السلط جاهزة للاختيـار!!

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب   
أحب السلط وقد عبّرت عن ذلك في كتابي “السلط.. حارسة النهر وحافظة الكرامة” الذي رعاه البنك الاهلي ممثلا في الشخصية البارزة رجائي المعشر..
لقد صعدت السلط الذرى وما زالت تصعد بجهد وعطاء ابنائها وبالاردنيين جميعاً، وهي تحتفظ بتاريخ ممتد ضارب في الجذور ومعكوس في واقعها القائم الذي احتفى به العالم حين قبل السلط في منصة اليونسكو وحفظ لها اثارها ومكانتها وروعة مبانيها التاريخية، لقد تقدمت السلط بأوراق اعتمادها الى اليونسكو حين قام نفر منهم من ابنائها باسداء هذا التوق وتحفيزه واعداده لتبلغ السلط غايتها وهدفها في ذلك..
كنت تابعت جهود ابن السلط الشهم الدكتور خالد الخشمان رئيس البلدية السابق والمتطلع للعودة الى خدمة السلط واستكمال دورها التاريخي وخدمة ابنائها ، وقد كانت متابعتي جزء من حرصي على الحصول على المعلومات التي اسند بها كتابي، إذ لم يكن الرجل يهدأ او يتوقف او يستريح حين كان يطلب منه خدمة عامة او تلبية شرط من شروط القبول في منظمة اليونسكو التي تنافست مواقع عديدة على الوصول الى قوائمها…
لقد استمتعت بالكتابة عن السلط تاريخاً وحضارة و دوراً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وتتبعت دورها وتجارتها واقتصادها في وثائق المحاكم الشرعية في القدس وربطها لجغرافية شرق النهر مع غربه ..
فقد كانت شريان الربط و ميناء الوصول.. نقلت الحبوب ونقلت الزبيب من حسبان وجوارها ونقلت “القلا” وهي مادة مستخلصة من عشبة تنبت في الاردن و تدخل في صناعة الصابون، حيث كانت نابلس تستورد هذه المادة الهامة، وقد ارتبطت نابلس بالسلط ارتباطا وثيقا وهناك العديد من العائلات السلطية الاصيلة جذورها في نابلس..
لقد نجحت بلدية السلط التي ارجو ان تظل على زخمها الذي اذكره في زمن رئاسة الخشمان الذي انحاز إليه، لأنني لا اعرف غيره ممن قادوا البلدية ولا حتى مرشحيها الجدد الذين لا اقلل من ادوارهم وحرصهم .. ولكني اقدم شهادتي في من اعرف وهو شكل من اشكال ذكر الحقيقة والوفاء لمن احبوا السلط وخدموها..
حين كنت ازوره وقد كان يعود من مهمة ميدانية او مراقبة مشروع كان يهب واقفا ليذكر انه سيتوجه الى مكان او ضاحية بعيدة في شمال السلط او جنوبها، وما اذا كانت ارغب في مصاحبته.. كان على الطرف الاخر شخص يشتكي من حفرة او خلل في سلالم او تجمع لردم من مباني او مخالفة او توقيف عن عمل او مناسبة افتتاح، كنت أقول: لماذا لا يقوم بذلك غيرك؟ فيقول: اهل بلدي (السلط) حساسين .. يريدون المسؤول ان يكون الى جانبهم وقد لا يرضيهم ان لا اكون و هذا واجبي، وسنحتاج الى زمن اطول ليدرك كل فرد ان الخدمة من حقه وانها ستصله سواء من جانب رئيس البلدية او من جانب اي موظف انيطت به الخدمة..
بلدية السلط لعبت دورا مميزا في المسؤولية الاجتماعية واستطاعت ان تشرك الكثير من الهيئات والشركات والمؤسسات الموجودة في السلط وجوارها في نشاطات مشتركة، ولعل جامعة عمان الاهلية مثالا على النشاط المشترك اضافة الى مصانع وهيئات ومؤسسات أخرى، وقد شكلت بلدية السلط من ذلك نموذجا يمكن لبلديات اخرى ان تحتذيه..
كما اذكر لبلدية السلط دعمها المستمر للنشاطات الثقافية والفنية والرياضية الموصولة طوال الفترة الماضية وتحفيزها للمبدعين والمتفوقين والاحتفاء بهم، كما انها تميزت بدرجة عالية من رضى العاملين الذين حرصت دائما على تكريمهم والاهتمام بمناسباتهم واعيادهم…
اتمنى للمدينة التي نحبها المزيد من التقدم وان يسخر لها من ابنائها من يظل حريصا على تقدمها وتطورها ومشاركتها..

شاهد أيضاً

الأمن الإقليمي والتحديات التي تواجه المنطقة* د. ختام زهير العبادي

عروبة الإخباري – يعيش النظام العالمي في المرحلة الراهنة مرحلة انتقالية تتشكل فيها ملامح النظام …