وانتصرت فلسطين بوحدة أبنائها /بقلم :منيب رشيد المصري

عاشت فلسطين اليوم فجرا مبكرا استيقظت فيه على تكبيرات وهتافات واحتفالات الجموع الذين هبوا في المسجد الأقصى المبارك وأحياء القدس والضفة والداخل وغزة احتفاء بما حققه شعبنا والمقاومة من إنجازات والوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بتمام الساعة الثانية فجرا .
أجواء رائعة شهدتها شوارع فلسطين احتفاء بالانتصار بعد أيام صعبة عاشتها غزة والتحمت معها كل فلسطين التي انتصرت بوحدة أبنائها انتصارا استراتيجيا متعدد الأبعاد .
انتصرت فلسطين حين انتفض ابناؤها من النهر إلى البحر لأجل القدس والمسجد الأقصى المبارك .
انتصرت فلسطين حين هب أهلنا في الداخل الفلسطيني ليقولوا للعالم بأسره أن ثلاثة وسبعون عاما من الاحتلال لم ولن تنسينا أصلنا وهويتنا وجذورنا وبأننا جزء من الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال .
انتصرت فلسطين حين فرض شباب القدس معادلة جديدة وفرضوا إرادتهم الحرة في أكثر من مواجهة مع الاحتلال.
انتصرت فلسطين حين استعاد أبناء شعبنا ثقته وإرادته وعنفوانه ليثبتوا بأن الجيل الجديد جيل مختلف وقادر على الاستمرار والتغيير وتحقيق الانتصار .
انتصرت فلسطين حين سطر أهلنا في غزة التفافا حول المقاومة رغم الإرهاب غير المسبوق وكان لسان حالهم كل شيء يهون فداء للقدس .
انتصرت فلسطين حين شاهدت حفيدي منيب الذي أقعدته رصاصات الاحتلال التي تعرض لها خلال تظاهرة سلمية ضد الاحتلال على الحدود الفلسطينية اللبنانية يعود إلى الميدان و يخرج يوميا ليتظاهر غاضبا أمام سفارة دولة الاحتلال في عمان ، نعم تظاهر بكل غضب وعنفوان وهتف ضد الظلم والإرهاب والعدوان تظاهر بكل إرادة صلبة ليقول بأن التضحية لفلسطين لا تتوقف حتى لو كان الثمن غاليا وسنستمر.
انتصرت فلسطين بمخيمات اللجوء التي لم تنم ولم تهدأ على مدار أيام العدوان الغاشم وهي تترقب بطولات شعبنا وتشعر باقترابها من حق العودة.
انتصرت فلسطين بعودتها لتتصدر المشهد العالمي ، وتستنفر الدول الكبرى حكومات وشعوب بعد محاولات جاهدة لتهميشها واغتيالها تارة بصفقة قرن وتارة بصفقات التطبيع المجاني .
انتصرت فلسطين بالتفاف الجماهير العربية والإسلامية والشعوب الحرة حولها وحول حدودها المحتلة التي شهدت زحفا بالآلاف.
انتصرت فلسطين حين التحم الدم الفلسطيني في القدس واللد وأم الفحم وغزة وسلفيت وحيفا وعكا والناصرة ونابلس ورام الله وطولكرم والخليل وطوباس وقلقيلية وبيت لحم وأريحا وجنين وليتقدم خيرة شباب الوطن ويقدموا أرواحهم الطاهرة وليرتقوا شهداء وليعمدوا ثرى الأرض طهرا ودرب الحرية بالنور والعزيمة .
ولأطفال ونساء وأهل غزة نقول انتم عنوان التضحية والصبر والصمود والبطولة وسنكون معكم ولأجلكم وبإذن الله لن نقصر معكم ، ولأهلنا في القدس أنتم المرابطون ورهان الأمة وحماة عاصمتنا الأبدية وقد أثبتم أنكم المعادلة الأصعب والأقوى ، ولأهلنا في الداخل الفلسطيني أنتم ملح الأرض وعنوان المرحلة وجذورنا التي حافظت على عروبة الجليل والمثلث والنقب ولم تنسوا صفورية وصفد وكل المدن والقرى المهجرة والمدمرة ، ولأهلنا في الضفة الغربية أنتم السند والعمق وخزان التضحيات الذي يثبت جاهزيته في كل مرة .
ولشباب فلسطين وجيلها الجديد أنتم الأمل وقد أثبتم بأنكم أبطالا قادرين على المضي قدما في مسيرة التحرر والاستقلال ، أثبتم بأنكم أبطالا رغم كل محاولات هزيمة عقلكم وفكركم وإيمانكم وهويتكم وإرادتكم ووعيكم ، فكانت كلمتكم الحرة بأنكم جيل مختلف ، وجيل واع ، وجيل التغيير الذي انتصر على تصريح بلفور وسينتصر على الاحتلال الغاشم . وجيل الفجر الجديد الذي يمضي على درب الشهداء عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وحمد الحنيطي وأبو عمار وأبو جهاد وأحمد ياسين والشقاقي.
رحم الله شهدائنا الأبرار والشفاء لجرحانا الأبطال والحرية للأسرى والمعتقلين
وهنيئا لأبناء شعبنا ولكل الشعوب الحرة المناصرة لقضيتنا العادلة .

شاهد أيضاً

إلى سيدنا…. اليوبيل الفضي* بقلم لين عطيات

عروبة الإخباري – لا يمكن للكلمات أن تُغنى  فهناك من يسّل سيفه حين نُغني … …