تقرير العفو الدولية. .. إنتصار للشعب الفلسطيني. .. وحرب على العنصرية الإسرائيلية. .؟ د. فوزي علي السمهوري

حظي تقرير منظمة العفو الدولية بمضمونه و بعنوانه ” إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. ..التمييز قصة ” الذي أطلقته في الأول من شباط بترحيب رسمي وحقوقيا وقانوني وسياسي كونه صادر عن منظمة دولية إتسمت تقاريرها بالمصداقية والثقة ونهجها المنحاز لحقوق الإنسان ومنهجها العلمي في توثيق تقاريرها ولما تضمنه من فضح وتعرية للكيان الإستعماري الإسرائيلي وإماطة اللثام عن قناع الديمقراطية التي يتغنى زيفا امام العالم بها كاشفا عن وجهه الحقيقي اللإنساني .
هناك مجموعة من الأسباب والعوامل التي تقف وراء الإهتمام بالتقرير منها :
أولا : ما تضمنه من إستعراض شامل لتاريخ سلسلة من الجرائم والإنتهاكات التي مورست بحق الشعب الفلسطيني أثناء مرحلة إنشاء إسرائيل والتي ترقى إلى مستوى التطهير العرقي .
ثانيا : تضمن التقرير بشمولية كافة الإنتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجده داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وداخل إسرائيل وبحق اللاجئين الفلسطينيين .
ثالثا : تحميل مسؤولية التدهور في حالة حقوق الإنسان بالنسبة إلى الفلسطينيين الى الحكومات التي لديها من القوة والنفوذ ” اي الدول الكبرى” ما يتيح لها التحرك بشكل ما لرفضها إتخاذ اي إجراءات مجدية لمحاسبة إسرائيل متسترة وراء عملية سلام متداعية على حساب مبادئ حقوق الإنسان .
رابعا : ورد في التقرير تحت عنوان ” نظام القمع والهيمنة الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين ” انه منذ قيام إسرائيل عام 1948 عكفت الحكومات المتعاقبة على إنشاء وإدامة نظام من القوانين والسياسات والممارسات التي تهدف إلى قمع الفلسطينيين والهيمنة عليهم والسيطرة على حقوق الفلسطينيين بهدف واحد وهو ” منح إمتيازات لليهود الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين ” من خلال إتباع 4 إستراتيجيات أساسية إندرجت تحتها كافة الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الفلسطيني : الحرمان من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والعزل والسيطرة ونزع ملكية الأراضي والممتلكات وتقسيم الفلسطينيين بين مناطق تحت سيطرة مختلفة .
خامسا : إستعرض التقرير نماذج موثقة من الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين التي تمثل جزءا من إعتداء ممنهج وواسع النطاق وترتكب في سياق نظام إسرائيلي مؤسسي من القمع والهيمنة المنهجية على الفلسطينيين ومن ثم فهي تشكل أركان الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري .
سادسا : وصف التقرير الحصار على قطاع غزة بالعقوبات الجماعية التي تشمل أيضا العديد من المدن والقرى والتجمعات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما ، فالعقوبات الجماعية تعرف وتوصف قانونا كجريمة حرب .
ويخلص التقرير بالتأكيد على ” لا مكان لنظام الفصل العنصري في عالمنا ، فهو يعد جريمة ضد الإنسانية ولا بد من إنهائه ” داعيا إلى تفكيك نظام الفصل العنصري وإلى رفع الصوت تنديدا بالإنتهاكات ، وللوقوف إلى جانب الفلسطينيين ، ولتوجيه رسالة إلى الإسرائيليين مفادها أننا لن نتسامح مع الفصل العنصري .
المحكمة الجنائية الدولية والتقرير :
التقرير تضمن موثقا بشهادات لجرائم إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تتطلب من المحكمة الجنائية الدولية الإضطلاع بمسؤولياتها والمبادرة بالتحرك العاجل لتقديم مرتكبيها للمساءلة والمحاسبة على جرائم تقع تحت ولايتها :
▪ جرائم ضد الإنسانية … الفصل العنصري
▪جرائم حرب. … العقوبات الجماعية … حصار قطاع غزة وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية .
▪ جريمة التطهير العرقي. .. تدمير القرى والمدن الفلسطينية وطرد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم ومنازلهم واراضيهم ومزارعهم منذ ما قبل عام 1948 وبعده … الشيخ جراح وبيتا والنقب نماذج حية أمام العالم .
امريكا وإزدواجية المعايير :
مثل رفض الخارجية الأمريكية لتقرير منظمة العفو الدولية تناقضا مع سياستها المعلنة بتعزيز والنهوض بحقوق الإنسان ومسا بمصداقيتها أمام نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان واحرار العالم على الصعيد العالمي ، فمبادئ حقوق الإنسان واجبة الإحترام دون إزدواجية وإنتقائية مما يتطلب من إدارة الرئيس بايدن وقف إنحيازها ودعمها وتجميل لكيان عنصري يتميز بالمباهاة بإرتكاب جرائم وإنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان .
التقرير والبناء عليه :
بعد إطلاق التقرير لم يعد بالإمكان إستمرار خداع العالم بديمقراطية إسرائيل القائمة على التمييز العنصري ونظام الفصل العنصري المجرم دوليا مما يستدعي تنظيم حملات سياسية وإعلامية وحقوقية وفق خطة إستراتيجية تهدف إلى عزل كيان الفصل العنصري وفرض العقوبات من مقاطعة وتجميد كافة اشكال العلاقات الرسمية وغير رسمية .
تفكيك نظام الفصل العنصري :
دعوة منظمة العفو الدولية لتفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين يتطلب لترجمته تشكيل جبهات حقوقية وسياسية على الصعد الإقليمية و العالمية تتبنى الدعوة لتفكيك الفصل العنصري بحق الفلسطينيين الذي يعني ولا يمكن تحقيقه إلا بممارسة كافة اشكال الضغوط والإجراءات اللازمة على سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لإنهاء إحتلالها الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة وفقا للقرارات الدولية وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم تنفيذا لقرار الجمعية العامة رقم 194 وعملا بحق الإنسان بالعودة إلى وطنه المكفول بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبالعهود والمواثيق الدولية …..
كل الشكر والتقدير والاحترام لمنظمة العفو الدولية بقيادتها وكوادرها على الجهود المخلصة بتوثيق الانتهاكات واصدار التقرير الذي يعد حربا على العنصرية والفصل العنصري وإنتصارا للشعب الفلسطيني ويعري الإنتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والممنهجة ضد الفلسطينيين أفرادا وجماعات وشعبا ووطننا منذ عام 1948. .. الشعب الفلسطيني يتطلع إلى الإنحياز والإنتصار الدولي لحقه بالحرية وتقرير المصير إحتراما لمبادئ حقوق الإنسان ….

شاهد أيضاً

إلى سيدنا…. اليوبيل الفضي* بقلم لين عطيات

عروبة الإخباري – لا يمكن للكلمات أن تُغنى  فهناك من يسّل سيفه حين نُغني … …