عروبة الإخباري – قال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة إن ازمتنا هي أزمة إدارية بالدرجة الأولى أكثر منها سياسية أو مالية بعد أن كنا نمثل نموذجا إداريا يحتذى به ومطلوب عربيا واقليميا.
وأضاف الروابدة في محاضرة بجامعة اليرموك نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية اليوم الأربعاء بعنوان “الإدارة العامة في الاردن انجاز واستشراف” بحضور رئيس الجامعة الدكتور نبيل الهيلات أن تطور النموذج الإداري الأردني ارتبط بتاريخه ونشأته.
واشار إلى أنه لم يكن يوجد في الأردن نظام إداريا موحدا لان الدولة نشأت من مكونات كانت امتداداتها الإدارية في الشام وفلسطين والحجاز، وبعد ان تحولت إمارة الشرق العربي إلى إمارة شرق الأردن اعتمدت الإمارة النموذج الإداري البريطاني الذي كان يعد من افضل النظم الادارية عالميا.
ولفت الى ان الدولة الاردنية مع بدايات نشأتها استوردت ادارات سياسية عربية شكلت اغلب حكوماتها حتى منتصف القرن الماضي انطلاقا من أن الاردن نشأ عروبيا وليس قطريا لكنها كانت إدارات ناجحة شاركت وساهمت بانتاج نموذج اردني متميز.
وعزا الروابدة التراجع الإداري في الاردن إلى ارتفاع نسب النمو السكاني بمعدلات مرتفعة وصلت الى 10 بالمئة، دون ان يواكب هذا النمو تطور اداري يستوعب حجم النمو المتسارع نتيجة الهجرات المتتالية إلى الاردن.
واشار الى ان تراجع قيمة المهن التي شكلت روافع العمل الإداري كالمعلم والقائد الاداري والمدير المالي وغيرها قياسا على الطلب على تخصصات اخرى تحقق مداخيل افضل وفق سلم رواتب لم يتنبه الى اهمية الحفاظ على المهن ذات الصلة بالإدارة.