أ.د. عدنان بدران
رغم مشاغلي الكثيرة أثناء رئاستي لمجلس الوزراء، أو من خلال عملي الحالي مستشارا أعلى في جامعة البترا، إلا أنني كنت وما أزال حريصا على متابعة الأحداث الرياضية المحلية والعالمية، بحكم عشقي للرياضة، وبحكم تجربتي كرئيس لنادي الحسين إربد خلال الفترة من العام 1981 وحتى 1984.
أعشق الرياضة وأجواءها، بل إنني أعشق مناكفاتها الرياضية والحبية والودية، لا تلك المناكفات “المقززة” والعدائية والمقيتة، التي نلمسها في هذه الأوقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي تسبب في اعتزال نخبة من رجالات الوطن من متابعة الرياضة، بسبب تلك المناكفات العدائية الخارجة عن الروح الرياضية.
الرياضة في العالم باتت الملهمة للشعوب، وهي التي تلعب دورا مهما ومؤثرا في التقارب والتعارف، لا في التباغض ونشر الفرقة.
في الأردن نعشق الرياضة التي تجمعنا، وهنا نستذكر كيف يقف الأردنيون خلف منتخباتهم في المباريات الرسمية، وقدوتنا في ذلك الرياضي الأول جلالة الملك عبدالله الثاني الذي ما تزال صور انفعالاته بادية وهو يتابع من مدرجات ستاد عمان، مباريات المنتخب في الدورة العربية العام 1999، ونستذكر حرص جلالته على استقبال الرياضيين وتكريمهم، وهو نهج هاشمي، أسهم في تشجيع الشباب الرياضي الذي بدأ يحقق نتائج على مستوى العالم، كانت كفيلة بوضع الأردن على الخريطة الرياضية العالمية.
ما يلفت نظري في هذه الأيام ويؤلمني، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في مناكفات رياضية بغيضة، لا تمت للروح الرياضية بصلة، وتتسبب في زرع مفاهيم خاطئة عند جيل الشباب الناشئ الذي يحتاج إلى زراعة فكر وطني يدفعه للعمل لرفعة وطنه.. ما نحتاجه اليوم هو احترام التعددية واحترام الاختلاف في الرأي والرؤية وأن لا نحوله إلى خلاف يزرع الفتنة والفرقة بين شبابنا الناشئ.
أنا شخصيا أرى أن الرياضة تفقد جزءا من متعتها، إذا ما غابت المناكفات، بل أدعو دائما لأجواء حبية رياضية مليئة بالمناكفات الودية في المباريات المحلية والعالمية، وهو ما يحصل في الكثير من بيوتنا وعند شبابنا الذين يختلفون في التشجيع، ويتفقون على المحبة والتحلي بالروح الرياضية.
مواقع التواصل الاجتماعي، باتت في بعض الأحيان منصات للتفرقة ونشر البغضاء، بسبب جاهل يرمي بكلمة فتثير سخطا واسعا، فيما هناك الحكماء الذين يجعلون من كلماتهم الرياضية ونقدهم ومديحهم، بلسما يداوون فيه الجراح، وينثرون فيها عبق الروح الرياضية.
نختلف في تشجيعنا للأندية، وهو أمر يحدث في الكثير من الأحيان داخل البيت الواحد، ونتفق على دعم المنتخبات الوطنية في مختلف الرياضات، وننادي بالمناكفات الرياضية الودية التي تقرب ولا تفرق، ولكننا ننبذ كل من يريد استخدام الرياضة لزرع الفتنة والتباغض.
sport@alghad.jo