السلط في قوائم اليونسكو ..الف مبروك

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب  

 أما وقد فازت “بلدية السلط” ممثلة برئيسها السابق الدكتور خالد الخشمان ومجلسها وشخصياتها المهتمة، التي جمعت مهندسين ومؤرخين وباحثين اثريين وتراثيين في وضع السلط على خريطة التراث العالمي، من خلال اليونسكو وإدراجها في هذا المستوى العالي من التعريف والاهتمام الدولي، فإن الشكر لا بد ان يتوجه لاؤلئك الذين تابعوا بما في ذلك رئيس لجنة بلدية السلط المعين علي بطاينة والذين لم يصبهم الاحباط حين كان يجري التأجيل او طلب معايير اضافية للوصول الى هذه الحالة..

 لقد كنت ازور الدكتور الخشمان رئيس البلدية السابق الذي كان يعلن عن تفاؤله المرتبط بالاصرار على احداث النقلة الموضوعية لتكون السلط التاريخية والتراثية حيث يجب ان تكون على لائحة التراث العالمي..

 كنت أجد رئيس البلدية  الخشمان مشغولا في خدمة المواطنين و ملتصقا بالميدان، فما ان تتحدث سيدة او شخص عن مشكلة إلّا ورغب ان يعاينها على ارض الواقع، فقد كنا نجلس في البلدية يوما نناقش فيه موضوع كتابي الذي صدر عن السلط باسم “السلط حافظة الكرامة وحامية النهر” حين جاءه تلفون فاستاذن وتوجه حيث كانت الشكوى التي لم يرغب في تأجيل بحثها ومعاينتها.. هكذا تعود المواطنون في السلط من الدكتور الخشمان الذي فاز اخيرا في انجاز هذا العمل قبل ان يغادر موقعه بعد ان عمل من اجل ذلك لسنوات، والذي عاش تجربة خالد الخشمان سيدرك ان الرجل الذي أحب السلط وأحبته وخدمها وخدمته بالتعاون معه، سوف يعاود هذه الخدمة ولن ينقطع عنها، وسيحصد ثمرة انجازه في صندوق الانتخاب وفي دخول السلط مع اليونسكو مرحلة جديدة..

 تحوي السلط تراثاً عالمياً مهما يتمثل في موقعها ومبانيها واشكال هذه المباني هندستها وأيضا تاريخ كل مبنى وانتسابه، ففي السلط “مدرسة السلط الثانوية” التي مضى على تأسيسها قرن و عقد من الزمان، وفي السلط كنائس وأديرة ومستشفيات قديمة ومواقع تاريخية، ما زالت قائمة او ما زال لها بصمات سواء في بعض شوارعها او مقاهيها..

 هذا الكنز العالمي يحتفى به العالم الآن من خلال اليونسكو، وسيساهم ذلك اذا ما جرى توظيف انضمام السلط الى اليونسكو في جعل السلط وجهة سياحية وطنية وحتى عالمية، فالكثيرون معنيون بمعرفة الدوافع والاسباب التي مكنت السلط من الصعود الى قوائم اليونسكو.

 كان مكتب خالد الخشمان والمهندسون الذين عملوا معه، والذين اتخذوا من بيت قاقيش مركز في خدمة البلدية يحتشد بالخرائط والمخططات والدراسات وتقارير الكشف والملاحظات ، وكان الفريق من البلدية وما ساعدهم معنيون بكل التفاصيل ومتحمسون لكل المطلوب لاستيفاء الشروط.. فالسلط التي عاشت واخترقت عصوراً من التاريخ الى ان وصلتنا وتأهلت وقبلتها اليونسكو في فريقها وعضويتها، تركت لكل عصر بصمات تعود اليه، وذلك منذ اقدم انماط الحضارة البشرية، ومنذ كانت تحمل اسم “الصلت”، فقد عاشت عصور ما قبل الرومان والفرس والاغريق، وجاءها الفتح العربي الاسلامي ليجعلها ملة محمد(ص)، كما زارها شاعر الرسول حسان بن ثابت وأقام فيها لبعض الوقت، وزارها رحالة و شعراء وكتاب، وعرفت السلط حروب الفرنجة كما كانت أحد  أهم مراكز الدولة العثمانية في المنطقة وعاصمة ادارية احتفظت بهيبتها، كما كانت سنداً وذراعاً في إقامة الدولة الاردنية حين والت لحكم الامير عبد الله الاول و لمملكته التي جاءت بالاستقلال..

 كثيرون كتبوا عن السلط ودوّنوا تاريخها من القدامى حتى من ابنائها المعاصرين، فهي من المدن والمواقع التي حظيت بالدراسة والبحث والاهتمام ، لأهميتها الاجتماعية والاقتصادية والتجارة ولتجارتها وصناعاتها الحرفية والمهنية.. وقد جاء كتابي عن السلط ليستكمل التعريف بالطبعة وبالانسان وانجازاته، وما حوته السلط من معالم ماثلة وسبق في الدور وفي التعليم والصحة وانماط حياة أخرى..

 ومازالت السلط في ظل فوزها تطل على العالم وتواصل حمل رسالة التراثية والتاريخية التي ما زالت بحاجة الى تعريف بمدى غناها ودورها التاريخي والمعاصر..

 فكل التحية للبلدية وطاقمها.. وقد يكون التكريم الأكبر للفريق هو في إعادته (الخشمان) عبر صناديق الاقتراع لمواصلة العمل..

 

Related posts

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

محافظة: وزارة التربية لن تتهاون في تطبيق الأنظمة والتشريعات التي تضمن سلامة الطلبة

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات