هيثم البطيخي .. نموذج لتمازج الخبرات..

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب    

جاء إلى الموقع بعد تعهد وتدريب ورعاية ، فقد راهن دولة عبد الكريم الكباريتي عليه ليس لأنه قريبه لجهة النسب والمصاهرة ، وإنما لأنه وجد فيه ضالته من حيث تقدير المواقف والوعي على المتغيرات والقبول الواسع في شبكة العلاقات العامة.

 جاء إلى العمل المصرفي متسلحا بالعديد من الخبرات .. فـ “هيثم البطيخي” الذي عاش في أسرة عسكرية- حيث كان والده رأس دائرة المخابرات العامة لفترة طويلة – كان كافيا لأن يعيش هيثم تلك المرحلة وقد حرص الوالد أن يورث ابنه النابه اخلاقيات العسكرية الأردنية الموصوفة بالمناقبية العالية وطهارة السلاح والبعد عن تعاطي السياسة ، فكان أن درس هيثم البطيخي في كلية ساند هيرست التي درس فيها اعلام العسكريين على مستوى العالم والعالم العربي ، وخير مثال أن الملك الراحل الحسين تخرج منها..

وقد جمع هيثم بين الدراسات العسكرية في هذه الكلية المتميزة والدراسات المدنية في تخصص العلوم السياسية في إحدى الجامعات البريطانية وهذا المزج أكسبه رؤية للواقع والاحداث وقدرة على الربط والتحليل وهما سمتان مهمتان ايضا للعمل المصرفي، فالبنوك ليست مجرد ارقام ومحاسبة بل خطط ورؤية وحسن معاملة وحرص وايمان وثقة ما بين المؤسسة المصرفية وزبائنها سواء مالكين أو زبائن..

انخرط هيثم البطيخي في العمل البنكي بعد أن غادر موقعه في القوات المسلحة وبدأ يصعد في جملة من الأقسام المهمة ليأخذ الخبرة الكافية من المواقع التي شغلها والتي ظلت تشكل روافع حقيقية في العمل البنكي ، وقد جاءت تقاريره سارة ليس لرؤية الذين راهنوا عليه وإنما لمجالس الإدارة والشركاء وكل الذين زاملوه وعرفوه..

ظل يسجل تميزا في الأداء وظل أداءه يحمل نتائج طيبة، وقد جاء اليوم الذي يورث قائد البنك الاردني الكويتي دولة عبد الكريم الكباريتي الذي ظل له الفضل في جعل هذا البنك مميزا لأكثر من عقدين من الزمن وظل يصعد بنتائجه وبدوره وبثقة الزبائن به.. ولكن لكل دورة بدايات ونهايات فما ان رأى الرجل الحريص نفسه لا يستطيع المواصلة ولا يستطيع ان يترك فراغا او تطبيقا لانظمة المركزي، اختبر من بين رجال البنك من يصلح للمهمة الصعبة من بعده ، فمال على هيثم البطيخي الذي ظل يرى فيه مكانا للرهان، وهكذا تولى الموقع ليعود النفس الى البنك وبترتيبات جديدة ما زالت تتفاعل..

هيثم ليس نسخة عن دولة عبد الكريم الكباريتي في العمل، فقد احتفظ الرجل بمسافة تمكنه من ان يقدم لونه ورؤيته وبصمته ، وهو ما ظل يرضي معلمه الكباريتي لأن الاجتهاد ضرورة طالما ظل التمسك بالثوابت ورعاية القوانين المتبعة تلزم بالاتباع..

جالست هيثم البطيخي جلسة واحدة  أعطاني من وقته وتحدث في أمور عامة ، فلم أكن أقصده ليتحدث عن ارقام الربح والخسارة أو كساد السوق أو انعكاسات الاغلاق الكورونية على العمل المصرفي أو الاجراءات المتبعة وسلامتها.. فذلك كله عشناه كما عاشه، ولكني أردت أن أتعرف على تفكيره ورؤيته للأشياء، ولذا تشعب حديثنا ولم أعدم في الحديث وقائع مشتركة حين تحدثت عن والده الذي كان قدم نماذج من اتقان العمل وظل اسمه في اذهان الأردنيين ليس كضابط مخابرات وإنما كشخصية اتسمت بالوعي والحكمة والثقافة..

هذه الكتابة تأخر نشرها فقد كانت معدة منذ جاء هيثم البطيخي إلى الموقع وبارك له الكثيرون ، وها هو ينجح لأنه يبني على قواعد راسخة ويحظى برعاية مستمرة..

Related posts

منحة تكميلية لتمويل مشروع الناقل الوطني بقيمة 15 مليون يورو

قرارت اقتصادية استكمالا لحزمة التسهيلات الخاصة بالتحفيز الاقتصادي

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى