المطلوب بعد . .. عشرين عاما من الحرب على الإرهاب ؟ د فوزي علي السمهوري

عشرون عاما مضت على التفجيرات الارهابية التي لم تهز نييورك فحسب بل ادت الى زعزعة إستقرار العالم بتداعياتها ونتائجها .
الحرب على الإرهاب :
منذ إعلان الرئيس الأمريكي شن حرب طويلة على الارهاب قد تمتد إلى سنوات بهدف إجتثاثه إلا أن النتائج الماثلة على أرض الواقع تشير إلى نجاح جزئي ظاهري وإلى فشل جوهري غالب على أرض الواقع وما هو حاصل ويحصل في دول آسيوية وإفريقية وتصاعد أعمال العنف في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية إلا دليل على هذا الفشل إلا إذا تعتبر بعض الأوساط الأمريكية العنصرية تدمير دول وتأجيج الحروب والصراعات الداخلية في دول أخرى مطلب وإنجاز .
ما بعد تفجيرات 11 /9 /2001 :
بعد وقوع التفجيرات التي فاجئت بالتأكيد الادارة الامريكية وأجهزتها لعاملين رئيسيين : —
الأول : الغرور الذي رافق القيادات الأمنية الأمريكية بقدرتها على كشف أي نشاط معاد وما قد يرافقه من تداعيات على الأرض قبل حدوثه بحكم نفوذها وقدرتها على الإختراقات .
الثاني : المحيط الطبيعي الفاصل الذي يشكل حاجزا مانعا أمام إستهداف أمريكا من خارج حدودها مستبعدة في ذات الوقت إمكانية إستهدافها من الداخل .
ما تقدم دفع الإدارة الأمريكية التي ظنت وعزت الهجوم الإرهابي الى كراهية امريكا لطبيعة نظامها الديمقراطي مما حدا بها إرسال وفود جالت ساحات عالمية التقت ممثلين وناشطين وحقوقيين وسياسيين وإعلاميين ومراكز دراسات في تلك الدول بحثا عن جواب لسؤال ( لماذا يكرهوننا ) ؟
إبتعدت الإدارة الأمريكية بهذا السؤال عن جوهر الخلاف المتمثل في سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي غذت الشعور الشعبي بالعداء والكراهية للسياسة الأمريكية وليست بالطبع إتجاه الشعب الأمريكي او للحريات او المستوى المعيشي التي يتمتع بها المواطن الأمريكي ذلك الشعور المتعاظم خاصة في منطقة الشرق الأوسط ناجم عن :
— الدعم المطلق والإنحياز الأعمى لدولة الإحتلال الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي لفلسطين والذي بلغ ذروته في عهد الرئيس العنصري ترامب بتحالفه وتبنيه لرؤية وإستراتيجية مجرم الحرب نتنياهو الإرهابية العدوانية والتوسعية بتأبيد إستعماره لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة وفقا للقرارات الدولية و خلافا لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة وللشرعة الدولية .
— دعم وتبني أنظمة غير ديمقراطية أو أشباه ديمقراطية غارقة في إنتهاك المبادئ الأساسية للنظم الديمقراطية ولمعايير حقوق الإنسان .
— الإزدواجية في التعامل مع القضايا العالمية وخاصة تلك المتعلقة بالقضايا العربية والإسلامية فاللجوء لإستخدام الفصل السابع كأنه مقصور فقط للتطبيق في وطننا العربي الكبير خدمة لمصالح لدولة او اكثر من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن أو لإحدى حلفاءها دون النظر إلى مبدأ سمو مبادئ الأمم المتحدة وأهدافها وقراراتها على ما عداها من إعتبارات وما موقف الإدارة الأمريكية من الصراع العربي الإسرائيلي وعنوانه الفلسطيني المتجسد في دعم الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لفلسطين والجولان وتمكين ” إسرائيل ” الإفلات من المساءلة وإيقاع العقوبات الدولية معاقبة لها على جرائمها وإنتهاكاتها التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني ولرفضها تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ولعدم ألإيفاء بإلتزاماتها بإحترام العهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية إلا نموذج لتلك الإزدواجية المتناقضة مع العدالة ومع واجباتها كدولة دائمة العضوية بإعلاء سمو القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وترسيخ السلم والأمن الدوليين .
إرهاب الدولة الخطر الأكبر :
من عوامل فشل امريكا بالحرب على الإرهاب لعقدين حتى الآن عائد إلى عوامل عديدة منها :
• الخلط بين نهج بعض المنظمات او الأفراد التي لا تملك هدفا محددا تحققه من وراء عملياتها وبين المقاومة المشروعة والمكفولة بنظام الأمم المتحدة وبقراراتها التي تمارسها الشعوب بهدف نيل الحرية والإستقلال والتحرر من الإستعمار الجاثم على أرض وطنها .
• عدم إدراج إرهاب الدول الذي يعد الأكبر والأخطر ضمن الحرب على الإرهاب فهل يعقل دوام إغماض العين الامريكية خاصة والدولية عامة عن إدامة الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لفلسطين المخالف للشرعة الدولية او السكوت عن ممارسات سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعمارية التي امعنت ولم تزل تمعن بإرتكاب كافة اشكال الجرائم وأعمال الإرهاب من الإنتهاكات الصارخة لكافة العهود والمواثيق الدولية وقتل خارج القانون ومصادرة أراض وفرض عقوبات جماعية وغيرها إلى الجرائم التي تصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو ترقى لذلك بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح ووطنه أو إستخدام حق النقض ” الفيتو ” حماية لكيان إستعماري عنصري عدواني أوليس هذا يعد دعما غير مباشر لإرهاب أخطر بنتائجه وتداعياته على الأمن والإستقرار الإقليمي مما يستدعي محاربته وإجتثاثه جنبا إلى جنب كجزء لا يتجزأ من الحرب على الإرهاب لضمان تعظيم عوامل الإنتصار على الإرهاب بأشكاله .
الكراهية للسياسة الأمريكية :
بلا أدنى شك لا زال الشعور الشعبي بالكراهية إتجاه السياسة الامريكية الآخذة بالتحول إلى الشعور بالعداء قائم ويتعمق ويتجذر لعدم زوال أسبابه ومسبباته خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي ساهمت في تاجيجيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب لغطرسته وعنصريته وسياسته القائمة على الإبتزاز وإنحيازه الأعمى للكيان الإستعماري الإسرائيلي مما يرتب على الرئيس الأمريكي بايدن وإدارته في حال توفر إرادة جادة مسؤوليات كبيرة للعمل على معالجة أسباب الكراهية والشعور بالعداء للسياسة الأمريكية لدى شعوب منطقتنا وعنوانها القضية الفلسطينية بما تعنيه من ممارسة كافة الضغوط وإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإرغام” إسرائيل “‘ على إنهاء إستعمارها لأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها و المحدد حدودها ومساحتها بقرارات دولية صادرة عن الأمم المتحدة بمؤسساتها الجمعية العامة ومجلس الأمن وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 وهذا يترتب توفر إرادة جادة بعيدا عن الشعارات وعن سياسة إدارة أزمة. ..
إذ إحتفلت امريكا أمس رسميا وشعبيا بذكرى مرور عشرين عاما على تفجيرات 11/ 9 / 2001 مستذكرين أرواح ما يقارب ثلاث آلاف ممن فقدوا حياتهم في تظاهرة سياسية وإنسانية لها معانيها. … إلا أن الرسالة التي اتمنى على الرئيس بايدن وإدارته خاصة وعلى قادة الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن أن تدركها بأن الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي لم ولن ينسى باجياله المتعاقبة وطنه التاريخي فلسطين … ومستمر في نضاله حتى التحرر من نير الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي. .. فهل سنجد لرسالتنا التي لها أيضا معانيها اذانا صاغية ….. ؟

شاهد أيضاً

تأثير الصادرات على النمو الاقتصادي* رعد محمود التل

عروبة الإخباري – تُعتبر الصادرات من أهم المحركات للنمو الاقتصادي في الأردن، حيث تلعب دوراً …