“عمّان الجراحي” .. التميّز بالخدمة أيضا..

عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب     
بدأت فلسفة قيامه لتستمر.. فلم يفلح هذا المستشفى عمّان الجراحي ان يتوسع كثيراً او ان يصبح مشروعاً تجارياً، فحافظ على كينونته وحافظ مالكوه من مساهمين بأسهم قليلة وجلّهم من الاطباء المشهورين على بقائه متميزًا في الخدمة والمعالجة ولم ينصرفوا الى توسعته والضخ غير المتوازن فيه كما في مستشفيات تضاعفت عشر مرات عما بدأت، ولم يميًز القائمون عليها المستشفى عن المول او السوبرماركت حين حشدوا لها كل شيء، واحيانا لم يلتفتوا الى رضا المرضى او ردود فعلهم على المقدم لهم او المعاملة معهم او الاسعار والاجور الجائرة التي يدفعونها والموزعة بين الطبيب والعلاج والمستشفى، حيث تتضخم الفواتير التي تدخل عليها الكافتيريا و بنود اخرى مثل بند الرفاهية، و اكثر البنود تحتاج الى تفسير حين ينوي الزبون الدفع ان تمكن من المناقشة..
تتباين المستشفيات في اسعارها وفي خدماتها وفي جودتها لكننا لا نملك المعايير لنقول إن هذا جيد وهذا جيد جدا وهذا مقبول او دون ذلك، فالكثيرون يتحدثون عن انفسهم حديثا لا يثبت في الاختبار العملي..
اكتب عن عمان الجراحي الذي حشد تأسيسه مجموعة من الاطباء المميزين ذوي الخبرات الطبية العميقة والمميزة، وقد اراد ان يكون منافسا في الادوات والتكنولوجيا المتقدمة، واكتسب سمعه من شخصيات هامة اقامت فيه للعلاج وجربته وخرجت بانطباع ايجابي، كنت زرت فيه الدكتور عبد السلام المجالي وطاهر المصري واخرون،فقد ظل المستشفى مقصداً للخاصة الذين لم يغدقوا  عليه كما يظن البعض بل كانوا في محاسبتهم اكثر تشددا من الناس العاديين، واكثر مفاصلة وخصما على الفواتير، لدرجة ان تمنت ادارة المستشفى ان لا يأتي بعضهم اليها، و ان يأتيهم اناس عاديين لا يستغلون اسماءهم..
عمان الجراحي مستشفى صغير بالمعايير الدارجة وهو يحافظ على مستواه باستمرار، وتصر ادارته على الاخلاص لمهنة الطب..
ادركت بالرقابة ان المستشفى الصغير يشغل حيّز الاهتمام كالكبير تماما، وربما يكون اكثر ازعاجا للقائمين عليه مما لو كان كبيرا، وهذه المقولة سمعتها وقد لا أكون متفقاً معها..
اؤمن ان تكون المستشفيات متخصصة لا ان تكون كوكتيلا، فالتخصص يعطي الثقة والتركيز ويستقطب الاطباء الافضل.. ويقدم نفسه كمستشفى مميز، يسهل الوصول اليه لطبيعة موقعه، إضافة الى ادارته المميزة وهي ادارة تتمتع بشبكة علاقات واسعة، فالدكتور باسم سعيد المدير العام له باع طويلة وخبرة ممتدة ومعرفة بالناس وحميمية يفتقدها الكثيرون، وهو يراكم كل هذه الصداقات التي تنعكس على عمله.. ومن وراء ذلك اعضاء مجلس الادارة ومن ابرزهم الطبيب الشهير الدكتور يوسف القسوس طبيب القلب الشهير الذي اعطى المستشفى الجراحي عناية خاصة وعمل فيه.. ومن الذين عملوا ايضا طبيب الجهاز الهضمي والامراض الداخلية الدكتور زياد شرايحة رئيس “جمعية غرب اسيا” لهذا النوع من التخصص، ولأكثر من مرة، وقد عمل واشرف على عدد هائل من عمليات التنظير لعديد من الشخصيات المعروفة..
يبقى ان اقول ان المستشفيات الخاصة والتي قدمت الاردن كبيئة علاجية دولية، تصلح لاستقطاب المرضى عرب واجانب، هذه المستشفيات بحاجة الى دعم وعناية الحكومات المتعاقبة والتعامل مع حاجاتها حتى تستطيع ان تسوق الاردن طبيا ويصبح مقصدا مميزا للعلاج على مختلف الاصعدة، وخاصة السياحة العلاجية..
لقد ظلت المستشفيات الاردنية احيانا بحاجة الى كوادر مهنية وتمريضية مساعدة خاصة في الفترة الماضية، وظل يجري صد طلباتها بحجة تشغيل الاردنيين وهذا توجه حميد ونحن معه، لكن احيانا يكون المستشفى المميز بحاجة الى ممرضين وممرضات لأوضاع خاصة ونادرة وخاصة في العناية الحثيثة، ولا بأس من السماح باحضارهم من جنوب شرق اسيا و غيرهم شرط أن احدهم يدرب مقابل كل ممرض او ممرضة تاتي ثلاثة افراد، ويعطي مدة للعمل في الاردن، و سنجد اننا بعد فترة حققنا اعدادا ممتازة ممن تدربوا على يد اردنيين، وتشربوا العادات والتقاليد وانماط التعامل مع الاردنيين، وقد وجدنا ان مستشفى عمان الجراحي قد سعى لذلك دون ان تتفهم وزارة العمل في حينه، وبالتالي لا بد ان يصبح الحوار سالكا لتتمكن كل الاطراف من ادامة عملها، فالقوانين والتعليمات التي يختبي وراءها بعض المسؤولين هي من صنع ايديهم، ويدعون أنها تقيدهم ، وواقع الامر انهم يخفون بيروقراطيتهم الجامدة وممارستهم للسلطة، وهو ما يعطل التطور المطلوب لهذا القطاع الهام، الذي يشكل نبضاً حيّاً في التطور والتنمية المستمرة والاقتصاد الوطني..

Related posts

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية

البكار: الإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة لا تشمل إعفاءات الرسوم

صندوق التنمية والتشغيل قدم أكثر من 3 ملايين دينار قروضا في إربد حتى نهاية تشرين الأول