الأمير الحسين في “الياروت”..

عروبة الإخباري -كتب سلطان الحطاب د
ازدهت الكرك امس بزيارة سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني الى قرية الياروت، وهي من اعمال الكرك وتوابعها وواحدة من قرى المجالي، فقد اختارها الامير ليضع ركابه فيها آخذاً بسنة من قبله من ملوك الهاشميين، فقد كان يزورها الملك المؤسس وفي إحدى زياراته وصف الكرك وثمارها وزرعها شعراً، كما زارها الملك الحسين بن طلال رحمه الله، وها هو الامير الشاب يجسد معاني تلك الزيارات ويستمع الى حكمة من التقاهم وعلى رأسهم الدكتور عبد السلام المجالي -اطال الله عمره- والذي كان في استقباله، وقد حمل على كتفه 95 عاما من العيش والتجربة والحكمة والولاء للهاشميين..
كانت الكلمات التي القيت أمام الامير والتي تؤكد على التفاف الكركيين حول العرش الهاشمي وحبهم له وولائهم واخلاصهم قد انعشت وجدان الامير الذي قال ان الكرك ثابتة وواحدة وهي تقرأ “كرك” سواء قرأت من اولها او اخرها..
لقد تجمع ما يقارب الستين شخصية كركية مثلت اطياف الكرك ونواحيها، وكانت الكلمات كلها تصب في اطار واحد .. وقد استوقفني كلمة السيد عامر المجالي لشمولها ودقتها وعمق دلالاتها وهو يذكر بكرك التاريخ وبرجالها.. ويذكر اعلام المجالي الذين محضوا حبهم وولائهم لها وللدولة والعرش.. في زمن السلم و زمن التحديات، فكانوا حاضرين دائما ..
كان يوما مميزا كما نقل عنه، فقد جاءت الكرك لتؤكد مواقفها وكانت كلمات الامير البسيطة والدافئة هدية جميلة للكركيين الذين ظلوا دائما يجسدون حب الوطن والهاشميين.
الامير الحسين يتمثل مقولة الراحلة ام جدة الحسين بن طلال حين جاء لتولي سلطاته الدستورية :”انهم شعبك يا بني فبادلهم حبا بحب .. فإن احببتهم احبوك واخلصوا لك”، وهذا النهج الذي يسير عليه الامير الحسين.. كان سنة في الهاشميين من قبل الذين جعلوا من حب شعبهم والاخلاص له ديدنهم ونهجهم..
كنت ارى في الصورة وجوه الكركيين وقد استبشرت بزيارة سمو الامير ، حيث تحدث اكثر من شخصية كركية ومنها معالي سمير حباشنة والعين حماد المعايطة واخرون، والقيت قصائد وارتفعت اغنيات وكان التنظيم جميلا ومدهشا ..
ان الخبرات تتوسع لدى سمو الامير ولي العهد، وهي تأخذ البعد الميداني بلقاء المواطنين في محافظاتهم واماكن تجمعاتهم ليستمع لهم ويستمعون اليه، خاصه فئات الشباب التي لابد من التوسعة لهم ليصلوا الى الامير ويصل لهم ..
لقد ظلت الكرك في وجدان الاردنيين في المقدمة كما شأنها في التاريخ والجغرافيا، ففي الجغرافيا كانت محطة بارزة على طريق الملوك الى مصر منذ زمن صلاح الدين الذي بنى قلعتها، كما كانت في التاريخ مقراً لأحد سلاطين المماليك الذي أقام فيها و حكم القاهرة وبلاد الشام، ومنها سرى الفتح الثاني للقدس وتطهيرها من الفرنجة، وهذه الدروس لا شك ملهمة، فكما كان الفتح الاول في زمن صلاح الدين قد جاء للقدس من عجلون عبر حطين، فقد جاء الفتح الثاني من الكرك .. أليست هذه ارض الرباط؟!
ما زال الكركيون يحملون القدس في صدورهم امانة، وما زالوا لا يرون لنظرتهم مدى في الافق إلا اذا نظروا اليها في الصباح والمساء، فهي قبلتهم الاولى وفي ساحة مسجدها الاقصى اشهر المصاطب المسماة “مصطبة الكرك” وهي على بيعه معها منذ قاتلوا على اسوارها، ومنذ رابط احد ابناءها الراحل المشير حابس المجالي في باب الواد في الطريق اليها..
هذه الصفحة من التاريخ لن تطوى وستظل مفتوحة وسيظل النداء قائما وهو يتردد الآن على السنة المرابطين في ساحة الاقصى الى ان تقوم القيامة العربية التي لن تتأخر طالما هناك من يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ومسراه ومعراجه..
الكرك امس كانت جميلة اكثر بزيارة ولي العهد لها وقد نزل في مضارب المجالي..

Related posts

الأردن يقدم الرعاية لـ 57 جنسية من اللاجئين بنسبة 31% من السكان

حسان: الحكومة حريصة على التشاور مع النقابات

الملك لترامب: أتطلع إلى العمل معك مجددا لتعزيز الشراكة طويلة الأمد