تحمل إجراء الإنتخابات المحلية في مرحلتها الأولى التي تمت في أراض الدولة الفلسطينية المحتلة يوم السبت الماضي معان ودلالات كما حملت رسائل داخلية وخارجية منها :
أولا : أن إجراء الإنتخابات المحلية في ظل الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي ما هي إلا ترجمة لإيمان القيادة الفلسطينية بترسيخ النهج الديمقراطي الذي يعكس شكل و طبيعة الدولة الفلسطينية “التي جسدها القانون الأساسي الفلسطيني ” تحت الإحتلال وبعد التحرر من نير الإستعمار الإسرائيلي وإعلان الإستقلال .
ثانيا : المشاركة العالية في الإنتخابات ما هي إلا تعبير عن إيمان الشعب الفلسطيني بمدنه وقراه بالإحتكام إلى صندوق الإقتراع لإنتخاب من يمثله وإدارة شؤونه على إختلاف وتعدد صعدها .
ثالثا : كما مثلت المشاركة العالية في الإنتخابات المحلية التي بلغت 66 % تعبير عن الثقة الجماهيرية بنزاهة العملية الإنتخابية وتعبير عن دعم الشعب الفلسطيني لقرار القيادة الفلسطينية ورمزها السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بتأجيل الإنتخابات التشريعية العائد إلى التعنت والعنجهية الإسرائيلية الإستعمارية العنصرية برفض تمكين ابناء الشعب الفلسطيني في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية من ممارسة حقهم الأساس والسيادي بالمشاركة الفعلية في كافة مراحل العملية الإنتخابية بمدينتهم التاريخية القدس .
رابعا : كما ترجمت المشاركة الواسعة الشعبية والسياسية للفصائل و الأحزاب والقوى السياسية ومؤسسات مجتمع مدني بالإنتخابات التي جسدتها مئات القوائم الانتخابية الفشل الذريع لبعض القوى التي دعت لمقاطعة الإنتخابات المحلية تحت ذرائع واهية .
الشعب الفلسطيني يتطلع إلى المرحلة الثانية من الإنتخابات المحلية المزمع إجراؤها في شهر آذار القادم وكله أمل بتجاوز كافة العقبات والعراقيل الناجمة من ممارسات سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعمارية عبر النضال الشعبي من جهة ومن إحتمالية منع حماس إجراءها في قطاع غزة والتي تعني ضرورة تمكين ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من المشاركة في العملية الإنتخابية ترشيحا وإقتراعا وغير ذلك يعني عندئذ عدم الإيمان بالسير الجاد عبر خطوات عملية نحو إنهاء الإنقسام السياسي والجغرافي القائم منذ عام 2014 الناجم عما أسمته حركة حماس بالحسم العسكري .
الشعب الفلسطيني أكد ويؤكد من خلال إنجاحه العملية الإنتخابية المحلية على إلتفافه ودعمه لإستراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني التي عرضها الرئيس أبو مازن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي للتحرر من نير الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي الإرهابي لأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس لينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال .
الشعب الفلسطيني مسلح بإرادة وعزيمة راسخة لن تلين او تستكين بالنضال بكافة الوسائل المكفولة دوليا حتى النصر والتحرير بإذن الله. .. ولن تفت من عضده المؤامرات الإسرائيلية الإستعمارية وادواتها ؟