عروبة الإخباري_ كتب سلطان الحطاب
حين بدأ فطين البداد وشقيقه زايد في قبول عطاء بناء المستشفيات المتنقلة (القاعات المتنقلة) في الاردن، هاجمته بعض المواقع الالكترونية ورحب به اكثرها، ومن المواقع التي هاجمته موقعا في الخارج خرج علينا صاحبه ليعلن ان “البداد” اسم وهمي، و ان شركته ليست موجودة وان هذا العطاء اعطي لشخص مجهول لأمر في نفس من أعطى.. واضطرت حينها ان ارد على المدعي كتابة رغم انني لا ارد على اي اخبار تبث على المواقع خاصة الخارجية التي تدعى المعارضة..
ولم يتوقف صاحب الموقع ولكنه عاود واتصل بي واعتذر، ولكني لم اقبل اعتذاره وطلبت منه ان يعتذر للجمهور الذي كان يخاطبه انذاك، وان يعود الى الحق ويستنكر ما فعله، فالعودة الى الحق فضيلة وهو اولى ان يتبع، ووعدني بذلك وما زلت انتظر، وقد اخبرته ان صاحب الشأن سيرفع عليه قضية..
مثل هذه الاخبار الكاذبة التي تبث في الخارج ويجري التسلح بها لاظهار مروجيها وكأنهم وطنيون و يسهرون على مصالح مواطنينا تفقد اصحاب هذه المواقع المصداقية لأن الجمهور ان عاجلا او اجلا يعرف مضمون الخبر، ويعرف حجم التجني والكذب فيه.
اعود الآن الى “البداد كابيتال” والتي كتبت عنها اكثر من مرة، وهذه المرة بهدف الكشف عن عمق كذب بعض تلك المواقع ودمغها بالحقائق وارصد رحلة الاستثمار لمجموعة البداد والتي تصل الان الى المليارات، فقد قفزت اعمال البداد كابيتال الى مرحلة الاستثمار بالمليارات وهي لم تبلغ هذه المرحلة جزافا، وانما وصلتها واثقة من ان الجهود التي بذلت، والمشاريع التي انجزت والتفوق الذي تم، جرى توظيفه كله في اعادة انتاج هذه الشركة المتميزة والتي دخلت في شبكة اتصالات عالمية مع العديد من دول العالم ،وقد تنوعت في انتاجها وفي انواع مصنوعاتها وخدماتها وما تقدمه..
لم تصل شركة البداد التي بدأها الراحل الكبير حسين البداد بداية التسعينات من القرن الماضي الى ما وصلت اليه هكذا خبط عشواء، وان ما اخذت خطواتها في الصعود بالتدريج الى ان بلغت ما بلغت، كانت الشركة في زمن انطلاقتها تقوم باعمال تقليدية رائدة وتلبي حاجات السوق من الخيم و بيوت الشعر و مستلزمات الاعراس ..
وتحمل اسم مؤسسة الحاج وقد تلاقي ذلك مع طموحات الشباب ابناءه وهم فطين وزايد اذ ان الدكتور فطين ما ان تخرج حتى بدأ يفكر في تطوير الاعمال التي ورثها عن والده، فكانت الخطوات الجريئة والضرورية لدفع العمل الى الامام، فكان الاستيراد من تصميم خيمة جديدة بمواصفات جديدة اسميت “خيمة الالمنيوم”، وكانت في حينها “صرعة” حملت اسم “خيمة البداد” وشكلت مفاجأة و قفزة كبيرة في صناعة الخيم ، حيث تتوفر المتانة والمرونة والحجم وتتوفر فيها الاثاث والتكييف تدفئة وتبريداً، وقام التوسع و تأسس للشركة فرعين إلى جانب فرع أبو ظبي ، هما فرعي الشارقة و العين وبعد ذلك بدأ فطين وشريكه اخيه زايد التأسيس لشركتهما او مجموعتهما الاقتصادية الكبرى التي بدأت من العام 1991 والمتكونة من مجموعة من الصناعات والاستثمارات التي كونت كيانا اقتصاديا يحتذى به ،و يشكل نموذجا يجمع كافة الحلول الصناعية التي يقدمها العالم تحت سقف واحد، و من هذا الشعار انطلقت فلسفة الشركة وصنفت اهدافها في عالم المال للاستثمار ..
وبدأ فطين البداد وشقيقه زايد يضعان الخطط الاستئناف المسيرة بشكل متطور ومنافس في عالم لا يعترف الا بالمنافسة والاجادة والتميز والاضافة، ووجدنا انهما اي الشريكان الشقيقان يطوران استثماراتهما ليبلغان حد تأسيس مجموعتهما ” البداد كابيتال” عام 2003، إلى الحد الذي الذي أصبحت فيه معلماً بارزاً، وقد تولى فطين رئاسة مجلس الإدارة في حين تولى زايد منصب الرئيس التنفيذي ..
لقد وضع فطين كما صرح المجموعة في موقع التميز في كافة الانشطة في نطاق اسمها لتكون كيانا مستقلا له هوية مؤسسية و قواعد ثابتة قادر ان يدخل الى العالمية في التصنيف والمستوى والاداء.. ومستفيدة من المكان (الامارات) و حزمة الحوافز المتاحة فيها وهي حوافز اقتصادية غير متاحة من قبل او في اي مكان اخر ..
و لذا استطاعت المجموعة بفضل ذلك ان تنتشر الى اكثر من 46 بلدا في 27 دولة، وله وكلاء وموزعون حتى في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا واستراليا وعدد من الدول الاسيوية، بالاضافة الى الاسواق المعروفة من قبل في الامارات وعموم الخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، حيث بلغت استثمارات المجموعة البداد كابيتال خارج الامارات 3.5 مليار درهم، كما انه و لهذا الحال المتطور قامت المجموعة بتصدير 70% من انتاجها من 952 مشروعا بلغت حصة المملكة العربية السعودية منها 20% من اجمالى الانتاج في عام 2019، فيما اخذت بقية اسواق الخليج 20% الى اسواق شمال افريقيا و18% الى بقية دول العالم، وقد اخذ سوق الامارات 30% من منتجات البداد وحتى مع انتشار جائحة كورونا فان المجموعة كان لديها القدرة على التكيف واعادة بناء موقعها، فكان ان اختارت التوسع في مجالات والتوقف عن مجالات، وجرى التوسيع في المجال الصحي حيث اسست شركة البداد للانشاءات الطبية المتطورة كجزء من خططها العامة، وقد قامت خلال الاعوام 2020 /2021 ببناء 139 مستشفى ميدانيا متكاملا في 27 دولة منها الامارات والسعودية والولايات المتحدة وايطاليا واسبانيا والاردن وغيرها، كما انشأت 140 مركزا متخصصا في فحص كوفيد 19 و 110 مركزا لفحص الفيروس عبر السيارات، موزعة على العديد من دول العالم ..
ولم يتوقف التطور والتوسع فقد قامت المجموعة بافتتاح مقر البداد كابيتال الاردنية في عمان وسيتلو ذلك انشاء مدينة البداد الصناعية المتخصصة بالانشاءات وصناعة الحديد والالمنيوم والزجاج والديكورات والمفروشات والبيوت الجاهزة في ساحة تصل الى 3 ملايين قدم مربعة و باستثمار يتجاوز 500 مليون درهم لتغذية السوق الاردنية، الى جانب اسواق سوريا ولبنان وفلسطين والعراق ضمن خطة انتاجية مدروسة تحت شعار “صنع في الامارات”.
لقد ظلت مجموعة البداد تستجيب للتطورات والتحديات وتتغلب عليها، كما ظلت تتابع و تكسب رضى الزبائن والعملاء وتلبية حاجاتهم لما يتطلعون اليه وباقصى سرعة ممكنة، فكانت مثالا للوفاء بالمواعيد وتحقيق البرامج في اوقاتها حتى غدت اختيارهم الذي لا ينافسه اختيار، وكان ثقتهم التي لا تستبدل..
ولعل اختيار الاردن لمجموعة البداد لاقامة مجموعة من المستشفيات المتنقلة هذا العام دليل على ذلك، فقد كسبت ثقة الملك وقيادة الجيش والمواطنين، ووفرت كل ما هو مطلوب وبسرعات قياسية واتقان ونوعية مميزة..
وكما في الاردن فانه سيكون في مصر حيث ايضا مقر البداد كابيتال المصرية و بحجم استثمارات 500 مليون درهم خلال 3 سنوات، ومن مصر الى شمال افريقيا و الى دول افريقية اخرى،.. وفي موازاة ذلك الى دول شرق اسيا..
ولم تكتف البداد برصد الاموال للتطوير في المعدات والاليات والهندسة والتصميم و تلبية الحاجات للعديد من الفعاليات في نفس الوقت مهما زادت، بل انها عمدت ايضا الى الاستحواذ على مجموعة من الشركات المتخصصة بالفعاليات في دول مثل بريطانيا والمانيا واسبانيا والولايات المتحدة وماليزيا واندونيسيا وسنغافورة.
وأحصى الدكتور فطين البداد 7 قطاعات اساسية تعمل فيها البداد وهي القاعات المتنقلة والثابتة والحجاج وتجهيزاتها والفعاليات وتجهيزاتها والمنشات الطبية واستثمارات اراضي المعارض ومنشات النفط والغاز وحلول الاستخدامات العسكرية.
وقد انشئ من اجل ذلك 4 شركات صناعية و خمس شركات خدمات، ويعمل في كل تلك المنشآت ما يقارب 3500 موظف بين عامل ومهندس واداري..