من سجين إلى مفاوض بارز في الدوحة.. تعرف على الملا عبدالغني بردار الزعيم المحتمل لأفغانستان

عروبة الإخباري – من سجين قضى نصف حياته في سجون باكستان إلى مفاوض بارز ومهم في مفاوضات الدوحة ومن ثم إلى زعيم قادم محتمل لأفغانستان، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا عن عبد الغني بارادار القائد البارز في حركة طالبان تسرد فيه قصته.

ذكرت الصحيفة في تقريرها صورة حية لحظة وصول عبد الغني بارادار إلى قندهار أمس وسط استقبال حافل من آلاف الأفغان.

وبعد سيطرة طالبان على أفغانستان، أصدر بارادار بياناً مصوراً، قائلاً: “الآن يبدأ الاختبار الحقيقي.. فالأمر مرتبط بطريقة خدمتنا لشعبنا وضمان مستقبلهم وحمايتهم.”

بدايات صاعدة

يشير التقرير إلى أن بارادار كان صديقا مقربا لمؤسس حركة طالبان محمد عمر، فكلاهما قاتلا ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان، وبعد الانسحاب السوفيتي في أواخر التسعينات صعد بارادار إلى السلطة السياسية شاغلاً منصب حاكم طالبان لعدة مقاطعات.

وعندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان في عام 2001 وبدأت في قصف كل من القاعدة وطالبان، أصبح بارادار رجل المفاوضات الأول مع حامد كرزاي-الرئيس الأفغاني السابق- لاستسلام طالبان.

وذكر التقرير دور بارادار في إعادة تجميع صفوف طالبان في السنوات الأولى من الحرب، وقتلت الغارات الجوية الأمريكية عشرات الأشخاص في حفل زفاف لأحد أقاربه عام 2002 مما تسبب في غضب بارادار، ومن ثم هربه إلى باكستان.

وعاد دور بارادار في البروز كزعيم لطالبان مرة أخرى عام 2010، عندما كانت ترسل إدارة أوباما عشرات الآلاف من القوات الإضافية إلى أفغانستان لتتعرض حينها قواعدها العسكرية مع الأسترالية والهولندية لضربات عنيفة.

سجين في باكستان

وتطرقت الصحيفة إلى مرحلة جديدة في حياة بارادار، ففي الوقت الذي كان بارادار يحاول تحسين النقاش والمفاوضات مع حكومة كرزاي، وفي عملية مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية والقوات الباكستانية في فبراير 2010، تم إلقاء القبض عليه، كمحاولة من الولايات المتحدة لتعطيل محادثات السلام ليقضى بارادار سنوات في السجن الباكستاني قبل إطلاق سراحه في عام 2018.

تحول مهم

وأشار التقرير إلى تحول مهم في تاريخ حركة طالبان وتاريخ حياته، حين وصل بارادار إلى قطر العام الماضي لإجراء مفاوضات حول تقاسم السلطة في أفغانستان.

وتبنى بارادار لغة المصالحة، قائلاً إن طالبان تسعى إلى “نظام إسلامي يمكن لجميع أفراد الأمة المشاركة فيه دون تمييز والعيش في وئام مع بعضهم البعض في جو من الأخوة”.

ومع وصول بارادار إلى قطر وتبنيه خطاب المصالحة، بدأ المسؤولون الأمريكيون بالاقتناع بأهميته وقوته بسبب ما أظهره من تفهم سياسي.

حتى مع استمرار هجمات طالبان خلال عملية التفاوض ، أصبح المسؤولون الأمريكيون مقتنعين بأهمية بارادار. في نوفمبر ، التقط صورة مع وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو ، وهو يقف أمام كرسي ذو حواف ذهبية.

قال روتيج إن بارادار قد أصبح أقوى مما توقعه بعض الناس على مر السنين و “طور وأظهر تفهماً سياسياً”.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين