مواجهة خطة “غروب الشمس” كيف؟

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب    
 مازال الرئيس عباس يمسك بالخيوط ويستطيع الجمع الفلسطيني والتأثير رغم كل محاولات اسرائيل واعلامها شيطنة الرئاسة الفلسطينية والنيل من دور الرئيس ابو مازن والذي يعرفه العالم جيدا ويعرف عمله وحرصه ودوره..
فالتصعيد القائم الآن تقف اسرائيل خلفه، وهي من أجّجه واستثمر فيه منذ بداية شهر رمضان الماضي، وقد كان ذلك متوقعا وله اهداف اسرائيلية تتعلق بما يدور في العالم من ازمات وخاصة الازمة الاوكرانية وتفاعلاتها والحالة الايرانية وتشعباتها.
اسرائيل تعتقد ان العرب خرجوا من الصراع ولم يعد هناك صراع عربي اسرائيلي بعد ان ذهبت دول عربية امعنت في التطبيع لدرجة التبعية والتحالف معها، والاستعداد لأن تكون معها في خندق واحد لمواجهة ما تسمية اسرائيل “التطرف” الفلسطيني..
يتوهم المطبعون العرب ان اسرائيل يمكن ان تساعدهم او تحميهم من النفوذ الايراني، ويصل بهم الوهم حد الآنخراط معها في حرب ايران او القيام بأي عمل في هذا الاتجاه..
تريد اسرائيل التصعيد لضرب اكثر من عصفور بحجر واحد، فهي تريد تأبيد احتلالها.. وهي لا تريد حل الدولتين، ولا حل للدولة الواحدة، وتخطط من اجل ضم الضفة الغربية ابتداء بضم المنطقة (ج) وتوسيع استيطانها وبالتالي طرد المواطنين الفلسطينيين بخطط جهنمية لم تفصح عنها..
الخطط الاسرائيلية والسيناريوات القادمة جاهزة وواحدة منها اسمها “غروب الشمس”.
ورغم محاولات السلطة الوطنية الفلسطينية ضبط الايقاع الفلسطيني وتنظيمه في مواجهة الهجمة الاسرائيلية الجديدة بداية رمضان، وما تحمله من مخاطر، ورغم انتباه الاردن لذلك وتحذير الملك عبد الله الثاني مما يجري فإن اسرائيل تعمل على احداث المزيد من الفوضى والاضطراب في الضفة، وتمكين حماس حتى تكون قادرة لاحقا على شيطنتها ..
ان الملك عبد الله الثاني يعمل على التصدي لهذا الجانب من الخطة الاسرائيلية، حتى لا تصدر خارج جغرافيا فلسطين..
اسرائيل عادت تريد من الاردن دورا وظيفيا في الضفة الغربية.. دورا يساعدها على احتواء ردة الفعل الفلسطينية على مخططاتها في القدس وعموم فلسطين المحتلة، والاردن يدرك ذلك ويؤكد انه مازال يعمل في صيغة فك الارتباط، وان  منظمة التحرير هي التي تمثل الشعب الفلسطيني، وان هذا التمثيل يقوده الرئيس عباس الذي كان في عمان وفي فترات متتالية، وان الموقف الاردني كان واضحا في الزيارة الملكية لرام الله وحديث الملك عن “الخندق الواحد” وضرورة انقاذ حل الدولتين، وان الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين..
ويبدو ان اسرائيل عادت تواصل الطرق على حلقة الدور الوظيفي للاردن، وتعمل على تسخين الحالة القائمة لانفاذ ذلك بمزيد من تعقيدات المشهد وافتعال عوامل توتر جديدة يدرك الاردن خطورتها، ويحذر من امكانية استمرار العمل في هذه المعطيات التي تقود الى اللعب بالنار..
الاتصالات الاردنية الفلسطينية مستمرة، والرئيس عباس كما قال يطلع القيادة الاردنية على كل التفاصيل ويستمع لرأيها وهي تفعل كذلك، ويعمل الطرفان على مواجهة الخطة الاسرائيلية وخاصة خطة الايقاع بين الطرفين او زج الاردن في الصراع الساخن او نقل التوتر الى ساحته، وفي هذا السياق ايضا كانت زيارة وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي الى رام الله والرسالة الملكية التي نقلها في أعقاب زيارة الرئيس عباس الى عمان..
لقد ظل الهدف الاردني هو “خفض التصعيد” وقطع الطريق على الخطط الاسرائيلية ومساعدة القيادة الفلسطينية على الاحتواء والبقاء في الواجهة وامتلاك خيوط اللعبة..
تحاول اسرائيل العمل لإدخال الأردن في لعبة الدور والتوظيف وإشراكه في أمنها الذي عبرت عنه من خلال دعوتها لتشكيل دوريات مشتركة لضبط الامن مستقبلا في الضفة الغربية.. وتحاول ان تصدر ازمتها و تعكر صفو العلاقات الاردنية -الفلسطينية بزرع بذور التشكيك بين الطرفين الاردني والفلسطيني في اظهار ان كل طرف ربما يعمل بمعزل عن الطرف الاخر، وربما يقبل ما لا يقبله الطرف الاخر.. ويبدو ان ادارك القيادة الفلسطينية لهذه الخطوة يدفعها لتعزيز ومواصلة التنسيق مع الاردن ووضع المسؤولين في الصورة.. والاردن ايضا يتفهم هذه المسالة ولذا فإنه دعا الرئيس عباس وأرسل له طائرة هيلوكبتر ليحضر الى عمان، كما ارسل وزير الخارجية وبذل جهودا دولية كبيرة لتخفيف الضغوط التي يواجهها، وهي الضغوط التي اصبحت مكثفة باتجاه عمان والتي يواجه الملك تحدياتها حين قال انهم لن ينجحوا في النيل من الموقف الاردني او ابعاده عن ثوابته ومواقفه..
هذا ربع الساعة الاخير حيث مرحلة عض الاصابع قد بلغ أوجه، وحيث الخوف من دخول اطراف اخرين او معطيات جديدة تقلب المسارات او تعكر المرحلة بصورة لا تعود الاطراف المعنية الاردنيون والفلسطينيون قادرون على الضبط والمواجهة..
المرحلة القائمة صعبة وقد تفضي الى مرحلة خططت لها اسرائيل وراهنت عليها ووضعت لها عنوان “غروب الشمس”..

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية