باديكو : الي بيحضر عنزه بجيب توم!!

عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
قيل: “إللي بيحضر ماعزته بتجيب توم”.. وقيل: “نَفَس الرجال بحيي الرجال”، واستطراداً يمكن القول: نَفَس الرجال المخلصين الجادين في العمل يحيي المشاريع حتى وإن سبق ان تعثرت او راوحت مكانها.. فالمهم هو الارادة التي إن توفرت لن تعدم الوسيلة..
المقصود ان زيارة صبيح المصري “ابو خالد” الى رام الله ومتابعة اوضاع شركة باديكو والشركات التابعة والمكونة لها أحيّا كثيرا من مواقع الإنتاج، وبرهن على ان نَفَس الرجل منذ وضع على سدة مجلس الادارة شخصية جديدة قبل ثلاث سنوات وبعد بلوغ 27 سنة من انطلاقة باديكو هي بشار المصري الذي تابع منذ البداية مشروع “روابي فلسطين” – جوار رام الله –وهو اكبر مشروع عقاري اقيم في الضفة الغربية منذ عام 1967 بل يكاد يكون الأول من نوعه إذ لا يوازيه إلّا ربما مشروع العبدلي في عمان او مشروع رفيق الحريري الراحل في بيروت، وقد كان هذا المشروع الكبير قد قام نتاج شجاعة ورهان صبيح المصري على المستقبل، وعلى ضرورة ان يكون للشعب الفلسطيني مدنه ومؤسساته وبنوكه ومشاريعه التي تؤسس لاقتصاد مستقل، هو الطريق الوحيد لبناء الدولة المستقلة، اذ لا استقلال سياسي دون الاستقلال الاقتصادي وفك التبعية عن الاحتلال بالممارسة وليس بالكلام..
حين ولدت فكرة باديكو “شركة فلسطين للتنمية” وتسجيلها في الخارج كشركة اجنبية كان في بال وخاطر صبيح المصري ومجموعة من الشركاء ان يكون لهذه الشركة القابضة تأثير كبير وجذور عميقة في الاقتصاد الفلسطيني، رغم كل ما صنعه الاحتلال من معطيات وظروف وعراقيل..
لقد زرع صبيح ورفاقه الذين غادر بعضهم وما زال البعض باقياً يمسك بجمر الصمود زرع الفكرة والبذرة وتعهد ذلك عبر سنوات طويلة زادت عن العشرين ..
ورغم كل الظروف التي مرت على باديكو وما تميزت به سياسات الاحتلال من زرع عقبات وتعطيل ونيل من الواقع الفلسطيني والشعب الفلسطيني والحد من طموح هذا الشعب في الاستقلال والانفكاك عن الاحتلال وامتلاك حق تقرير المصير إلّا ان النفر المخلص من المؤسسين لم تتوقف تضحياتهم حتى حين كانت هذه الشركات العديدة في اطار باديكو تعطل او تضرب كما حدث في شركات في غزة، حيث بنيت هناك استثمارات ضربت وعطلت وفي اماكن اخرى في الضفة الغربية..
اليوم تعاود باديكو الصعود والتبشير بالأمل بعد مرحلة إعادة الانتاج والمتابعة والنَفَس الذي يحيي، ويكون للاجتماعات التي جرت في فلسطين والاخرى عبر الاتصال الالكتروني وخاصة الاتصالات الاخيرة في الاجتماع السنوي السابع والعشرين لباديكو وعبر تقنية الاتصال الذي شارك فيه حوالي 70.7% من رأس مال الشركة، وحضور الامين العام مقرراً للاجتماع، وكذلك المستشارين القانونيين وكل من يلزم لإعادة دفع الشركة للأمام، وبحضور ممثلي هيئه سوق رأس المال الفلسطينية وبورصة فلسطين..
اطلعت على تقرير مجلس الادارة الذي تسربت نسخة منه لي وهو عن العام 2021 والذي توقف عند الانجازات والنجاحات التي تحققت والتي كانت لي وانا اتابع منذ سنوات طويلة خاصة قبل الكورونا، حين كانت تعقد الجلسات مباشرة من عمان، وقد لاحظت الآن كيف عادت الشركة باديكو الى التحليق، وكيف حصدت نتائج لم تكن متوقعة، اذ ان الاسلوب الذي انتهجه صبيح المصري ومجلس الادارة كان مختلفا، وكان حريصا ان توضع الامور في نصابها وان تتحرك القضايا او المكونات الجامدة أوالواقفة او المعطلة او يكون البديل..
في باديكو شركات ناجحة بامتياز واضح، وتشكل نموذجا للنجاح مثل شركة الاتصالات الفلسطينية ،وهناك شركات بحاجة الى دعم او تجديد او اعادة انتاج وهي اكثر من واحدة جرى تصحيح عليها في الفترة الماضية، حتى اذا ما جاء هذا الاجتماع جاءت الاخبار الطيبة وجاء تقرير مجلس الادارة بالشكل المميز الحالي.. والذي فيه تجاوز لتداعيات جائحة كورونا وخاصة في قطاع غزة الذي مازال يعاني الحصار..
ثمار هذا العام كانت وفيرة والذين حققوها ابهجوا نفوس المساهمين وجعلوا الاعذار عن عدم التوزيع للارباح عالية في السنوات الماضية مبررا طالما أعيد ضخ الاموال المتأتية في الشركات مجددا، وطالما يجري تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتعميق مجراه..
وقد كانت الارباح هذا العام 2021 تزيد بنسبة 400 % ،اذ بلغت 21.1 مليون دولار مقارنة مع رقم متواضع لم يزد عن 4.1 مليون دولار في العام الذي سبقه، وقد سجلت الشركة نجاحا في الاصدار الثالث لسنداتها حين خصصت حصيلته لاطفاء السندات السابقة، ولذا شهدت عملية الاكتتاب في السندات اقبالا فاق كل التوقعات حين رأى المكتتبون الجدية في العمل والثقة في الشخصيات القائمة على العمل ومصداقيته، مما جعل التقرير يذكر الاداء المالي للربع الاول من عام 2022 ، حيث تحققت ارباح صافية 6.8 مليون دولار، وعلى هذا عقب رئيس المجلس ان ذلك جاء نتيجة سلامة الرؤية الاستراتيجية التي تبناها مجلس الادارة في الاعوام القليلة الماضية، منذ بدء التغيرات وهو ايضا انعكاس لمتانة المركز المالي للشركة..
لقد قادت باديكو جهوداً جبارة خلال العامين الماضيين اصابت بشكل مباشر هيكلته شركات الاتصالات لتهتم بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونقل الاستثمارات العقارية والمالية الى شركة جديدة متخصصة في مجال التطوير العقاري في فلسطين، ولذا جرى تسجيل شركة عقارات هي شركة “اركان العقارية” التي تحول جميع مساهمي شركه الاتصالات الفلسطينية إلى مؤسسين لها كل بعدد مساو لأسهمه، وسيتم ادراج الشركة الجديدة هذه في بورصة فلسطين بداية تموز القادم 2022 بعد تاريخ الاستحقاق مباشرة، وتشتمل “اركان” التي تصل اصولها الى 350 مليون دولار وهي الوحيدة كذراع استثماري عقاري في باديكو..

فؤاد نجاب الرئيس التنفيذي – باديكو القابضة

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟