من غير الممكن أن يتقدم الشعب الفلسطيني بتقديم صكوك الغفران للرباعية الدولية ويعلن القبول في الاشتراطات المسبقة حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ضمن شروط الرباعية الدولية، في نفس الوقت الذي يتم الإعلان من قبل حكومة الاحتلال الحالية وما يسبقها من حكومة برفض حل الدولتين أو التزام باتفاقية أوسلو وملحقاته،
ولم نجد في مختلف الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة شروط تتطلب المشاركة تحت بند القبول بقرارات الشرعية الدولية والرباعية الدولية، بل على العكس من ذلك فإن سيمت التوافق بين المشاركين في تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة التوافق على رفض الرباعية الدولية والذي يتضمن حل الدولتين، وحين تقدم العرب في قمة بيروت بمبادرة السلام العربية قال شارون:”إنها لا تساوي الحبر المكتوب وبقية القصة معروفة للقاصي وداني التخلص من الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات”.
والوقائع تؤكد أن إغتيال إسحاق رابين هي نهاية إتفاق أوسلو وملحقاته، ومحاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات في المقاطعة وإغتياله كان الفصل الأخير من إتفاق أوسلو.
ومنذ ذلك الوقت يتضاعف الاستيطان والقتل اليومي، إضافة إلى الاعتقالات التي لا تتوقف، وتم إضافة ملحق جديد في حياتنا الفلسطينية الانقسام الفلسطيني، حيث أصبح لدى الشعب الفلسطيني السلطة الفلسطينية القائمة، وسلطة غزة من مخرجات الانقسام، ناتجة عن الصراع على السلطة وتحول الانقسام إلى الإنفصال، وهو الأمر الواقع في غياب الطرف الجامع بين الجانبيين والمفترض أن يكون من الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة، بل أصبح المطلوب التخندق مع هذا الطرف أو مع الطرف الآخر وتغيب عن المشهد السياسي قيام الطرف الثالث الذي يستطيع أن يشكل جسر جامع بين الجانبيين فتح وحماس، وحين يتم الذهاب إلى حوار المصالحة يحمل الجانبين الشروط المسبقة والنواية المبنية علي المكاسب الذاتية، وخاصة مع غياب الطرف الثالث من الفصائل الفلسطينية وهم أطراف محكومة في المصالح ما بين الجانبيين فتح وحماس تفرضهم العوامل المادية الموازنة الشهرية
إلى جانب الجغرافيا، على غرار جغرافية الأنظمة العربية التي كانت سائدة في ساحة الفلسطينية، لذلك فقد سقطت الشروط السابقة لتشكيل الحكومة المبنية على ضرورة أن تعترف حماس أو الفصائل الفلسطينية برباعية الدولية، فقد أصبح المطلوب تشكيل حكومة تكنوقراط تتوافق عليها الفصائل الفلسطينية ولا يشترط أن يكون إعضائها من الفصائل، مهمة هذه الحكومة
1-إدارة الشؤون المدنية 2-وإعادة الإعمار في قطاع غزة 3-الإتصال العربي والدولي 4- الإشراف على إجراءات الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطينى 5-إنهاء الانقسام الفلسطينى وفقاً للاتفاق الوطني.
وفي الإعتقاد أن التوافق الوطني على حكومة تكنوقراط يشكل حافز على نجاح المبادرة الجزائرية التي تتبلور مع الإنتهاء من الإتصالات والجوالات الثنائية التي تدور مع الفصائل الفلسطينية في العاصمة الجزائرية؛ لذلك فإن ضمان نجاح إنهاء الانقسام يتتطلب الشراكة السياسية وتجسيدها.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com