في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف

عروبة الإخباري – رام الله – محمد الرنتيسي

اختار السفاح باروخ غولدشتاين يوماً ذا مغزى في تاريخ اليهود لارتكاب جريمته البشعة.. إنه عيد المساخر (البوريم)، ولهذا اليوم قصة في حياة اليهود، فهو يرمز إلى قوتهم، أراد غولدشتاين أن يؤكد في ذلك اليوم مقولته: «إذا كان عدوك يريد قتلك فابدأ أنت بذبحه» .. «محار أني أريخيم ما هإسلام شيليخم».. عبارة بالعبرية قالها الكابتن دوف سوليمون قائد حرس الحرم الإبراهيمي للمصلين من أبناء المدينة، مساء يوم الخميس 24/2/1994، عشية ارتكاب الجريمة.
ففي مساء ذلك اليوم وأثناء صلاة العشاء دخل المستوطنون إلى الحرم وقاموا باستفزاز المصلين المسلمين، ووقع شجار بين الطرفين على باب الحرم وبالقرب من تكية سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكان الكابتن دوف يقف وبجانبه عدد من المصلين، فقال عبارته تلك، وتعني بالعربية: «غداً سوف أريكم ما هو إسلامكم».
توجه المئات من أبناء مدينة الخليل لأداء صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي صبيحة يوم الجمعة الحزينة، ذلك العام، وأثناء سجود المصلين انطلقت رصاصات الغدر من رشاش المستوطن باروخ غولدشتاين تجاه المصلين من زاوية الاسحاقية، بجانب مقام إبراهبم الخليل عليه السلام، واستمر إطلاق الرصاص وسط سقوط الشهداء وأنين الجرحى وصراخ المذعورين، حتى تمكن المصلون من السيطرة على المجرم وقتله، بعد أن أفرغ حقده وصبّ جام غضبه على الأبرياء، وكانت النتيجة استشهاد 29 مصلياً داخل أروقة الحرم، إضافة إلى استشهاد 10 آخزين متأثرين بجروحهم بعد أسبوعين على وقوعها.
العديد من الجرحى وممن نجوا من المجزرة أكدوا، أن المتطرف غولدشتاين لم يكن وحيداً، بل كان هناك من يمده بمخازن الذخيرة من أفراد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، ممن تخفوا بالزي العسكري الاسرائلي، لكي يقوم بقتل أكبر عدد ممكن من المصلين.
المستشفى الأهلي شاهد على الجريمة
كان المستشفى الأهلي في الخليل شاهداً على ذلك الرعب، الشهداء والجرحى في مجزرة الحرم كانوا هناك، وكان بالإضافة إليهم ضحايا رصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين بالقرب من المستشفى.
يقول الدكتور إبراهيم الزهور، أخصائي التخدير والإنعاش في المستشفى لـ»الدستور»: «فور انتشار خبر المجزرة، دبت حالة من الفوضى العارمة داخل أروقة المستشفى، نتيجة تدافع المئات من أبناء المدينة، الذين هرعوا ليتعرفوا على مصير أبنائهم، وشهدت الشوارع المحاذية للمستشفى، ازدحاماً شديداً نتيجة لسيارات الإسعاف والحافلات الأخرى، التي سارت مسرعة صوب المستشفى، مطلقة العنان لأبواقها وصافراتها، لم يكن بوسعنا أن نعمل شيء أمام هذا الكم الهائل من الجرحى، والرعب المرافق لهذا الحدث، سوى المحافظة على رباطة الجأش، والشد من أزر المواطنين، وطمأنتهم قدر الإمكان، وتوزيع الضمادات والأدوية التي جمعت على عجل، من قبل بعض الأطباء والصيادلة، وما زاد الأمر تعقيداً، أن مواجهات عنيفة اندلعت قرب المستشفى، نتيجة لمشاعر الغضب لدى الشبان، الذين سارعوا لقذف جنود الاحتلال بالحجارة، فاختلطت دماء جرحى الحرم مع دماء المتضامنين معهم، ما أحدث بلبلة كبيرة، احتجنا لمزيد من الوقت للسيطرة عليها».
تطرف وعنصرية
مرتكب مجزرة الحرم باروخ غولدشتاين، متطرف من سكان مستوطنة كريات أربع إلى الشرق من مدينة الخليل، حاصل على رتبة ضابط احتياطي في جيش الاحتلال، وينتمي لحركة «كهانا» العنصرية التي أسسها مائير كهانا، والذي قتل في أمريكا، أثناء إلقائه إحدى المحاضرات العنصرية ضد العرب، قبل عدة سنوات، وكان قد تربى على موائد الحقد والتطرف اليهودي، فهو الصديق الأعز لدى المتطرف «موشيه ليفنجر» الذي يقطن في بؤرة تل الرميدة الاستيطانية في مدينة الخليل، ويقود باستمرار العشرات من الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين في قلب الخليل، وكان المتطرف غولد شتاين قد ارتدى زيا عسكريا أثناء دخوله الحرم، وارتكب المجزرة بتواطؤ مع الجنود الموجودين على الباب الخارجي، وبمساعدة متطرفين آخرين لم يكشف النقاب عنهم، وكان المصلون قد شاهدوه عدة مرات يتجول في ساحات الحرم الإبراهيمي قبل ارتكابه للمجزرة، وقد أتم المجرم غولدشتاين تدريبات خاصة لارتكاب جريمته في معسكرات لجيش الاحتلال.
شهادات حيّة
شريف الزرو، قال: «كنت أصلي في أخر صف للمصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف وعندما وصلنا إلى آخر سورة الفاتحة سمعت من خلفي صوت مستوطنين يقولون باللغة العبرية بما معناه بالعربية: «هذه آخرتهم» وعندما وصل الإمام إلى أية السجدة وهممنا بالسجود سمعنا صوت إطلاق نار من جميع الاتجاهات وصوت انفجارات، وكأن الحرم بدأ يتهدم علينا، لم أستطع أن أرفع رأسي.. لقد تفجر رأس الشاب الذي كان بجانبي وتطاير دماغه ودمه على رأسي ووجهي، ولم أصحُ إلا عندما توقف إطلاق النار وبدأ الناس بالتكبير، فرفعت رأسي وشاهدت المصلين يضربون شخصا يلبس زياً عسكرياً».
ويضيف: «شاهدت طفلاً مستشهداً، لا يتجاوز عمره 12 سنة، حملته وخرجت به إلى الخارج، إلا أن الجندي اعترضني وأراد أن يطلق النار علي، نظرت إلى اليمين فشاهدت مستوطنين في غرفتهم الصغيرة عند مقام سيدنا إسحاق، تمكنت من الهروب بالطفل ووضعته في سيارة مارة ثم صحوت لنفسي، فشعرت بدوخة وصدري مبتل، حسبته عرقاً في بداية الأمر، أحسست بيدي مكان البلل فإذا بي أرى دمي ينزف فصعدت بأول سيارة قادمة إلى المستشفى فإذا بي مصاب برصاص حي في صدري».
الشاب محمد جمجوم، والذي لم يكن قد تجاوز الخامسة من عمره حينذاك، وأصيب بثلاث رصاصات يقول: «ذهبت لصلاة فجر الجمعة مع جدتي وصليت مع الرجال في داخل الحرم في آخر الصفوف، سمعت صوت إطلاق النار فاختبأت خلف شمعة المسجد ولم أشعر بأنني قد أصبت من هول ما رأيت، شاهدت جدتي أمسكت بها بقوة، ويضيف عم الطفل: «شاهدت الرصاص يتطاير في ثلاثة اتجاهات وليس باتجاه واحد، انبطح الجميع على الأرض، هرب أربعة شبان إلا أن الجنود أطلقوا النار عليهم، لقد شاهدتهم بأم عيني ولم يسمحوا لسيارات الإسعاف بالدخول لمدة ربع ساعة، وبعد أن أنهى المستوطن إطلاق الرصاص أراد أن يهرب إلا أن المصلين كانوا له بالمرصاد فانهالوا عليه بالضرب باسطوانات الإطفاء.. خرجت بعدها لأرى الجنود يطلقون النار في جميع الاتجاهات على المسعفين والجرحى».
أما المواطن حمد القواسمي، فيوضح: «نزلت إلى صلاة الفجر وكنت متأخراً، وعندما وصلت إلى الباب الداخلي للحرم هممت بخلع حذائي، عندها شاهدت جندياً إسرائيلياً قادماً من جهة الحضرة الإبراهيمية، ويحمل رشاشاً ومعه مخازن أسلحة مربوطة بشريط لاصق، دفعني الجندي بيده ثم دخل بسرعة إلى الجهة اليمنى خلف الإمام، كان المجد مليئاً بالمصلين، عندها بدأ بإطلاق الرصاص بغزارة وفي جميع الاتجاهات.. في هذه اللحظة خرجت من المسجد حافي القدمين، وقلت للجنود والحرس إن يهودياً يقتل المسلمين في المسجد».
الغضب يمتد
ما إن انتشر الخبر حتى التهبت الأراضي الفلسطينية وعم الغليان الشعبي مختلف القرى والمدن الفلسطينية، حيث خرج المواطنون في مواجهات دامية لتشمل الدول العربية والجاليات الإسلامية في الدول الأجنبية.
ففي مدينة الخليل كانت الأحداث تتفجر في كل لحظة وخاصة أثناء تشييع جثامين الشهداء، فقد وصل الحد بجنود الاحتلال أن كانوا يطلقون النار على المشعين، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء من مدينة الخليل، بعد مرور حوالي شهرين على وقوع المجزرة إلى 60 شهيداً، ومنهم من دفن مع الجثمان الذي شارك في تشيعه، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 500 جريح.
أما على صعيد المدن والقرى الفلسطينية فقد كانت المواجهات دامية وصاحبها فقدان التوازن لدى جنود جيش الاحتلال، الذين أخذوا يطلقون الرصاص دون تمييز، حتى وصل عدد الشهداء بعد أسبوعين من المجزرة إلى 90 شهيداً، وقد انتقلت المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية إلى مختلف الدول والأقطار العربية، حيث نظمت المهرجانات والمسيرات الغاضبة المنددة بالمجزرة ومرتكبيها، كما امتدت المسيرات إلى الجاليات الإسلامية في الدول الأجنبية التي خرجت تهتف ضد الوجود الإسرائيلي في فلسطين.
ومن جانبها توعدت مختلف فصائل المقاومة برد نوعي وموجع لقوات الاحتلال، رداً على مجزرة الحرم الإبراهيمي.. فكان أن بدأت هذه الفصائل باستخدام أسلوب العمليات التفجيرية عبر السيارات المفخخة والاستشهاديين.. فنفذت حركة حماس بقيادة زعيمها العسكري آنذاك الشهيد المهندس يحيى عياش، خمس عمليات استشهادية في (العفولة والخضيرة وديزنكوف ورمات غان ورمات اشكول) خلال فترة زمنية قصيرة من وقوع المجزرة.. ضمن ما عُرف في حينه بالخطة الخماسية، وكان أن استهدفت هذه العمليات (مستوطنين) إسرائيليين لأول مرة، ردا على قتل المواطنين العزل، وهم خاشعين في صلاتهم.
قتل فيها 29 مصليا وجرح 150 آخرون
رائد عبدالمطلب حسن النتشة 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1974 الخليل
علاء بدر عبد الحليم طه أبو سنينة 25/2/1994 الخليل فلسطيني 1977 الخليل
مروان مطلق حامد أبو نجمة 25/2/1994 الخليل فلسطيني 1962 الخليل
ذياب عبد اللطيف حرباوي الكركي 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1970 الخليل
خالد خلوي أبو حسين أبو سنينه 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1936 الخليل
نور الدين إبراهيم عبيد المحتسب 25/2/1994 الخليل فلسطيني 1972 الخليل
صابر موسى حسني كاتبة بدير 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1957 الخليل
نمر محمد نمر مجاهد 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1960 الخليل
كمال جمال عبد الغني قفيشة 25/2/1994 الحرم الاباهيمي فلسطيني 1981 الخليل
عرفات موسى يوسف برقان 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1966 الخليل
راجي الزين عبد الخالق غيث 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1947 الخليل
وليد زهير محفوظ أبو حمدية 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1981 الخليل
سفيان بركات عوف زاهدة 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1973 الخليل
جميل عايد عبد الفتاح النتشة 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1946 الخليل
عبد الحق إبراهيم عبد الحق الجعبري 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1939 الخليل
سلمان عواد عليان الجعبري 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1957 الخليل
طارق عدنان محمد عاشور أبو سنينه 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1980 الخليل
عبد الرحيم عبد الرحمن سلامة 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1946 الخليل
جبر عارف أبو حديد أبو سنينه 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1983 الخليل
حاتم خضر نمر الفاخوري 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1968 الخليل
سليم ادريس فلاح ادريس 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1967 الخليل
رامي عرفات علي الرجبي 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1983 الخليل
خالد محمد حمزة عبد الرحمن الكركي 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1976 الخليل
وائل صلاح يعقوب المحتسب 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1966 الخليل
زيدان حمودة عبد المجيد حامد 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1968 الخليل
احمد عبد الله محمد طه أبو سنينه 25/2/1994 الحرم الاباهيمي فلسطيني 1969 الخليل
طلال محمد داود محمود دنديس 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1968 الخليل
عطية محمد عطية السلايمة 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1961 الخليل
إسماعيل فايز إسماعيل قفيشة 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1966 الخليل
نادر سلام صالح زاهدة 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1975 الخليل
أيمن أيوب محمد القواسمي 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1973 الخليل
عرفات محمود احمد البايض 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1966 الخليل
محمود صادق محمد أبو زعنونة 25/2/1994 الحرم الابراهيمي فلسطيني 1945 الخليل
إعاقات تتحدث
تركت المجزرة، العديد من الإعاقات الجسدية للعديد من المواطنين، ثمة صور حية خلدت المجزرة بشكل يثير الألم وكوامن النفوس، ويعيد المرء إلى أحداثها.
الصورة الأولى للمواطن محمد أبو الحلاوة الذي كان يعمل في قطاع البناء قبل المجزرة إلا انه الآن يعاني من وضع مادي سيئ بعدما أقعده رصاص المجزرة على عجلة متحركة يخرج بها إلى شوارع المدينة ليقضي حوائج الأسرة، وقد انضم إلى العشرات من العاطلين عن العمل خاصة بعد أن تقدم للعديد من المؤسسات الفلسطينية للحصول على عمل يلبي من خلاله متطلبات أسرته المكونة من سبعة أفراد، إلا أن جميع الطلبات رفضت بحجة وضعه الصحي، حيث أصيب بشلل في الجزء السفلي من جسمه نتيجة لإصابته في العمود الفقري، ويتمنى أبو الحلاوة أن تنظر المؤسسات الفلسطينية إلى معاقي المجزرة بطريقة أكبر من نظرة الشفقة، وتعاملهم على قدر التضحية التي قدموها.
أما الصورة الثانية فللشاب كمال عابدين، الذي لا يصدق بأنه مع الأحياء بعد أن أصيب برصاصة أفقدته الوعي لمدة خمسة شهور متتالية، لكنه اكتشف بعد أن عاد إلى وعيه بأنه سيبقى ملازما لكرسي متحرك مدى الحياة، ومع ذلك لم يستسلم فقد استطاع أن يتخطى المرحلة بالرغم من صعوبتها، ومؤخرا عمل على شراء سيارة خصوصية وانضم إلى مصنع أحذية خاص بالعائلة، وأكد بأنه على درجة عالية من الثقة بنفسه، وأنه سيثبت للجميع بان غولد شتاين وأمثاله لن يستطيعوا أن يحرموا الشعب الفلسطيني من حقه في الحياة والعيش بكرامة ومثالية، مشيراً إلى أن يوم المجزرة سيظل عالقا في ذهنه إلى الأبد.
ثمة صورة أخرى للشاب حمادة المحتسب، حيث ما زال يتكئ على عصا، إثر إصابته بشلل غير مكتمل ناتج عن رصاصة اخترقت العمود الفقري، وهو الآن يعمل في مستشفى محمد علي المحتسب ويسير أموره بشكل اعتيادي.
معاقبة الضحية
بعيد ارتكاب المجزرة وكعادة الاحتلال في معاقبة الضحية، أغلقت سلطات الاحتلال، الحرم الإبراهيمي لمدة تزيد على ستة أشهر، لإخفاء معالم الجريمة، إضافة إلى البحث عن مخرج للحكومة الإسرائيلية، لتبرير المجزرة، وبعد المدة المذكورة عاد المصلون الفلسطينيون إلى الحرم، ولكن عبر طوابير تصطف على العديد من البوابات الحديدية والالكترونية، وتخضع لتفتيش دقيق قبل الدخول، فقد عمدت سلطات الاحتلال لوضع عدة حواجز حديدية لتتمكن من السيطرة على أي وضع محتمل داخل وخارج الحرم، هذا إضافة إلى وضع جديد تبلورت معالمه داخل وخارج الحرم الإبراهيمي، إذ وضعت سلطات الاحتلال أربع بوابات الكترونية أخرى على المدخل الجنوبي، الذي يدخل منه المصلون المسلمون في فترة الأعياد والمناسبات الإسلامية.
وتم تقسيم الحرم بصورة مجحفة، حيث فصلت الأجزاء الجنوبية الغربية ببوابات حديدية، وخصصت لليهود، علماً بأن نسبتها تزيد عن 55% من مساحة المسجد، وتشمل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، وصحن المسجد، ومقام سيدنا يوسف عليه السلام «اليوسفية»، والباب الجنوبي، و»اليعقوبية»، حيث أصبحت بيد المستوطنين والجيش الإسرائيلي، فيما خصص للمسلمين «الاسحاقية» والجالية، وقد ثبت الاحتلال فيها 15 كاميرا للتصوير، من اجل مراقبة المصلين في أماكن متعددة داخل المسجد.
تقسيم الحرم
على خلفية المجزرة، تم تقسيم الحرم إلى جزئين، أحدهما للمسلمين والآخر لليهود، وأوصت لجنة «شمغار» لتقصي الحقائق، التي شكلت على إثر المجزرة، بإعطاء الحرم كامل للمسلمين (10) أيام في السنة فقط، منها (6) أيام في رمضان، وهي (4) جُمَع، وليلة القدر، ويوم عيد الفطر، و(4) أيام تعطى خلال العام، كما قررت مقابل ذلك إعطاء الحرم كاملاً لليهود (10) أيام أيضاً، يضاف إليها خلال الأعياد اليهودية.

Related posts

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق