أبو مازن دوس على كل الصعب وسير!!

عروبة الإخباري –  كتب سلطان الحطاب   

 سيكتب التاريخ في سطور واضحة انك حقنت دماء شعبك و أنك آمنت بطول النفس والصبر والحكمة، وأنك علمت الكثيرين ان الصراع مكيدة وان الصراع قليل الكلفة هو الذي يُبقي للحياة معنى قد لا يعقبه الفناء، ورغم صبرك وطول نفسك واحتساب ذلك إلا ان خصمك الذي لا يؤمن بالسلام لم يُقدر لك ذلك واستمر في التصعيد الذي لا تستطيع فيه ان تمنع شعبك من ان يعبر عن نفسه بمقاومة سلمية لم يترك لها العدو هامشا عندما عمد الى اسلوب القتل والاقتلاع والاستيطان والمصادرة..

 ما يجري لن يهز فيك قصبة فقد حذرت واشهدت القاصي والداني ووضعت الملك عبد الله الثاني في ادق التفاصيل حين زارك في رام الله و قد صحبه ولي العهد و شخصيات اردنية هامة أخرى..

 لقد رأيت في الزيارة العائلة الواحدة الأردنية- الفلسطينية ولولا ذلك لكفرت بالقريب ولقلت لمن ذهبوا الى النقب يضعون نظراتهم على مؤسس دولة الاحتلال:

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً        عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

 لقد انصاعوا لما اراده المحتل وتناسوا ان هناك شعب مقاوم له الاف الشهداء، و له الاف الاسرى والمعتقلين خلف قضبان السجون، لم يكلفوا انفسهم ان يذكروهم او يذكروا بهم..

 لقد قبلوا الرواية الاسرائيلية حين جاءوا للنقب حيث اهلها من القبائل والعشائر البدوية الاصيلة، وحيث تعمل الجرافات الاسرائيلية على بعد كيلومترات قليلة من قبر بن غوريون في اقتلاع بيوتهم وهدمها والتنكيل بهم، وبعض قراهم او مواقع مضاربهم هدمها الاحتلال عشرين مرة وما زالوا يعاودون البناء ويجددون الصمود، ولن ينفع الاحتلال انخراط عرب او غير عرب في تأييده، فالاحتلال مخلوقات لا تعمر حتى وان طال بها الزمن لعوامل معروفة..

 اسرائيل على مفترق الطرق الان وعليها ان تختار بين ان تعطي الفلسطينيين حقوقهم التي اكدها قرارات الشرعية الدولية وبين ان تصبح نظام أبارتايد عنصري يستجلب المقاومة كاستحقاق لا بد منه لها مهما طال الزمن..

 فاسرائيل التي تسلم بحقوق الشعب الفلسطيني ان وجدت وهي غير موجودة حتى الآن ليست بحاجة الى تجنيد عربي او غير عربي لفرض التهدئة او الضغط على الفلسطينيين، اما اسرائيل التي تريد تأبيد الاحتلال فتعتقد انها تستطيع ان تستقوي ببعض اطراف النظام العربي وبعض الدول العربية لتعقد تحالفات معها (ناتو عربي) ينتصر لإسرائيل ويخذل الشعب الفلسطيني ويقبل الرواية الإسرائيلية ويدعمها ، وبالتالي سيظل الإسرائيليون من قادة الاحتلال ودعاته يمارسون الضغوط ويبحثون عن دور وظيفي لدول عربية من اجل ان تخدمهم فيها تسمية محاربة الإرهاب وتلصق هذه المقاومة بداعش لينطلي ذلك على مصدقي إسرائيل وعبدتها من الأنظمة العربية المرتجفة، حتى اذا ما تماهوا معها في روايتها طالبتهم بالصدام مع الفلسطينيين وان يقاتلوا نيابة عنها، مذكرة انها تتقاسم معهم ذلك طالما قاتلت معهم في معاركهم ضد ما اسموه بالارهاب في اكثر من ساحة..

ان الاتفاقيات الابراهيمية ما زالت في بدايات التطبيق، وسيعرف شهر رمضان كيف يعيد تسمية الاشياء بأسمائها حين تنخر المقاومة ما صنعوا وتلقف عصيّهم التي رموها في وجهها..

Related posts

قمة الرياض… قمة فاصلة، فهل تنجح وكيف؟

قمة الرياض وتحولات جيواستراتيجة* الدكتور أحمد الشناق

وفاة الشاب علاء عطا الله خيري، نجل سفير فلسطين في الأردن