عساف.. نشارك في تكريم القدس في عمان..

عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب   
كرمت عمّان شقيقتها التوأم القدس في مهرجان الاعلام العربي المنعقد في عمّان والذي حضره شخصيات مرموقة جرى تكريم الكثير منها..
كان وفد فلسطين (وفد القدس) جامع بين الاعلاميين والفنانين وقادة الاعلام يتقدمهم مسؤول الاعلام السيد احمد عساف الذي القى كلمة في الافتتاح و اخرى غنية بدلالاتها في افتتاح الليلة المقدسية التي غنى فيها الفنانون للقدس وفلسطين وعمان..
شخص عساف التحديات التي تواجه القدس وكيف يمكن مواجهتها، وكيف يمكن سحب القدس من سياسات التهويد والاسرلة وكشف عن رؤية القيادة الفلسطينية وعن ثوابتها واصرارها على العمل من اجل القدس واهلها، و مكانة القدس في نفوس ابناء الامة بغض النظر عن موجة التردي التي ضربت في بعض المواقع العربية المصابة بالهشاشة و ضعف الارادة وسوء البصر والبصيرة ..
طالب عساف الامة بمواقف أكثر صلابة وخاصة مواقف سياسية تدعم صمود الشعب الفلسطيني وتصلب ارادته حين يرى ان عمقه العربي يقف معه، فهذه القدس كانت ومازالت موحدة للوجدان ومعطرة للعقيدة ..
بالصدفة كنت ابحث في سجلات المحاكم الشرعية في القدس واتابع يوميات حصار نابليون لعكا، لأجد وثيقة تتحدث عن مواقف اهل القدس وقراها التي جرى تعدادها في الوثيقة في الوقوف في وجه نابليون، و كيف التقى أهل هذه القرى من خلال ممثليهم في الشخصيات النافذة انذاك تحت قبه الصخرة المشرفة في القدس، واقسموا على انفسهم بأغلظ الايمان ان يقاتلوا نابليون ويواجهونه، وقد وصفوه بالدجال (كان قد ادعى في مصر انه اسلم واسمى نفسه عبد الله و قصد الازهر) .. وقالت الوثيقة الصادرة عام 1798م ان ممثلي هذه القرى وهم يقدمون اسماء قراهم الموقعة قد أعدوا للمواجهة 600 فارس مجهزين للمنازلة، وسأنشر هذه الوثيقة على نطاق واسع لترى الامة والعالم من ورائها ان أهل القدس لم يتوقفوا طوال حياتهم الممتدة منذ كانت عربية كنعانية ، ومنذ اصبحت مسلمة عن مقاومة اعدائها وغزاتها ، وانها ظلت تحتفظ بهويتها وتصونها.. وها هي اليوم تتعرض لمواجهة جديدة من الغزو الصهيوني بعد ان تحررت من غزو الفرنجة على يد صلاح الدين ومن جاءوا من بعده..
فالقليلون ربما يعرفون ان القدس بعد وفاة صلاح الدين عادت وسلمت للفرنجة في مؤامرة بين من جاءوا من بعده والى ان اعاد السلاجقة الاتراك تحريرها مرة اخرى، وقد جاءوا من الكرك هذه المرة..
فالتحرير الاول جاءها من عجلون على يد صلاح الدين والتحرير الثاني جاء من الكرك، وسيأتي تحريرها الثالث ان شاء الله من ارض الرباط وحتى ذلك الحين سيبقى ذكر القدس عالياً والاستعداد من اجل ذلك اليوم قائماً بكل الوسائل طالما ان هناك شعب فلسطين يؤمن بالقدس عاصمة لشعبه وتراباً وطنياً مقدساً في عقيدته و بمسجدها الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..
كانت كلمة عساف جامعة شاملة عميقة وقت أبلغت رسالة الرئيس محمود عباس الى أهله الأردنيين جميعا هنا وكشفت عن اصرار القيادة الفلسطينية التي راكمت عملاً متصلاً على المستوى الدولي من اجل القدس ويوم تحريرها وتخليصها من العدوان الاسرائيلي..
لقد كان الأردن كما ذكر صاحب الكلمة ملكا و شعبا وحكومة مع القدس وقضيتها، وظل الدور الأردني في القدس واضحاً ومتماسكا وله ثمن يدركه الأردن ويستمر في الامساك به وقبول تحدياته..
ان الاصرار الأردني على حلّ الدولتين والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة هو موقف ثابت للقيادة الأردنية والأردنيين جميعا وهو موقف يدفع الأردن ثمنه في مواجهة موجات التشويش متعددة المصادر والتي تقف وراءها اسرائيل التي تواصل ممارسة ضغوطها للنيل من هذا الموقف الصلب..
كانت أيام القدس التي هي عروس مهرجان الاعلام العربي في عمان والمحتفى بها وعلى مدار الايام الثلاث حاضرة في الكلمات والمشاعر والمواقف، وقد وجد المؤتمر كل اشكال الدعم من لدن الحكومة ووزارة الاعلام والأردنيين جميعا، وخاصة اولئك الذين حضروا وساهموا..
ولعل التكريم للشخصيات الاعلامية النافذه عربيا واحدة من ابرز الفعاليات التي تابعتها، فقد كان لتكريم الصديق وزير الاعلام العُماني السابق الدكتور عبد المنعم الحسني دلالة واضحة لما لعبه هذا الرجل من تدعيم صورة القدس في الاعلام العُماني والعربي..

 

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي