معوقا ت. .. أمام إستقلال فلسطين. .. تتطلب التصدي لها ؟ 3 / 3 د. فوزي علي السمهوري

الشعب الفلسطيني مستمر في ثورته ضد المستعمر الإسرائيلي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني التي تعرضت و تتعرض لمؤامرات تستهدف النيل من شرعية تمثيلها ومن دورها الوطني النضالي بكافة الوسائل من أجل الحرية والإستقلال مسلح بحقه التاريخي والأساس بالعيش حرا كريما في وطنه دون هيمنة وسيطرة من قوى خارجية مهما بلغت بها الذرائع والمبرارات التي إتخذتها الدول الإستعمارية بعد الحربين العالميتين لصناعة الكيان الإسرائيلي العدواني الإستعماري الإحلالي على أرض فلسطين أرض الشعب العربي الفلسطيني تاريخيا موظفا إياه لتحقيق مخططاته وأهدافه المعروفة بالهيمنة وإدامة الإنقسام والفرقة بين اقطار الوطن العربي الكبير والتي اضحت مكشوفة دون لبس أمام الجميع دولا وشعوبا والتي مثلت تحديات ومعوقات حالت دون إنجاز الإستقلال وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة .
عوامل تتطلب توفيرها لتحقيق الإستقلال :
إنجاز النصر وتحقيق الإستقلال عوامل تتطلب توافرها والعمل من أجل تجسيدها ومنها :
أولا : تقليص الفجوة بميزان القوى العسكرية والإقتصادية التي تميل لصالح الكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري .
ثانيا : تعظيم الدعم السياسي والقانوني والحقوقي والإقتصادي الذي يحظى به الشعب الفلسطيني دوليا بالعمل على تحفيز المجتمع الدولي لترجمة دعمه إلى خطوات عملية رادعة وضاغطة على سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لإرغامه على إنهاء إستعماره لأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 و 67 / 19 / 2012 .
ثالثا : تفعيل وإحياء دور الجاليات العربية والإسلامية وأحرار العالم بالتنسيق مع الجالية الفلسطينية بمكوناتها الحزبية والفصائلية و السياسية والحقوقية والفكرية والإعلامية للعمل على تأسيس وتشكيل جبهات الحشد والدعم السياسي والجماهيري والاقتصادي والقانوني والحقوقي على إمتداد العالم وفق إعتماد آليات مباشرة وعبر المساهمة بحث حكوماتها على إتخاذ خطوات إجرائية عملية تتناسب وإمكانياتها دعما لحقوق الشعب الفلسطيني الأساس وحثها على إنتهاج سياسة العزل والمقاطعة للكيان الإستعماري الإسرائيلي وحلفاءه كأداة ضغط وعقاب لرفضه الإنصياع للإرادة الدولية المعبر عنها بمئات القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالتحرر وتقرير المصير .
رابعا : إنشاء جبهة إقليمية نواتها الأردن وفلسطين ومصر والمملكة العربية السعودية والجزائر والكويت مسلحة بميثاق ومبادئ وقرارات الأمم المتحدة و بالقوانين والعهود والمواثيق الدولية تتولى مهمة التعامل والإتصال مع المجتمع الدولي بمؤسساته الرسمية كالأمم المتحدة والمنظمات والهيئات المنبثقة عنها بمختلف أهدافها ومجالات عملها ومع المنظمات والمؤسسات والهيئات الإقليمية وبالأخص منظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الأفريقي ودول الإتحاد الأوروبي ودول عدم الإنحياز ومع كافة الدول بهدف تكوين قوى ضاغطة على الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لوقف إنحيازها لإسرائيل بسياستها العدوانية والعنصرية والتوسعية في إزدواجية ظالمة متناقضة مع فلسفة وأهداف تأسيس الأمم المتحدة لتحقيق وترسيخ السلم والأمن الدوليين وخاصة أمريكا التي تمثل السند والحامي والداعم للكيان الإستعماري الإسرائيلي لإدماجه في قلب الوطن العربي والعالم الإسلامي عبر ممارسة كافة اشكال الضغط على الدول العربية والإسلامية وعدم الإنحياز للإعتراف بالكيان الإسرائيلي وإقامة علاقات تطبيعية دون أن يتقدم هذا الكيان الإستعماري الإسرائيلي بخطوات عملية لإنهاء إستعماره الإحلالي العنصري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا بدلا من أن تقم الولايات المتحدة الأمريكية خاصة الإضطلاع بواجباتها بالعمل على ضمان تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وعزل إسرائيل الإستعمارية لرفضها الإنصياع للشرعة الدولية .
خامسا : العمل مع الدول المؤمنة بالعدالة الدولية على تجسيد سمو العدالة الدولية وإعلاء القانون الدولي على الواقع عمليا وما يتطلبه ذلك من الوصول إلى توافق دولي واسع النطاق بالتكافل والمتضامن على الهدف وعلى آليات العمل تحت طائلة الإنسحاب من الأمم المتحدة في حال عدم إيلاء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن مصالح الدول بغالبيتها ووقف توظيف الشرعة الدولية خدمة لمصالحها وهيمنتها خلافا للقوانين والعهود الدولية .
لتحقيق الأهداف بتجاوز المعوقات التي تحول دون إنجاز الإستقلال وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ينبغي على جميع القوى الفلسطينية أن تجمد خلافاتها وأن تتوحد على البرنامج الوطني الفلسطيني المقر بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأن تعمل على ترسيخ إستقلالية القرار الوطني الفلسطيني دون إغفال لأهمية ودور التنسيق مع جميع القوى الرسمية وغير الرسمية بما يكفل المصالح العليا للشعب الفلسطيني مع كافة الدول والقوى المؤمنة بحق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفق الحدود المبينة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 /11 / 1947 إعمالا لأهداف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني…؟!
الوضع الدولي الحالي يشي بتراجع النفوذ الأمريكي عالميا يقابله تصاعد النفوذ الصيني الأمريكي وبروز النزعة الاستقلالية الأمنية لدول أوربية يشكل مناخا إيجابيا في حال تم إستثماره على كافة الأصعدة فلسطينيا وعربيا وفق لرؤيا مشتركة تكفل وتفرض مصالحنا وقضايانا المشتركة وتعزز حقوقنا الوطنية والأمنية القطرية والقومية على حد سواء وفي مقدمتها القضية الفلسطينية كونها القضية المركزية للشعب العربي على إمتداد الوطن العربي الكبير…؟

شاهد أيضاً

جريمة مسرح موسكو وخطر الإرهاب* د. سالم الكتبي

عروبة الإخباري  – لم يغب الإرهاب عن قائمة التحديات التي تواجه العالم، حيث تتكاثر أجياله …