عروبة الإخباري – تنفذ جامعة اليرموك مشروعا علميا لإنشاء خارطة الأردن للنظائر الأساسية كوسيلة لإعادة تقييم الحركة والمجتمع في الماضي، والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع جامعة درهام البريطانية، وبالتشارك مع دائرة الاثار العامة الأردنية، وبتمويل من قبل مجلس أبحاث الفنون والعلوم الإنسانية بالمملكة المتحدة / منحة نيوتن خالدي 1/AH/S011676 .
وأوضح الدكتور خالد البشايرة من كلية الاثار والانثروبوبوجيا في جامعة اليرموك مدير المشروع من الجامعة أن هذه الخارطة تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشمل هذه الخارطة توزيعا لقيم النظائر الرئيسية (السترونتيوم 87Sr86/Sr ، الأكسجينδ18O ، الكربونδ13C ، النتروجين δ15N) اللازمة لتحديد الهجرات القديمة من خلال جمع وتحليل عينات من النباتات والحيوانات والمياه من جميع أنحاء الأردن.
وأضاف أن أهمية إنشاء هذه الخارطة يأتي بهدف التعرف على حركة الإنسان وتنقل المجتمعات في الماضي، ومعرفة الهجرات القديمة للمجتمعات وحتى الأفراد التي من خلال دراسة التغيرات في المادة الأثرية وحدها قد لا يكون امنا في بعض الحالات، لذلك أصبحت دراسة وتحليل النظائر أداة أساسية لهذا الغرض، خاصة عند مقارنة قيم نظائر المادة الأثرية بتوزيع النظائر الرئيسية في البيئة، مبينا أنه ومن الاستخدامات الأخرى المحتملة لهذه الخريطة هو فهم حركة الحيوانات في الماضي، بما في ذلك أنماط الرعي الموسمي، وكذلك تحديد مصدر الماشية والمحاصيل المزروعة في الوقت الحاضر.
وفيما يتعلق بالبيانات البيئية أشار البشايرة إلى أنه تم لغاية الان الانتهاء من تحديد بيانات للكربونδ13C ، والنتروجين δ15N لحوالي 140 عينة من النبات؛ وتحديد بيانات للسترونتيوم 87Sr86/Sr لحوالي 120 عينة من النباتات والحلزونات، كما تم تحليل نظير الاكسجين δ18O لحوالي 30 عينة تقريبا من أصل 60 عينة ماء من مصادر مياه مختلفة، لافتا إلى انه من المتوقع أن يتم الانتهاء من تحليل باقي عينات المشروع في صيف العام الحالي، مما سيسمح لفريق العمل من نشر جميع النتائج في خريف هذا العام من خلال إعداد الأوراق العلمية، وورش العمل، ومعرض مؤقت، كما أن جميع البيانات ستكون متاحة مجانًا عبر الإنترنت.
وفيما يتعلق بالبيانات البشرية قال أن الطرق التقليدية في علم الاثار لتحديد الهجرات السابقة تعتمد على تحديد التغيرات في المواد الأثرية، ولكن قد يستخدم ويصنع الوافدون أو المهاجرون نفس المادة الأثرية للمجتمع المضيف فيصبح من الصعب التعرف عليهم من خلال السجل الأثري، مشيرا إلى أنه سيتم دراسة مينا الأسنان والتي تتشكل في وقت مبكر من حياة الإنسان، بحيث تعكس قيم النظائر الرئيسية للمينا البيئة التي نشأ فيها هذا الإنسان، وعند مقارنة قيم مينا الأسنان بالقيم “المتوقعة” من المكان الذي دُفن فيه ذلك الشخص – والتي سيتم توفيرها بواسطة خريطة الأردن للنظائر الرئيسية، فإن الاختلاف في هذه القيم اشارة إلى التنقل (أي قدوم هذا الشخص من مكان اخر).
وبين أن فريق العمل يقوم بفحص ودراسة حالة خاصة للتنقل بين سكان شمال الأردن من العصر البرونزي إلى العصر الروماني، باستخدام بيانات النظائر لأكثر من 110 عينة من الأسنان والعظام من مدافن مدينة طبقة فحل- بيلا بوادي الأردن التي قدمها الدكتور ستيفن بورك مدير الحفريات بجامعة سيدني، والعمل الميداني لجامعة اليرموك في موقعي صعد وأبيلا.
ويديرالمشروع كل من الدكتور فيليب جراهام من جامعة دورهام والدكتور خالد البشايره من جامعة اليرموك، ويضم فريق العمل البحثي كل من الدكتور عبدالله الشرمان من جامعة اليرموك، والدكتورة جانيت مونتغمري، والدكتورة لوسي جونسون من جامعة دورهام.