الدوافع والأسباب الكامنة وراء إسقاط رئيس الوزراء عمران خان

كما دفع رئيس الوزراء السابق المرحوم ذو الفقار علي بوتو حياته ثمناً لأجل بلاد الباكستان خلال النزاع العسكري بين الهند والباكستان، وتم في نهاية الأمر إنفصال بنغلادش عن باكستان،
وشاهدنا في تلك الحقبة في سبعينيات القرن الماضي، كيف قام علي بوتو بتوجيه الانتقادات إلى المجتمع الدولي خلال تواجده في الأمم المتحدة، وبعد ذلك قام بتمزيق المذكرة وخرج من قاعة الاجتماعات، وبدل من مكافئة الراحل الكبير المرحوم ذوالفقار علي بوتو تم القيام بإنقلاب عسكري بقيادة الجنرال ضياء الحق، وتم إيداعه في سجن وحكم عليه في الإعدام رغم تدخل العديد من زعماء دول العالم ومنهم الرئيس الخالد ياسر عرفات.

اليوم ومن المؤسف يتكرر المشهد السياسي في إسقاط حكومة عمران خان بتحريض من جهات داخلية مرتبطة مصالحهم في أجندات خارجية ويتم تمرير إسقاط حكومة عمران خان في البرلمان بعد تمكن المناوئين من تجميع أغلبية برلمانية وإسقاط الحكومة، ويتداخل الجيش الباكستاني والذي أسفر عن إعتقال عمران، وحل البرلمان.

ولعل أبرز الأسباب والتطورات التي أدت إلى إبعاد عمران خان عن المسرح السياسي وهو زعيم سابق للمعارضة ويحظا بشعبية على نطاق واسع في الباكستان، وقد وصل إلى سددت الحكم عبر صناديق الاقتراع قبل 6سنوات، ١)رفض السماح بإقامة قواعد عسكرية للجيش الأمريكي ٢)رفض مختلف الضغوطات والمحاولات الرامية إلى التطبيع مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ٣)التقارب السياسي والاقتصادي مع الإتحاد الروسي لكي ينهض بالاقتصاد الوطني في معالجة التضخم الاقتصادي والبطالة ومحاربة الفساد.

وفي هذا الصدى فإن رئيس الوزراء عمران خان كان يواجه على الصعيد الداخلي معارضة داخلية من المجلسين النواب والشيوخ وهم يشكلون قوى الشد العكسي لأداء رئيس الحكومة وعدم تجاوبه مع التوجهات الأمريكية في عهدي الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، والإدارة الحالية بزعامة جو بايدن وكان موقف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بعدم الانجرار للتوجهات الأمريكية في الصراع الدائر ببن روسيا الاتحادية وأوكرانيا، كما تم إعتبار التقارب مع روسيا وعدم التزامه في النئي بالنفس في النزاع بين روسيا وأوكرانيا شكل منعطف خطير، ودافع إلى الإطاحة بحكومته.

لكل تلك الأسباب والتطورات التي أدت إلى إستهداف وعزل رئيس الوزراء عمران خان وما حصل في الباكستان منذ الأمس واليوم لم نسمع من الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن وزير خارجية أي تنديد في موضوع الانقلاب العسكري على الشرعيه ولم نسمع من دول الإتحاد الأوروبي، اي تصريح يحمل في طياتها الشجب والاستنكار والتنديد هذا يؤكد أن الديمقراطية المطلوبة تتاتي وفقاً للرغبة المصالح الأمريكية وحلفائها.

عمران الخطيب

Omranalkhateeb4@gmail.com

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري