كان الله في عونك يا سيادة الرئيس أبو مازن ..

عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب    

 هذا ما كرره السفير الفلسطيني عطا الله الخيري، حين سألته عن الاوضاع في فلسطين.. وقد كررها أكثر من مرة..

 الرهان هو على صبر الرئيس محمود عباس وارادته المتسلحة بارادة شعبه..

 الرئيس كما عرفته عصي على الكسر يؤمن ان الصراع طويل وان اخر جولاته لصاحب الحق، وان مرحلة عض الاصابع القائمة الان بقسوة ستنتهي لصالح حل الدولتين على الارض وليس على الورق..

 لسنا مسؤولين عن هشاشة عظام حكومة بينت فهي ليست من صناعتنا، وليس لنا فيها مصلحة بعدما تكشفت انيابها الصفراء عن انياب من نفس النوع الذي في فم نتنياهو، وبعدما تبارى بعض وزرائها الشواذ وعلى رأسهم الوزير شاكيد وزير الداخلية التي خلعت غطاء رأسها في مسجد الشيخ زايد رحمه الله، وطلبت ان يعزف لها النشيد الاسرائيلي لتؤكد على رجولتها حيث حلت..

 شاكيد لا تؤمن بالدبلوماسية ولا تحترم المواقف وقد زحفت من وزارة الثقافة الى الداخلية، وقد تصل الى الخارجية الاسرائيلية اذا ما استمرت تسجل الاقوال في الشبكات العربية التي تتبارى في مد السجاد الاحمر للمسؤولين الاسرائيليين وكأنهم يعطون الشرعية لتلك الدول المتنافسة دون ان يدركوا ان اسرائيل نفسها لا تحترم المهرولين او المتهالكين الذين يطعنون امتهم وقضاياهم ، وانها انما تريد منهم مصالح تنتهي مواقفها معهم بانتهاء مصالحها الانية..

 شعار عباس وهو صامد الان في وجه التسونامي الاسرائيلي الجديد الذي يراه العالم ويسكت عليه ويراه العرب ولا يحركون ساكنا هو ما قاله المتنبي:

وكنت إذا أصابتني سِهامٌ    تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ

 وهذا ما يشبه “يا جبل ما يهزك ريح”..

 فالتجربة علمت الرئيس الكثير و على الاسرائيليين ان يدركوا صلابة عوده وثبات مطالبه، واحساسه العميق بالمسؤولية التي تجعله يتخذ مواقف لا يجوز فهمها على انها تراجع او ضعف او خذلان… ابو مازن ليس فوق الشجرة ويحاول النزول كما يقول احد المعلقين الاسرائيليين، بل انه فوق الارض وقدماه في التراب الفلسطيني، وهو يستطيع ان يعمل الكثير لكن ليس على حساب (الحمل الفلسطيني) بالدولة التي ينتظر ولادتها خلال الاشهر القادمة، وقد حدد فترة الحمل وزمن الولادة، وترك العالم يترقب في حين يريد من الشعب الفلسطيني ان يستعد..

 هناك محاولات لاستفزاز السلطة واثارتها في كل يوم، حيث تدفع الحكومة الاسرائيلية بمزيد من المتطرفين المعتدين وتمارس القتل والمصادرة وهدم المنازل، ويلقى المسؤلون التصريحات غير المسؤولة عن عدم قيام دولة فلسطينية وانكار حقوق الشعب الفلسطيني، وادارة الظهر لها واستمرار تعذيب السجناء والاسرى والمعتقلين والاكتفاء بتلويح لعشاق الادارات الذاتية بتقديم دولة مؤقتة عديمة النسب وعديمة الحدود وعديمة الاستقلال بل و عديمة الشرف والقيمة، مازال البعض يراودها و يسعى اليها و يمني النفس بها و على استعداد ان يدفع كل ما يملك من اجلها رغم ان لا دولة بدون غزة ولا دولة بدون القدس وبدون ازالة الاحتلال حتى حدود عام 1967

والا فتحت المطالب على ما هو ابعد من ذلك، وعلى صراع قد يستمر وتكون اسرائيل السبب فيه..

 بعد المدة التي تحدث عنها ابو مازن في تصريحه الاخير وهي فترة العام التي لابد ان يكون فيها انتخابات في القدس، متلازمة مع الانتخابات العامة الفلسطينية، ولابد ان تنتهي بازالة الاحتلال وليس بتحسين الاوضاع المعيشية.. اذ لم يعد الفلسطينيون يقبلون استمرار التلويح لهم بعظمة تحسين الاوضاع، وهي حالة مخادعة كاذبة تمكن اسرائيل من استمرار التحكم في الشعب الفلسطيني وابقائة تحت الاحتلال..

 هذه مرحلة رمادية صعبة وهي مرحلة اختبار قاسية للسلطة التي صمدت، والتي تتطلع حتى اللحظة الى امتها علّ بعض ابنائها لا يكون عاقا او علّه يأتي بعد انقطاع او صمت..

 واذا كان من تحية تزجي فهي للاردن ملكا وشعبا على مواقفهم وعلى صمودهم وصبرهم، وما قدموا فقد وضعوا انفسهم الى جانب الموقف الفلسطيني ودعوا بدعواه، واتقوا عارً يكل كل من خذل القدس وفلسطين او تامر عليها او سكت عن انتهاك حقوقها او التعدي عليها..

 يا سيادة الرئيس لم تعد نملك الا ان نقول كما قال سعادة السفير: كان الله في عونك وعون شعبك الاسير تحت الاحتلال فمكنون الكرامة و منجمها الذي لا ينتهي هو في فلسطين التي لم يبقى فيها بيت الا وشيع شهيداً اودع اسيراً.. وهؤلاء رصيد بان لا ينتهي طالما بقيت يا سيادة الرئيس تؤمن بأن اخر دولار او قرش او حتى شيكل هو لعائلة شهيد او اسير، وانك لن تقطع الحبل السري بينك وبين قضيتك، وهو العلاقة مع الاسرى والشهداء اذ ان نسغ القضية يبدأ من هنا، والمطلوب هو اطلاق سراح الاسرى كلهم وتصفية الاحتلال وابقاء  ذكرى الشهداء حيّة للاعوام التي تحتفي فيها دولة فلسطين باستقلالها، وهو يوم قادم رضي من رضي وغضب من غضب، والذي لا يعجبه يشرب من البحر الميت و يا جبل ما يهزك ريح ،كما كان يقول الرئيس الشهيد ياسر عرفات ..

اما انت يا فخامة الرئيس كان الله في عونك فما زال امامك مهام صعبه لتشهد ميلاد الدولة العتيدة ويعطيك الله العمر لتحتفل بها..

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟