إدارة “بنك القاهرة عمان” تصيب أهدافها بفاعلية..

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب   
لن أكتب هذه المرة عن ربطة عنق كمال البكري المميزة في نوعها ولونها، ولا عن ابتسامة يزيد المفتي التي لا يمكن قراءتها بسهولة، حتى أن أحدهم شبهه فيها باللوحة العالمية الشهيرة “الموناليزا” لمعرفة ما اذا كانت تلك الابتسامة تعني الرضى او عدمه، ولكنه يظل يحتفظ بها في كل المناسبات باعتبارها اسلوبا حضاريا..
انما اردت ان أكتب عن المسؤولية الاجتماعية التي يتبناها البنك ويجددها في كل عام بشكل افضل.
ودافعي لذلك هو قدرة ادارة البنك على اصابة الاهداف مباشرة من المسؤولية الاجتماعية، ووضع كل دينار فيها في موضعه ليثمر، وايضا اعادة ترتيب الاولويات ليكون الأهم اولاً..
لفت انتباهي في حزمة المسؤولية الاجتماعية في البنك اهتمام البنك الملموس بالاطفال والفن بشكل عام ، ورعايته وفتح الافاق للفنانين التشكيليين والرسامين، و قد تخطت العناية بالشباب للاهتمام بمكافحة المخدرات حيث صدر كتيب ارشادي في ذلك قال عنه الرئيس التنفيذي في البنك الاستاذ كمال البكري:” ان البنك وبدعم للمجتمع المحلي في كافة المجالات ساهم في اصدار دليل يستهدف تنمية الطاقة الايجابية للاجيال الصاعدة ويشجع على مواجهة آفة المخدرات لحماية الاجيال من الادمان والتعاطي، و البلوغ بهذه المساهمة انما يستهدف رفع الوعي لدى الاهل للتصدي والوقاية من هذه الافة التي تشكل حربا مفتوحة على مجتمعنا..
وهو دليل وان كان صدر قبل ثلاث سنوات ليكون المبادرة الاولى من نوعها، فإنه يساعد اولياء الامور والتربويين واليافعين للتوعية بأنواع المخدرات واثرها واسباب تعاطيها وطرق اكتشافها، وهو في أهدافه رسالة جوهرية للحملة الوطنية التي اطلقت وما زالت تتعثر، إذ أن ما نشهده من جدل في اروقة البرلمان ولدى الجهات المعنية يدلل على ان العمل في هذا المجال مازال يحتاج الى جهد اصدق وافعل واوسع، وان الدليل الذي اصدره البنك بالتعاون مع مديرية الامن العام والجمعية الملكية للتوعية الصحية انما هو جرس انذار علقه البنك على الابواب ليقرع، الى ان تنتبه القوى الحيّة في المجتمع للمخاطر، و تتخذ من القرارات الحازمة والحاسمة ما يحمي المجتمع ويتصدى لهذا الوباء ومشجعيه ناقليه ، فالمخدرات ربما تكون اخطر الامراض الاجتماعية وهي لا تقل خطورة ان لم تزد على الاوبئة والجوائح مثل “الكورونا” وغيرها ..
كان البنك قد تنبه لذلك قبل عدة سنوات و قبل ان يبلغ السيل الزبى.. كما يقولون، وقبل فوات الاوان او ان نبدأ في ضرب كف على كف، وهذا التنبية يفتح المجال لمساهمات اوسع من جهات مختلفة لا بد ان تصب جهدها في اطار خطة وطنية فاعلة محمية بالتشريعات ومفعلة بها ،لقطع الطريق على الفئات التي تعبث بمجتمعنا وتتشرب في تراكيبه دون ردع كاف..
اذن الاهتمام بالاطفال والشباب اليافعين هي في مقدمة المنظومة الاجتماعية التي خصص البنك لها دعما ملموسا..
لقد كنت معجبا ومشجعا لاتخاذ البنك خطوات مباشرة وملموسة لدعم رسوم الاطفال في كل سنة، واستمالة المواهب بل والبحث عنها واشراكها وتكريمها.. وقد تخطى ذلك للاحتفال بالفنانين المحترفين والكبار الذي يجدون فرصة لعرض ابداعاتهم التي تجعل واقعنا اكثر صلاحا وابعد عن التصحر الذي يتوسع في غياب الفن والثقافة والابداع..
وفي البعد نفسه امتدت رؤية البنك ومساعدته لعدة سنوات لدعم المخيم الصيفي الذي بلغ تعداد دوراته المتكررة اكثر من (18) مرة ليشمل المخيم الاطفال المصابين بالسرطان والذين يتلقون العلاج، ليدخل السرور إلى نفوسهم بالترفية والعناية وتوفير الالعاب واللقاءات الفنية والادبية، ويشكل هذا الدعم للجانب النفسي تاثيرا لا يقل عن الجانب العلاجي، والمخيم الذي يستمر لـ(100) يوم تعمرها النشاطات المتنوعة من عروض مسرحية والعاب سحرية و فقرات غنائية والعاب ترفيهية و رسم على الوجوه و رحلات خارجية وعروض للمهرجين وغيرها من الانشطة التي تصنع التسلية و تدخل السرور والفرح الى نفوس الاطفال..
وفي جانب ملموس اخر ضم غاليري بنك القاهرة عمان الشهير معرضا فنيا بعنوان (39 في1) يضم اعمال تسعة وثلاثين فنانا اردنيا وعربيا في تجربة اولى وفريدة تعرض على اون لاين وتستخدم تكنولوجيا الابعاد الثلاثية، وبالتالي ينتقل الفن الى الناس دون الحاجة الى حضورهم الجسدي، ردا على تفشي جائحة الكورونا، ودفاعا عن حيوية الفن ودوره، لجعل الحياة اكثر أهلية وجمالا و استساغة مما هي عليه.. كما يقول الفيلسوف الالماني “فيشر” : (الفن يعيد صياغة الحياة بشكل أجمل).
ولعل الجهد الذي يبذلة الفنان محمد الجالوس في الاعداد والتنسيق والاهتمام ظل يتوج هذه الاعمال بالنجاح و يقدمها كما يشتهي اصحابها، الذي تزداد مشاركتهم في بيئه جاذبة..
قلت ان لدي الكثير مما اكتبه عن بنك القاهرة عمان بعيدا عن الارباح والودائع والتقارير السنوية ونصف السنوية، حتى تاريخ البنك الطويل ورياديته في فلسطين واخذه زمام المبادرة في تعداد فروعه، فقد وجدت في ما زرع البنك من مسؤولية اجتماعية تصل الى كل المجتمع ما يسد وما ينفع ويمكث في الوجدان..
وهذا ما يدفعني ان اهنئ إدارة البنك للاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية وترتيب الاولويات فيها واستهداف كل ما يمس حياة الاطفال واليافعين الذين هم ذخر الوطن وودائعه الحقيقية، فكل ما يجري من عمل وانجاز انما يعود لهم ولتمكينهم من مواصلة الحياة بشكل غنى وفاعل..

 

Related posts

ولي العهد ينشر مقطع فيديو من مشاركته بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

الضيف «اللي ما يجيب»* الحيف بشار جرار

بعد 400 يوم.. المخطوفون ما يزالون بغزة* ريفكا نارييه بن شاحر