روسيا بدخولها أوكرانيا تعمل على تحقيق الأمن القومي/عمران الخطيب

منذ تفكك الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على فرض هيمنتها على دول العالم وتستحوذ في السيطرة الشاملة على مقدرات العالم في إطار القطب الواحد الذي يتمثل فى الولايات المتحده الأمريكية، ولذلك قامت الإدارة الأمريكية المتعاقبة بفرض سيطرتها على دول العالم من خلال الحروب والاحتلال والفوض وفرض العقوبات على كل دول التي تخرج من تحت السيطرة الأمريكية.

ويجوز لها أن تقوم بما يحقق مصالحها الذاتية دون رقيب أو حسيب، والمؤسف أن دول أوروبا تحولات إلى ذيل للإدارة الأمريكية، وخاصة بعد الإنتهاء من الحرب الباردة بين القطبين روسيا وأمريكية، بعد تفكك الإتحاد السوفيتي بانهيار دول المنظومة الاشتراكية، والغريب في الأمر أننا لم نسمع في التنديد عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية في الحروب المدمرة وإحتلال أفغانستان ولم نسمع تلك دول حين تم إحتلال العراق عام2003 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا دون تفويض من قبل الأمم المتحدة وما يزال العراق يعاني من نتائج الإحتلال الأمريكي.

ومن الجدير بالذكر أن الدول الأوروبية التي تتباكا على دخول روسيا إلى اوكرانيا هذه الدول الأوروبية إيطاليا وفرنسا بريطانيا، إضافة إلى قطر وتركيا قد شاركوا في إحتلال ليبيا وإسقاط النظام وتفكيك الدولة وما تزال تعاني ليبيا من الإرهاب كما هو حال العراق وسوريا نتيجة التداخل السافر من قبل هذه الدول، ولقد تحولت العديد من دول أوروبا الشرقية إلى أنظمة مرتبطة بشكل مباشر مع الإدارة الأمريكية ومن خلال حلف الناتو، ولذلك فإن سقوط النظام في اوكرانيا يعني سقوط المصالح الأمريكية وإضعاف حلف الناتو مما يؤثر على بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو وإعادة الحسابات على ضوء تلك النتائج وتداعياتها في ما يحدث في اوكرانيا، وبكل تأكيد ما بعد إنتهاء الحرب التي تجري في اوكرانيا ليس كما سبق، العالم ينتظر ويترقب النتائج لما يحدث من تطورات على مسرح الحادث وفي المحصلة سوف يطرء تغير جوهري بحيث يصبح عالم متعدد الأقطاب، ويتمثل في روسيا والصين، إضافة إلى صعود الدور الإيراني بعد إنتهاء المفاوضات التي تجري في فينا نتائج هذه الحرب سوف يطرء تقليص الدور الأمريكي وسوف ينعكس على مستقبل الكيان الصهيوني وامتداداتها المختلفة، وسؤال المطروح لماذا لم يتم الصمت على جرائم الإحتلال الإسرائيلي الذي يمتد منذوا 73عاماً من الجرائم والمجازر والإرهاب والاستيطان والعدوان المتكرر على قطاع غزة وأمام العالم الذي يطالب الفلسطينيين بضبط النفس ولم يتم فرض العقوبات والحصار الإقتصادي والمالي على الكيان الصهيوني، لن نذهب بعيداً في التفاؤل بما يحدث، ولكن من حيث المضمون ومسار الأحداث فإن أمريكيا لن تبقى القوى المسيطرة المهيمنة على العالم.

عمران الخطيب Omranalkhateeb4@gmail.com

شاهد أيضاً

جريمة مسرح موسكو وخطر الإرهاب* د. سالم الكتبي

عروبة الإخباري  – لم يغب الإرهاب عن قائمة التحديات التي تواجه العالم، حيث تتكاثر أجياله …