إعادة الحياة لمياه اليرموك كيف؟

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب  

على اليرموك قفْ واقرَ السلامـا     وكلـِّـمْه ُ إذا فهم الكلامــــــــــــــا
حتى يحيي الماء الاشياء “وجعلنا من الماء كل شيء حيا” فلا بد من إحياء الماء نفسه وتمكينه من دوره..
كان وزير المياه والري المهندس محمد النجار حاضراً بقوة ومنصفا للحاضرين الاجانب والاردنيين وفي مقدمتهم الادارة النشطة التي اعدت الورشة للتعريف بمشاريع الوكالة الالمانية بخصوص خدمة شركة اليرموك، ومن قبل مع الهولنديين والامريكيين..
الورش اعادت احياء العمل بالفكرة التي جرى وأدها كما قال الوزير النجار والذي قال وهو ينظر الى الوزير الصعوب (الدكتور حسين الصعوب رئيس هيئة المديرين في الشركة): نعم.. اليرموك حلم قررنا ان تكون هذه الشركة عام 2010 ولكننا واجهنا مقاومة شديدة عطلت المشروع ، فقد كان تضارب المصالح اقوى من القدرة على زرع هذه الشركة ولكننا لم نيأس، فقد كانت عدة عوامل تلح ان نعيد إحيائها وان نبعث فيها الحياة مرة أخرى، وها نحن اليوم نتفائل رغم ان الظروف تزداد تعقيدا والضرورات ازدادت الحاحاً من ذلك الوقت..
وانت يا معالي الوزير تنهض الان وتضع جل خبراتك في ادارة الشركات بعد ان اصبحت اليرموك شركة نريدها ان تتميز وتنافس وتكون الافضل بين قريناتها والاكثر اسنادا وتدريبا لموظفيها والمنتسبين لها خاصة ونحن نواجه زيادة السكان و ضعف الموارد..
نعم عندي امل معالي الاخ في قدرتك فلقد اعطيت المجال للتخطيط ومرونة الحركة بخبرتك الواسعة والتي توظفها على اسس صحيحة في ان تكون اليرموك شركة وان تكون هذه المجموعة المجتمعة الان من كافة القطاعات في الشركة شركاء حقيقيين..
ومضى الوزير يزرع التفاؤل على اسس علمية، فقد وصف لي الحالة المائية ومصادرها وعوائقها ومشاكل إدارة المياه، واين يقع الخلل، وما زال على الجميع ان يتصرف، وطالب بمزيد من العلمية في احتساب كميات الماء ونفى ان يكون التسرب هو المشكلة الوحيدة مع الاقرار به ، ودعا الى المزيد من الوعي وبين ان لا امراض تسببها المياه المستعملة في بلادنا، كما في بلدان أخرى، وان المياه العادمة يعاد النظر في معايير استخداماتها ودرجات ومستويات صلاحيتها، ولأن المزروعات على وجه التحديد .. بعض هذا الكلام كان خارج القاعة ومع القهوة حيث لم يبدو الوزير متشائما وانما بدا وكأنه يمسك بالخيط ويعيد الغزل على منوال صلب..
المياه عالم واسع لجهة انتاجها وتوزيعها ومصادرها وهي في بلادنا سلعة ثمينة وعزيزة ونادرة اذا ما عرفنا موقع الاردن على سجل المياه وترتيبنا في الفقر المائي.
الوزير الصعوب الذي انيط به رئاسة هيئة المديرين لشركة اليرموك أغراه العمل مع الوزارة في هذه المرحلة التي وصف العمل فيها بالجدية ومنذ اللحظة الاولى قبل التحدي، ولم يلتفت لتبريرات بل ركب المركب الصعب وبدأ المراجعة ووضع كثيرا من النقاط على الحروف المهملة التي كانت قراءة كلماتها صعبة..
كان يريد ان يبدأ من الاولويات في شركة كبيرة تغطي اربع محافظات فيها العدد الاكبر من السكان الذين تزايدوا اضافة الى مخيمات اللاجئين السوريين.. ولذا كان يشير الى الدور الذي يجب ان يتم التركيز عليه من جانب الشركة من تحديات كبيرة في موضوع المياه والصرف الصحي و توفير الكميات التي تلبي الطلب المتزايد على المياه من ضغط اضافي على مصادر المياه، واضعا نصب عينيه الشكر المتصل للحكومة الألمانية وكل الاطراف الدولية التي ساعدت في الدعم المتصل لقطاع المياه بشكل خاص مياه اليرموك..
الصعوب يعظم الشراكة والتعاون في انجاز المشاريع و منذ قدومه أحيا هذا البعد وشجعه واحتفى به ، ولذا بدأت الحياة العملية تدب في هذه المشاريع التعاونية و بدأنا نرى الورش تعقد والمساعدات تقدم والخبرات تأتي ثمارها والمشاريع تأخذ طريقها الى الانجاز في ادارة المياه ومصادرها وفي صيانة شبكات الصرف الصحي وتأسيسها..
لم يمض على الوزير الصعوب سوى اسابيع في مهمته كان قد عقد فيها ثلاث ورش مع الامريكيين والهولنديين والالمان، وقد حضرت بعضها ورأيت حماسهم في العمل لانجاز المشاريع التي قدمت حين اتيح لهم ان يتعرفوا على المشاكل وانو ناقشوها وان يسمعوا لملاحظات العاملين الذين حضرت نقاشاتهم الصريحة والمباشرة وقدرتهم على التشخيص والاشارة الى مواقع الخلل..
قلت في نفسي وانا اغادر قاعة الحوار مبكرا لو ان قطاعات اخرى في الدولة تعمل بهذه الطريقة وبهذا الايقاع العملي الناضج لما اشتكينا خللا في الادارات ولا حاجة طارئة تغلبها التحديات..
الفريق الالماني الذي جرى تكريمه من جانب الوزير الصعوب خرج مرتاحا ليواصل العمل في الميدان في الشمال..

شاهد أيضاً

صناعة المحتوى في عصر الإنفلونسر: تحديات وإمكانيات* تهاني روحي

عروبة الإخباري – الغد – كنت قد استضفت مؤخرًا في حلقة بودكاست سيدة مؤثرة لنتحدث …