عروبة الإخباري – أثارت السلالة “دلتا” حالة من القلق في مختلف دول العالم من حدوث موجة جديدة لكورونا “كوفيد 19″، الذي تسبب في وفاة حوالي 4 ملايين شخص منذ ظهوره في نهاية ديسمبر الماضي، وسط عودة بعض الدول إلى فرض قيود جديدة والتأكيد على ضورة تلقي اللقاحات المضادة.
وضربت “دلتا” بقوة روسيا التي عبرت السبت، عن أسفها لتسجيل رقم قياسي جديد في عدد الوفيات اليومية لليوم الخامس على التوالي. وقالت إن 697 شخصاً توفوا خلال 24 ساعة بينما بلغ عدد الإصابات الجديدة 24439، وهو الأكبر منذ منتصف يناير.
أوروبياً، قررت البرتغال التي تواجه أيضاً السلالة دلتا، إعادة فرض حظر تجول ليلي من الجمعة في 45 منطقة بينها العاصمة لشبونة. ويخضع حوالى نصف سكان البرتغال البالغ عددهم 10 ملايين نسمة لهذا الحظر، في حين أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن قلقها الجمعة، بشأن عدد المتفرجين المسموح لهم بحضور نصف نهائي ونهائي بطولة أوروبا لكرة القدم في بريطانيا حيث يسجل عدد الإصابات بمتحورة دلتا ارتفاعاًن بحسب موقع “الحرة” الأمريكي.
وفي إيطاليا اتخذ 300 من مقدمي الرعاية الصحية إجراءات قانونية لإلغاء إلزام العاملين في المجال الطبي والصحي بتلقي لقاح ضد كوفيد-19، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية، بينما يتزايد الضغط في فرنسا لإجبار كل العاملين في الرعاية الصحية على تلقي اللقاحات.
وحث وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران اليوم الأحد أكبر عدد ممكن من الفرنسيين على الحصول على لقاح كوفيد-19، محذراً من أن فرنسا قد تتجه نحو موجة رابعة من الوباء بحلول نهاية هذا الشهر بسبب السلالة دلتا شديدة العدوى، قائلاً على تويتر، بحسب رويترز “على مدى 5 أيام لم ينخفض (معدل الإصابة). إنه يرتفع مرة أخرى بسبب السلالة دلتا شديدة العدوى. يُظهر النموذج البريطاني أن الموجة الرابعة ممكنة اعتبارا من نهاية يوليو”، مضيفاً: “يجب أن نتحرك أسرع (في التطعيم). بلدنا في سباق مع الزمن”.
وفي ألمانيا أعلن بودو راملو رئيس حكومة ولاية تورينغن اليوم أنه يعول على أنظمة الإنذار المبكر التي تنذر في الوقت المناسب بتزايد انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك في إطار الاستعداد لمواجهة موجة رابعة لكورونا في الخريف، قائلاً لوكالة الأنباء الألمانية بمدينة إرفورت الألمانية إن تقنية القياس التحليلي التي ابتكرتها شركة بمدينة يينا الألمانية، تتعاون حالياً مع جامعة بولاية تورينغن، معتبراً أن من شأن هذه التقنية قياس تركيز الفيروسات في مياه الصرف الصحي مستقبلاً، لافتاً إلى أنه يتم الإعداد لاستخدام هذه التقنية في تورينغن حالياً، بحسب موقع دويتشه فيله.
وأضاف راملو أنه من المقرر أيضاً تثبيت نظام لإجراء اختبارات عشوائية للكشف عن فايروس كورونا داخل الشركات مثلا أو في رياض الأطفال والمدارس، موضحا أن المجلس الاستشاري العلمي الذي يقدم مشورات للحكومة المحلية للولاية لمواجهة الوباء، هو الذي اقترح ذلك.
وتابع رئيس حكومة ولاية تورينغن الألمانية قائلاً: “يتعين علينا الاستعداد للخريف بشكل أفضل مما قمنا به في العام الماضي”، موضحاً أنه يندرج ضمن ذلك أن يتم تحديد بؤر تفشي العدوى في الوقت المناسب وقطع سلاسل العدوى.
وأضاف أنه يأمل أن يسهم ذلك – بجانب تزايد نسبة التطعيم – في الحيلولة دون حدوث إغلاق كالذي حدث في الشتاء والربيع، موضحا أنه إذا لزم الأمر سيتم تطبيق قواعد محلية بدلا من القيود الوطنية، متابعاً: “الصيف سيكون فترة أكثر هدوءا ولكن ليس هناك سبب لرفع التحذير”، وأوضح أنه يتوقع مواجهة موجة رابعة لكورونا في الخريف، عندما يظل الناس في أماكن مغلقة من جديد، وأشار إلى أن قوة حدوث ذلك ترتبط أيضا بمدى سرعة انتشار سلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا.
قيود جديدة في إندونيسيا
في آسيا دخلت قيود صارمة حيز التنفيذ السبت في إندونيسيا التي تشهد موجة غير مسبوقة من الإصابات بفيروس كورونا. وفرضت البلاد التي سجلت رقماً قياسياً جديداً في عدد الإصابات (27913) و493 وفاة (مقابل 539 الجمعة)، إغلاقاً جزئياً في العاصمة جاكرتا وجزيرة جاوة وبالي. ونزل آلاف الجنود وعناصر الشرطة إلى الشوارع لتطبيق الإجراءات الجديدة التي ستستمر حتى 20 يوليو، وأقيمت مئات نقاط التفتيش وأغلقت المساجد والمطاعم ومراكز التسوق.
أفريقياً،، أصبح الوضع مقلق جداً، وفق “الحرة”، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من أن “جميع الأرقام القياسية التي سجلت في ذروات الوباء السابقة” تم تجاوزها.
وسجلت جنوب أفريقيا الدولة الأكثر تضرراً من متحورة كورونا الجديدة في القارة، رقماً قياسياً بلغ 24 ألف إصابة جديدة الجمعة، لتتجاوز ما مجموعه مليوني إصابة، حسب الأرقام الرسمية.
وأظهر إحصاء لرويترز اليوم أن أكثر من 183.46 مليون نسمة أصيبوا بكورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى 4 ملايين و126910 منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول العشر الأكبر من حيث عدد الإصابات في العالم، تليها الهند والبرازيل وفرنسا وروسيا وتركيا والمملكة المتحدة والأرجنتين وإيطاليا وكولومبيا.