عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
كرمت دورة القدس للاعلام العربي التي رعتها عمّان في موسم مهرجان الاعلام العربي، كرمت واحد ممن يستحقون التكريم بجدارة وهو وزير الاعلام السابق في سلطنة عُمان الدكتور الاكاديمي عبد المنعم الحسني..
الدكتور عبد المنعم كما عرفته عن قرب منذ سنوات طويلة، شغل منصب وزير الاعلام في السلطنة وكان من قبل استاذاً جامعياً لتدريس مادة التصوير، اذ كان متخصصا في هذا الشأن، وقد نقل علمه الى طلابه، والى الكثيرين وتميز بالاهتمام والاعتناء بالاعلاميين العُمانيين الشباب لجهة تدريبهم وتمكينهم من المهنة وتشغيل العديد منهم.. وقد عقد اللقاءات والمؤتمرات والمهرجانات المتعلقة بالاعلام، وقد كرمته اكثر من دولة ومنها مصر والصين وكان الاردن ايضا قد كرمه حين كانت عُمان ضيفا على احد المؤتمرات من قبل.. ويومها تعرفنا على الحلوى العُمانية التي اقام صناعتها هنا في عمّان في فندق كراون بلازا عُمانيين يجيدون صناعتها باعتبارها جزء من التراث العُماني.
الدكتور عبد المنعم عرفته معارض الكتب، وقد كان رائداً في افتتاحها في السلطنة وممثلا للسلطنة في عديد من محافلها ، كما كان احد نجوم وزراء الاعلام العرب في مؤتمراتهم المهمة لجودة اقتراحاته وافكاره ورؤيته في اعلام عربي فاعل وقادر على مواجهة التحديات ..
انحاز الدكتور الحسني لفلسطين وعمل على تغطية اخبارها والوقوف دائما الى جانب الحق الفلسطيني، وحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم وعاصمتها القدس، وقد أكد ذلك عبر وسائل الاعلام العُمانية كافة حين كان وزيرا في التلفزيون والصحف ووكالات الانباء والاذاعات ومواقع والتواصل الاجتماعي وفي الدورات واللقاءات والمؤتمرات الخاصة والعامة.. فاستحق التكريم من رئيس الوفد الفلسطيني احمد عساف..
اليوم إذ يكرم الدكتور الحسني في مهرجان الاعلام العربي في عمّان حيث عقدت الدورة باسم القدس، ويكون تكريمه مقدسيا فإن السلطنة تكون قد كرمت بتكريمه، لأن سجلها في مجال الدفاع عن القضية المركزية للامة العربية سجلاً مشرفا و نظيفا ، فقد بقي موقف السلطنة واضحا وكانت ارسلت وزير الخارجية من قبل الى فلسطين والى القدس يوسف بن علوي بن عبد الله في زمن السلطان قابوس -طيب الله ثراه- وما زال موقف السلطان يستشهد به في زمن السلطان هيثم بن طارق حفظه الله على ثباته وعدم انصرافه الى من انصرفت اليه اطراف عربية وقعت في الخطأ و اساءت الى مواقفها والى القضية المركزية للامة ..
لقد استطاعت وزارة الاعلام العُمانية في زمن حقيبة الوزير الحسني ان تلتزم الحياد الايجابي والمصداقية، وان تدافع عن القضايا العُمانية بشرف ومسؤولية وخطاب مسؤول، بعيدا عن التوتر والهجومية والنكاية ،وملتزما بالقيم والتقاليد العمانية المتسامحة، كما حافظ الاعلام العماني انذاك وما يزال يحافظ على توازنه وعدم انحيازه الا لما تعتقد السلطنة انه الصواب وانه يخدم سياساتها في التقارب العربي وفي الانتصار للقضايا الانسانية..
اتذكر فترة وزارة الوزير الحسني وقد كتبت عنها الكثير.. فاتذكر النشاط المتصل والمتوقد والمتابعة والابداع.. وها هو الوزير الحسني يعود اليوم ليكرم من القدس في عمّان وكلنا امل ان نراه يكرم في القدس وقد امتلكت حريتها وكسرت قيودها واغلالها وعادت الى حضن الامة حرة ابية…