عروبة الإخباري – قال المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (اونروا) فيليب لازاريني إن الأردن شريك اساسي واستراتيجي للوكالة، ويتحمل العبء الأكبر من خلال استضافته لأكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، معربا عن شكره للبلدان المضيفة وممثليها على دورهم في دعم الوكالة.
وأضاف لازاريني في مؤتمر صحفي الثلاثاء للحديث عن اخر تطورات الوضع المالي للوكالة وتأثيره على اللاجئين الفلسطينيين، ان “الوكالة عند مفترق طرق شديد الخطورة، وقد ناشدت المانحين للمساعدة في الحفاظ على الدور الحيوي الذي تلعبه في المنطقة ولا بديل له، خصوصا أنه لا يوجد حتى الآن حل سياسي لقضية لاجئي فلسطين، وبالتالي فهم يواصلون الاعتماد على الأونروا في الخدمات والمساعدات التي تسمح لهم بالعيش بكرامة”.
وأشار الى أنه أبلغ موظفي الوكالة البالغ عددهم 28 الفا بأن “الوكالة ليس لديها أموال كافية لدفع رواتبهم لشهر تشرين الثاني الحالي في الوقت المحدد”.
وبين أن لاجئي فلسطين بحاجة إلى الأونروا الآن أكثر من أي وقت مضى، وأن احتياجاتهم الإنسانية بازدياد بينما يعاني تمويل الوكالة من الركود منذ عام 2013، مشيرا إلى أن الدعم الأميركي للوكالة تم استئنافه هذا العام لكن قابله تخفيض التمويل من عدد قليل من المانحين الكبار وغياب آخرين.
وأكد ان تحقيق النجاح، يحتاج إلى معالجة التناقض الأساسي بين تكلفة الخدمات المقدمة والموارد المتاحة، لافتا الى أن الوكالة مدينة للمنطقة التي لا تستطيع تحمل كارثة إنسانية أخرى، ونعمل بكل طاقاتنا لحل الازمة المالية التي نعاني منها.
وأعلن لازاريني، خلال المؤتمر الصحفي انتهاء الإضراب الذي نفذه موظفو الوكالة احتجاجًا على إجراءات التقشف التي اضطرت إلى اتخاذها، في الوقت الذي تكافح فيه للحفاظ على جميع الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
وأكد أن الاستمرار بتقديم جميع الخدمات الحيوية مثل الصحة والتعليم في اقاليم عمليات الوكالة في الاردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، وتقديم المساعدة لموظفي الأونروا ودفع رواتبهم وحقوقهم وحقوق ورفاه لاجئي فلسطين هي في صميم اولويات الوكالة.
واعرب لازاريني، عن شكره لجميع العاملين في الأونروا، الذين استجابوا لنداء الواجب لتوفير خدمات الصحة والغذاء والصرف الصحي لمجتمعاتهم في ذروة جائحة كورونا، وخلال الصراع في غزة، وسنوات من الحرب في سوريا.
وأكد ان عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين والعاملين سيكون لها تأثير شديد على الخدمات المقدمة لملايين اللاجئين، وأسوأ ما يمكن أن يحدث للاجئين الفلسطينيين هو انقطاع الخدمات، ما سيؤدي إلى تأجيج الإحباط والغضب والفوضى، وسيشعر لاجئو فلسطين وموظفو الأونروا بمزيد من تخلي المجتمع الدولي عنهم.
وأضاف، إن من الصعب تصور ان تتعرض خدمات الأونروا الصحية للخطر وسط جائحة عالمية. هذا سيؤدي الى توقف توزيع لقاح كورونا، ومصير مجهول لنحو نصف مليون طفل لا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم مواصلة التعلم، كما لن يتمكن أكثر من مليوني لاجئ من الحصول على المساعدات النقدية والغذائية.