عروبة الإخباري – احتفظ الأهلي المصري بلقبه بطلا لدوري أبطال أفريقيا للعام الثاني على التوالي وذلك بعد فوزه المستحق على منافسه كايزر تشيفز الجنوب أفريقي (3-0) بفضل أهداف محمد شيف ومحمد مجدي “أفشة” وعمور السولية، في المباراة النهائية التي أقيم على استاد “مركب محمد الخامس” في مدينة الدار البيضاء المغربية.
وبهذا الفوز رفع الأهلي المصري “فريق القرن” رصيده في البطولة الإفريقية، وعزز رقمه القياسي بنيله اللقب العاشر، بعد أن أحرز التاسع الموسم الماضي على حساب مواطنه الزمالك في نهائي القرن. وبات أول من يحتفظ بلقبه في ثلاث مناسبات متتالية (2005و2006، ثم 2012 2013، ثم 2020 و2021).
شوط عقيم
على الرغم من أن الأهلي حاول المباردة نحو الهجوم بوقت مبكر، من أجل مباغتة منافسه وبعثرة أوراقه، إلا أنه لم ينجح في مسعاه، طيلة فترة الشوط الأول ولم يهدد مرمى الحارس دانييل أكبيي الذي بقي واثقا بين خشبات مرماه.
الأهلي اعتمد على تكثيف عدد لاعبيه عند الهجوم، حيث اعتمد موسيماني على محمد شريف في المقدمة، ومن خلفه الثلاثي محمد مجدي “آفشة” من العمق، وتحرك حسين الشحات وطاهر محمد طاهر على الأطراف، فيما كان التونسي علي معلول الأكثر تقدما من الجبهة اليسرى بعكس أكرم توفيق من اليمنى.
وحتى وإن أنهى الأهلي الشوط بسيطرة مطلقة على الكرة وصلت نسبتها إلى 72 بالمئة مقابل 28 بالمئة لمنافسه الجنوب أفريقي، لكن فعالية الكرات العرضية التي بلغت 18 لم تكن بالناجحة، حيث نجحت 4 منها فقط، وهو ما انسحب أيضا على التسديدات السبعة التي أطلقها الشحات وطاهر وأفشة والسولية لكن لم يتجه أيا منها داخل إطار المرمى.
كثافة دفاعية منطقية
كان لاعبو كايزر تشيفز الأكر تراجعا للدفاع كما كان متوقعا، وعمدوا على تضييق المساحات والبدء بعمليات الضغط المبكر من منتصف الملعب، وانتظروا الأهلي في الـ40 متر الأخيرة، وتحينوا الفرصة المناسبة للخروج بهجمات مرتدة.
قام الفريق بتمرير 135 كرة فقط (مقابل 347 للأهلي)، وعاب على ألعابهم المرتدة حسن التدبير، حيث ضاعت الكثير من الكرات بشكل خاطئ، فيما كان بدر بانون وأيمن أشرف وأكرم توفيق مع حمدي فتحي بالمرصاد لكل الطلعات الإفريقية، ولم تفلح سوى هجمة واحدة بشكل فردي، حين وصلت تمريرة عميقة نحو سمير نوركوفيتش الذي سدد بسرعة سيطر عليها الشناوي بهدوء.
بطاقة حمراء قاتلة
مع اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، تدخل الجنوب إفريقي هابي ماشياني بشكل عنيف على أكرم توفيق لحظة تمرير الكرة، ورغم أن الحكم أشهر البطاقة الصفراء، لكن تقنية حكم الفيديو المساعد VAR، تمكنت من تحقيق العدالة وأجبرت الحكم على إلغاء الصفراء وتعويضها بالحمراء، ليخرج هابي ويترك فريقه منقوصا بقية فترات المباراة.
الهداف القاتل
عاد الأهلي بنوايا هجومية واضحة في الشوط الثاني، لاستثمار النقص العددي في صفوف منافسه، وسرعان ما مارس ضغطه نحو مناطق كايزر، وقبل أن ترتفع ثقة الفريق المدافع قدم الظهير الأيمن أكرم توفيق واحدة من التمريرات السحرية، حين “شرخ” دفاع تشيفز بتمريرة رائعة سمحت للهداف محمد شريف بمواجهة الحارس، فلم يهدر الهداف صاحب الرقم 10 في ترجمة الكرة نحو الشباك، هدف الأهلي الأول (52).
أفشة ينهي المهمة
واصل الأهلي بحثه عن هدف ثان ينهي به المهمة بشكل كبير، واستثمر المساحات الشاغرة في الدفاع المنافس، فأرسل الشحات كرة طويلة خلف ماتولو ليجدها طاهر ويمررها نحو محمد مجدي أفشة الذي تبادل الكرة مع شريف، على خط المنطقة، ليسدد “الفنان” أفشة الكرة “بحرفنة” وترتد من القائم وتهز الشباك، الهدف الثاني (64).
رصاصة الرحمة
لم يتوانى الأهلي عن استثمار الحالة السيئة لمنافسه، واستمر في الانطلاق نحو الهجوم، وبنفس الطريقة تقريبا، أرسل علي معلول كرة خلف الدفاع انطلق بها أفشة، ومررها إلى شريف على خط منطقة الجزاء، هيأها بذكاء أمام المندفع عمرو السولية الذي سددها بشكل رائع لتضرب القائم وتهز الشباك، الهدف الثالث (74).
وبعد هذا التفوق الكبير هدأ الإيقاع في الربع الأخير واكتفة لاعبو الأهلي في حرمان منافسيهم من الهجوم وتسجيل هدف للذكرى، ومضت الدقائق سريعة وسط احتفالات الأهلاوية حتى أعلنت الصافرة الأخيرة تتويج العملاق المصري باللقب الكبير.