عروبة الإخباري – دعت السلطات المصرية كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحركة “حماس” إلى عقد مباحثات في القاهرة، لضمان وقف إطلاق نار طويل الأمد بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلية؛ بحسب ما ذكرت القناة العامة الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء اليوم، الأربعاء.
وتهدف المحادثات إلى تعتزم السلطات المصرية تنظيمها، إلى بحث إمكانية التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة “تبادل أسرى” بين حركة “حماس” وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت القناة الرسمية الإسرائيلية أن جنرالا مصريا كان قد وصل إلى تل أبيب يوم الجمعة الماضي لبحث المبادرة المصرية وعرضها على الجانب الإسرائيلي.
واشترطت إسرائيل استجابتها للمبادرة المصرية بـ”عقد المباحثات عبر قنوات منفصلة وليس بالتوازي”، بالإضافة إلى “ربط التقدم بجهود إعمار غزة بقضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة”.
وبحسب القناة، “لم يتم تحديد موعد لهذه المناقشات حتى هذه الآن”.
وذكرت الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن وفدا مصريا عقد خلال الأيام الأخيرة اجتماعات في إسرائيل ورام الله وغزة، لمناقشة المقترح المصري.
وأضافت أنه من المتوقع أن تجرى المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة بشكل غير مباشر عبر الوسيط المصري.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الولايات المتحدة أيضا منخرطة في الاتصالات، حيث بحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الموضوع مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير خارجيته سامح شكري.
وقالت الصحيفة إنه حال سفر الوفد الإسرائيلي فسوف يترأسه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات.
بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه “من المقرر أن يسافر وفدا إسرائيليا مصغرا إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل، لدفع تفاهمات حول وقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع”.
من جانبه، أكد رئيس حركة “حماس” في غزة، يحيى السنوار، أنه تم توجيه دعوة مصرية لرئيس الحركة، إسماعيل هنية، لزيارة القاهرة، لافتًا إلى أن الزيارة ستتم خلال الأيام القادمة.
وقال السنوار في لقاء جمعه بالصحافيين، اليوم، إن “هذه الزيارة ستكون خطوة مهمة على صعيد تطوير العلاقة مع مصر؛ من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني”.
ومن جهة أخرى، شدد السنوار على أن حركته تقبل بـ “تهدئة طويلة الأمد إذا انسحب الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية والقدس، وفُككت المستوطنات وعاد اللاجئون، وأقمنا دولتنا على جزء من أرضنا”.
وفي وقت سابق، اليوم، اجتمع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة لبحث فرص تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
واستغرق الاجتماع قرابة ساعة ونصف الساعة، وحضره وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة، عباس كامل، المكلف بملف الوساطة بين الفلسطينيين واسرائيل.
ووفق ما جاء في بيان للرئاسة المصرية، فإن السيسي اتفق مع بلينكن على تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة تأسيسا على المبادرة المصرية”.
وأضاف البيان أن “السيسي أكد خلال اللقاء أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أميركي فاعل لعودة الطرفين مجددًا إلى طاولة الحوار”.
من جهة أخرى، أبلغ المسؤولون الإسرائيليون – رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي – وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، خلال لقاءاتهم معه، أمس، أن إسرائيل ستوافق على إعادة إعمار غزة فقط في حال تشكيل نظام دولي “يمنع تعاظم قوة حماس مجددا”، حسبما ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، الاربعاء.
واستعرض أشكنازي أمام نظيره الأميركي الخطة الإسرائيلية لإدخال مساعدات إلى قطاع غزة، بحيث يتم الفصل بين “مساعدات إنسانية أساسية، مثل تزويد الماء والكهرباء”، وبين إعادة الإعمار. وأضاف أن إدخال المواد لإعادة الإعمار سيكون مشروطا، وطالب بإقامة نظام مراقبة بالتعاون مع الأمم المتحدة “للتأكد من الجهة التي يذهب إليها أي دولار وأي كيس إسمنت”.
وشرط إسرائيلي آخر هو ضلوع مصر بشكل كامل في نظام كهذا، وأن “تجند الولايات المتحدة مصر” من أجل منع إدخال أي مواد عبر الأنفاق عند الحدود بين قطاع غزة ومصر. ويتعلق الشرط الإسرائيلي الثالث بدفع عملية تبادل أسرى، تتم بموجب الشروط الإسرائيلية وليس بموجب مطالب حماس.
وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية فإنه يوجد توجه مصري جديد تجاه حماس، برعاية إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن. وأضافت المصادر أن إدارة بايدن طلبت من القيادة المصرية، مؤخرا، تحجيم نفوذ حماس في قطاع غزة، مع الضغط لخلق دور للسلطة الفلسطينية، وتوسيع مساحات لوجودها هناك.