهدف قضيتنا..
قد يقول قائل كيف والشعب الفلسطيني اعزل من السلاح؟ والرد هو بإرادة هذا الشعب ومقاومته الشعبية الواسعة التي دعا لها الرئيس ابو مازن وما زال يدعو، وهي المقاومة التي مازالت تحفظ القدس وترابط فيه، ونموذجها كان في الشيخ جراح وفي ازالة الكاميرات التي نصبها الاحتلال على مداخل القدس وساحتها والتي ازالتها سواعد الشعب الفلسطيني التي رفعت الاعلام وما زالت ترفعها في سماء القدس ليبقى رمز عروبة القدس حيّا ينادي..
نعم اسقطت ارادة الشعب الفلسطيني الكاميرات واسقطت صفقة القرن وما زالت تعمل على اسقاطها تماما وبموقف واضح من الرئيس عباس الذي لم يوهن موقفه في ذلك انصراف بعض العرب للدفاع عن الصفقة او الانخراط فيها، بل ظل يضع ارادته حيث موقف شعبه، وظل يرى في الموقف الاردني رافعة ومساعدة وانتصارا للحق ولقضية الشعب الفلسطيني، وهو ما جاء في كلمته التي شكر الموقف الاردني وثمن وقوفه في الخندق الفلسطيني، كما جاء على لسان الملك عبد الله الثاني في زيارته الى رام الله..
المقاومة مستمرة والرئيس عباس يحييها في القدس والمسجد الاقصى ويحيي المرابطين والشهداء الذين دافعوا عن الرواية الفلسطينية والحق الفلسطيني، وهم ما زالوا يصعدون في كل يوم، وكانت عروسهم شيرين ابو عاقلة التي حيّاها الرئيس واحتفى بها كرمز من رموز الجيل الذي يقاوم بكل الوسائل..
نعم يدعو الرئيس الى المقاومة بالوسائل التي تمكن الشعب الفلسطيني من الاقتراب اكثر الى حقوقه وفي مقدمة ذلك الوثائق التاريخية وعلى رأسها وهو الأهم الوثيقة الالهية المعبر عنها في القرآن في سورة الاسراء التي تؤكد هوية القدس ومسجدها الذي لن يهوّد ولن يؤسرل ولن ينال منه العدو ما دامت هناك ارادة، وما دام هناك ايمان ونبض وطني حي في صدور الابناء الذين لن ينسوا الكبار الذين وإن ماتوا تركوا لهذا الجيل ما يتمسك به من محبة وذكريات ووصايا وطنية عميقة..
نعم يقف الرئيس في رام الله ويقف معه وخلفه الشعب الفلسطيني كله يدافع كل بوسيلته عن الحق الثابت والراسخ غير القابل للتصرف، والذي جرى تعميده في الاف الشهداء والاسرى والمعتقلين ، ولن يسمح شعبنا بأي تغيير الى ان يأتي يوم التحرير وازالة الاحتلال..
الرئيس الذي يسجل له شفافيته واخلاصه في العلاقات الأردنية الفلسطينية التي يعمل باستمرار على تعزيزها من خلال الزيارات وتبادل المعلومات وتنسيق المواقف ووضع المسؤولين الاردنيين في الصورة الدقيقة والتفصيلية وحرصه على ذلك، كما حرص المسؤولون الاردنيون الذين يضعون الامكانيات في سبيل استمرار تنسيق واضح وعميق..
وهذا ما عدا وعبر عنه الرئيس ابو مازن امس الاول مجددا بقوله: “اننا والاشقاء في المملكه الاردنية الهاشمية في خندق واحد دفاعا عن القدس، ونؤكد اعتزازنا بالوصاية الهاشمية التي ثبتناها بالاتفاق التاريخي الذي وقعناه مع جلالة الملك عبد الله الثاني في عام 2015”..
نعم كان ذلك في اذار من ذلك العام وقد حضرنا ذلك واحتفينا به، وهو امتداد لما كان منذ العشرينيات من القرن الماضي..
الرئيس وكلنا اعتزاز صمد واسقط وما زال صفقة القرن وكل المشاريع التي رافقتها ولحقتها او صبت فيها، وهو بالمرصاد لذلك اعجب هذا الكلام البعض ام لم يعجبه، فالعمل المثتمر على الارض غير المزايدات والنفخ في الرماد، وقد قدمت فتح في سبيل ذلك الشهداء وما زالت اعدادهم تتوالى خلف علم فلسطين، ولن يذهب دم الشهيدة شيرين هدرا فهي جزء من المقاومة التي زرع بذورها الرئيس عباس وما زال يسقيها بارادة شعبه، و بدعوته الواضحة رغم محاولات التشويه والقفز والمزايدة.. وسيستمر النضال حتى تقوم الدولة التي ولدها الرئيس وما زال يتعهد حملها لتقوم على ارض فلسطين وعاصمتها القدس..