‏إلى الفحيص و صبيان الحصان!!

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
يا أهل الفحيص .. حبكم في نفوس الأردنيين كبير، وقد وجدت ذلك في دلائل ملموسة يوم بدأت بتأليف كتاب عن الفحيص صبيان الحصان، وقد أمضيت أياما عديدة في الفحيص أزورها في الصباح والمساء و أوقات عديدة، التقي فيها ضيوفي للكتاب ومستقبلي في مواقعهم في المدارس والكنائس ومواقع السياحة، لقد تعلمت الكثير من تنظيم الفحيص ودقتهم ودقة مواعيدي معهم..
كنت أتطلع منذ مدة للقيام بهذا العمل خاصة وإنني قمت بعمل سابق تناول مدينة السلط على شكل كتاب كبير أسميته “السلط حافظة الكرامة وحارسة النهر”، وقد رعته بلدية السلط مشكورة مناصفة مع البنك الأهلي، وقد شعرت بالاعتزاز أنني أنجزت ذلك العمل الذي أضاف لمعرفتي معرفة ،ولأصدقائي المزيد منهم..
فقد اهتم رجل الخدمة الحشم الدكتور خالد الخشمان بهذا المشروع وفتح له قلبه وعقله، وعملنا معا وقد وضع كل الإمكانيات ليخرج هذا الكتاب للناس، و أثر ذلك تحدثت عن ضرورة أن يكون هناك كتاب عن الفحيص خاصة أن الفحيص لا تقرّ أنها جزء من السلط، وإن أقرّت أنها امتداد او أنها مع السلط في إطار البلقاء، ولكن الفحيصيون ظلو يتطلعون إلى انفرادهم وعكس تفردهم وتميّزهم من خلال سلوكهم و إسهاماتهم العديدة في المسيرة الأردنية..
وقد استغرتني العمل وسط الكورونا اللعينة عام كامل، وقد أصبت بالكورونا بعد أن أنجزت الكتاب وطبعته، ولكنني وبناء أن على رغبة الشركة الراعية وهي الشرق الاوسط للتأمين أجلنا الأشهار إلى اليوم الذي يمكن أن يحدث فيه، وكانت رغبة الدكتور رجائي الصويص الرئيس التنفيذي لشركة الشرق الاوسط للتأمين أن لا نوزع أي نسخ في الفترة التي تبعت طباعة الكتاب وقد امتدت لحوالي سنة، وقد خضعت أثنائها للعلاج في المستشفى، ولضغوطات من أصدقاء ومعارف من الفحيص وغيرها بضرورة أن يحصلوا على نسخ من الكتاب، وكان الكثيرون منهم يحصلون على عنوان المكتب أو تلفوني ويأتون إلى المكتب بدون موعد ، وهناك من جاء من مختلف أنحاء العالم ومن دول الإغتراب لأن هناك كتاب جديد صدر عن الفحيص..
كنت اعتذر باستمرار وأبرر ذلك برغبة الراعي ولكني لم استطيع الاستمرار في الاعتذار، خاصة و أن بعضهم كان يتصل بي بالمستشفى وبعضهم كان يقول ندفع أي مبلغ ثمن النسخة ويستغربون أنني لا أبيع أي نسخة وإنما أوزعه مجانا ، وحتى تكاليف التوزيع للأماكن البعيدة ادفعها أحيانا مني، وحين كان الوباء يعم وتعطل الحياة خشية أننا لن نوزع هذا الكتاب الذي وعدنا الكثيرين به لأكتشف حين غادرت المستشفى أن موظفي مكتبي قد اتخذوا قرارا بتوزيع النسخ الألفين الذي ملأت المكتب ولم يعد فيه متسع، بعد أن خصصنا الف نسخة للرأعي وصلت إلى مكتبه..
كان في ذهني أن يكون الراعي الأول للكتاب أبو زيد سمير قعور مسرورا منه كما وعدته، وكما رغب فهذا الرجل أحترمه وادرك فضله على مدينته وأصدقائه وحرصه وجديته في كل المواقع التي تولاها، وقد قمت باهدائه نسخة موقعة وفعلت مع العديد من الشخصيات العامة في كل المواقع المتقدمة، ووجدت أخيرا إنني لا املك الا مائة نسخة من أصل الألفين جرى توزيعها ، فأخذت منها للتوزيع في بيت الفحيص 60 نسخة على جمهور الحضور، وحيث حصلنا إلى ما يقارب هذا العدد من الأعداد التي خصصت لشركة الشرق الاوسط أحضرتها الآنسة النشيطة إخلاص سمعان التي تجلت ترتيبات الإشهار، وكان يوما مشهودا حصلت الفحيص عليه لان جمهورها اكثر استجابة للتاريخ والفكر والتراث والفن من أي جمهور أردني آخر، ولأن الذين حضروا الإشهار لا يحضرون لو كان الأشهار في عمان او في أي مدينة أخرى، مما يعني الفحيص ميزة معروفة ومقرة..
الكتاب أعجب الكثيرين وقد لا يكون أعجب البعض الذي لا يعدمون النقد، ولكني كتبته بنفس المحب العاشق ، وأعتقدت إنني أسدي به واجبا حملته لمدن الأردن وفلسطين، حيث أنجزت حتى الآن 22 كتابا عن المدن الاردنية والفلسطينية أخرها كتاب معان الذي ما زلت أعمل عليه، وقبله كتاب مئوية الدولة الأردنية الذي ما زلت أتمنى تقيمه بما يستحق ،وقد اصبح بين يدي الكثيرين من المسؤولين وفي مقدمتهم جلالة الملك عبدالله الثاني..
أعود إلى كتابي عن الفحيص واعتذر لأي فحيصي كان يريد الكتاب ولم يحصل عليه، وكنت أفضل أن يقتني الكتاب من غير الفحيصيين لأن أهل الفحيص على دراية ببلدهم “أهل مكة أدرى بشعابها” ولكن رأي الدكتور رجائي الصويص مختلف، فهو يريد أن يحصل عليه الفحيصيون أولا “فالأقربون أولى بالمعروف” و أرجو أن نعيش الأيام التي نستطيع فيها ان نعاود طباعته، ويمكن من لم يحصلوا على نسخة منه أن يحصلوا ..
لقد تحدث كثيرون عنه ومنهم صديقي الدكتور جورج طريف المؤرخ المعنى للسلط وبالبلقاء والتاريخ العثماني، وقد أبدى ملاحظات مقدرة ، كما كنت دعوت الدكتورة هند أبو الشعر لأنها على إطلاع بفترة تاريخ نشوء وتطور الفحص ويبدو أنها كانت تعاني بقايا الكرونا التي اصيبت بها، فلم تتمكن من الحضور، في حين تحدث أيضا شخصيات أخرى وفي المقدمة الوزيرة هيفاء النجار وزيرة الثقافة بكلماتها المعطرة والحافزة وبوعيها التوظيفي في تناول تاريخ المكان في تعزيز المواطنة..
إنني اشكر كل من حضر واعتذر من كل من لم تصل ملاحظته و سأبقي أتعلم واستمع لأي ملاحظة .. واتقدم بأجزل الشكر وعظيم الامتنان لشركة الشرق الاوسط على رعايتها ..والاعتذار عن توزيع الكتاب قبل فترة من إشهارة..

V

  

  

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

اتفاقية تعاون أكاديمي بين الأمن العام والجامعة الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية

مدير الأمن العام يقلد الرتب الجديدة لكبار ضباط مديرية الأمن العام