عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
هذه الزيارة السادسة التي يقوم بها الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الى حاضرة الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس..
العلاقة بين الرمزين قوية وعميقة.. فقد كان لكل منهما مبادرات عامة وشخصية إزاء الآخر وقد قويت العلاقة بينهما بالمعرفة، فقد تمكن الرئيس عباس ومن خلال اكثر من زيارة ان يضع البابا والمحفل البابوى بكل شخصياته المؤثرة في صورة حالة ومعاناة الشعب الفلسطيني وقضيته والممارسات الاحتلالية من خلال التهويد والاسرلة التي مازالت مستمرة، وقد اصابت المواقع الاسلامية والمسيحية في القدس وغيرها من المواقع الفلسطينية ..
لقد وجد الرئيس عباس في مواقف البابا فرنسيس دعماً للمواقف الفلسطينية وتفهما لها، وظل دائما يرغب من الحبر الاعظم المساهمة بمواقفه الايجابية في اسناد حق الشعب الفلسطيني في المطالبة بدولته المستقلة وعاصمتها القدس..
وظلت الهدايا المتبادلة بين الرمزين الفلسطيني والبابوي تعكس عمق الألفة والمودة والحرص والرغبة العارمة في السلام الذي تطلع اليه الرئيس عباس وآمن به وتحدث عنه بلغة واحدة لا مواربة فيها ولا تورية ، وكذلك البابا الذي يقدم نفسه ومن خلال عظاته ودوره كمبعوث سلام دائم و كداعية للسلام من اجل الشعوب ولخدمة الكنيسة الكاثوليكية..
مرة اخرى يعلق الرئيس عباس اهميتة كبيرة على زيارته الى الفاتيكان و اللقاء مع البابا ، فقد كان للبابا في اللقاءات الماضية ادوارا في تحريك عملية السلام وفي انفتاح اوروبا وقياداتها بصورة افضل على القضية الفلسطينية، وايضا رسم صورة مختلفة عما ظلت تدعو له الادارة الامريكية السابقة في زمن الرئيس الامريكي السابق ترامب، حيث تصادمت وجهات النظر وكان موقف بابا الفاتيكان مختلفا ومندداً بسياسات ترامب إزاء القدس وعمليات السلام برمتها..
اليوم الحصار الاسرائيلي يشتد على الشعب الفلسطيني وتحاصر قيادته وتمنع عنه امواله واسباب عيشه، فإن نداء البابا ومواقفه وما يدعو اليه في مجرى عملية السلام يصبح اكثر اهمية خاصة وانه وجد ان الباب الفلسطيني مشرع لهذه العملية و ان القيادة الفلسطينية لم تغلق ابواب السلام وانما ابقتها لتعبر منها اي فرصة يمكن البناء عليها..
الرئيس ابدى رغبة واضحة لتدخل البابا من اجل استعادة او اعادة انتاج فرصة مواتية لإعادة تحريك اي عناصر ايجابية تدفع العالم باتجاه الضغط على اسرائيل للأخذ بحل الدولتين، ولعل الاشارات التي اطلقها البابا فرنسيس في اللقاء وبعده تؤشر الى امكانية ان تلعب الفاتيكان دورا اوسع واعمق واكثر تاثيرا..
يعود الرئيس ابو مازن من زيارة ناجحة لايطاليا وضع فيها المسؤولين الايطاليين في صورة الاوضاع المأزومة في الشرق الاوسط، وفي ضرورة ان يدفع الاوروبيون وفي مقدمتهم الطليان باتجاه الضغط على اسرائيل لوقف خططها الاحتلالية المدمرة لأي فرصة سلام خاصة في القدس..
الرئيس عباس يستبق في الزيارة جملة خطوات فهو يريد مناصرة اوضح وافعل دوليا واوروبيا الى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني في الشيخ جراح وعموم القدس في مواجهة الاحتلال..
لقد كان لجهود الرئيس عباس المثمرة في الامم المتحدة في الدورة الاخيرة للجمعية العامة ومن قبل ايضا الاثر الاكبر الذي يعظم الرئيس الان منه بزيارة ايطاليا و باتصالات مع الزعماء الاوروبيين فالتحولات الاوروبية الرسمية بعد الشعبية لم تكن تأتي الا بعد جهود كبيرة بذلتها قيادة الرئيس محمود عباس لما تمتع به الرئيس من مصداقية عالية على المستوى الدولي، وهذا ما اقرّ به البابا فرنسيس وما كانت أقرت به قيادات اوروبية عديدة رأت في التصرفات الاسرائيلية المندفعة تحت مظلة الاحتلال تهديدا حقيقيا للامن والاستقرار في كل المنطقة، وما التحولات الاسبانية التي جاءت قبل سنوات وما زالت باتجاه ايجابي الا ثمرة للقاءات الرئيس عباس وزياراته .
ومع زيارة الرئيس عباس لروما وتفاعلاتها تسير احتجاجات مواقف الفلسطينيين من “وعد بلفور” حيث أمر الرئيس عباس اعتبار المناسبة يوم حداد نكست فيه الاعلام الفلسطينية، وكان لتوجيهاته الاثر ايضا في استمرار التحرك الشعبي الفلسطيني لادانه مواقف بريطانيا التاريخية المضللة والمنحازة لاسرائيل، حيث يؤمن الفلسطينيون انه لا يضيع حق وراءه مطالب، وقد بدأوا ذلك برفع القضايا في المحاكم التي بدأت الآن في النظر في القضية المقدمة الان في لندن وبحضور واسع يباركه الرئيس عباس ويقوده عن المستقلين منيب رشيد المصري..