موقف وطني مشرف للأجهزة الأمنية الفلسطينية بمنع البيع وتسريب الأراضي للاحتلال

كتب عمران الخطيب

منذ إنشاء السلطة الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية وأجهزتها الأمنية وهي تتعرض إلى حملة تشويه منتظمة، من قبل العدو الإسرائيلي بشكل شمولي وعلى كافة الأصعدة والمستويات وبوسائل مختلفة مباشرة ومن الوكلاء والوسطاء من زبانية الإحتلال ومن خصوم السلطة الوطنية الفلسطينية، بدون أدنى شك أن العاملين في الأجهزة الأمنية هم بشر ومن أبناء الشعب الفلسطيني فيهم الصالح وطالح والبعض منهم لديهم سلوك ونهج غير مقبول، و هذا الأمر يحدث بمختلف المؤسسات الأمنية بدول العالم وهذا يتتطلب المزيد من الانضباط والالتزام الوطني في سلوك والاخلاق في تعامل مع المواطنين، وفي هذا السياق علينا تعميم السلوك ونهج والأداء الإيجابي، للمواقف الوطنية للأجهزة الأمنية الفلسطينية بمنع عمليات بيع وتسريب الأراضي للسماسرة الإحتلال الإسرائيلي، حيث كشف مصدر أمني فلسطيني عن قيام جهاز المخابرات العامة الفلسطينية بالخليل بإلقاء القبض على عدد من المتورطين في صفقة تسريب19دونم من أراضي خلة العبد، قرب المستوطنة المسمى كريات أربع بالخليل للمستوطنين بمبلغ 5مليون دولار أمريكي.

عملية إحباط وتسريب ومنع بيع الأراضي لم تكن تحدث للمرة الأولى، وهناك العديد من المحاولات المتكررة، حيث استطاعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمنع حدوث ذلك، وفي سياق ذلك فإن عملية بيع الأراضي والعقارات وإصدار الوكالات في السفارات الفلسطينية تخضع إلى التدقيق من قسم إصدار الوكالات في السفارات الفلسطينية، ونشير في هذا الصدد الى سفارة دولة فلسطين في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يتدفق العديد من المواطنين الفلسطينيين وآخرين بمراجعة وتقديم الطلبات والإستفسارات والوكالات ويتم التدقيق بمختلف المعاملات وتخضع للفحص الأمني قبل إصدار الموافقة، وفي سياق متصل قدمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية مئات الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين، منذ تولي السلطة الوطنية الفلسطينية، لذلك فإن من باب الإنصاف يتوجب الإشادة في المواقف الإيجابية كما يتم توجيه الانتقادات وفي بعض الأحيان يصل البعض إلى التخوين للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفي نفس الوقت علينا جميعاً أن ندرك حجم البرامج والمواقع الإلكترونية التي يتم إستخدامها من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، في إصدار وتعميم الأخبار والأحداث المنسوبة للسلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية والأمنية، والمؤسف يتم تداولها رغم معرفة مصدر المنشأ الإسرائيلي،أود الإشارة إلى أن كاتب هذه السطور ممنوع دخول الأراضي الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، وفي نفس الوقت علينا أن نتوقف عن جلد الذات وهذا لا يعني منع إبداء الرأي في المواقف السياسية وتوجيه الانتقادات، بل نطالب بحرية التعبير والرأي في الساحة الفلسطينية كم تعودنا خلال مسيرتنا النضالية والكفاحية، ولذلك نفرض كل أشكال وأسباب الإعتقال السياسي، علينا أن ندرك أننا حركة تحرر وطني ولا نزال تحت الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، والذي يتتطلب من الجميع عدم إشغالنا في إحداث ومعارك وخلافات جانبية بل كل جهودنا تنصب في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي بمختلف الوسائل والأدوات النضالية في مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري، الذي يستخدم مختلف الوسائل المباشرة وغيرها للأحداث الشرخ والفتنة الداخلية في الساحة الفلسطينية وهذا يتتطلب بالحذر واليقظة للمواجهة الإحتلال وأدواته، ونختتم هذه السطور بالترحم على الأسيرة والصحفية المحررة، غفران وراسنة من سجون الاحتلال، حيث تم إغتياله بشكل مباشر برصاص جيش الإرهاب الإسرائيلي الفاشي، جريمة اليوم من قبل جيش الإحتلال تكرر للمنهج الإرهابي الجبان الذي استهدف المدنيين الفلسطينيين العزل في الشوارع وعلى الحواجز المنتشرة فى الوطن المحتل وفي مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

ونكرر كلمات الشاعر الكبير المرحوم محمود درويش “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

عمران الخطيب

Omranalkhateeb4@gmail.com

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري