مضى على جريمة وعد بلفور الذي أسس لنكبة الشعب الفلسطيني بطرده من وطنه التاريخي ما يقارب مائة وأربع أعوام .
محطات النكبة الفلسطينية :
من المهم أن نؤكد على أن النكبة التي احاقت بفلسطين أرضا ووطنا وشعبا لم يبدأ تاريخها بإعلان ولادة كيان مصطنع سرطاني سمي ” إسرائيل ” في ايار 1948 وما أسفر عن طرد مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني من وطنه بقوة السلاح بعد تنفيذ سلسلة من المجازر الوحشية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية برعاية بريطانية مثلت تتويجا لعدد من المحطات العدائية والعدوانية التالية :
أولا : وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين التاريخية .
ثانيا : فرض الإنتداب البريطاني على فلسطين بتوافق مع فرنسا .
ثالثا : قيام سلطات الانتداب البريطاني بسلسلة لم تتوقف من أعمال القمع والتنكيل والقتل والإعتقال بحق الشعب الفلسطيني وتجريده من ادوات قوته بالدفاع عن نفسه وحقه العيش في وطنه بحرية وكرامة في ظل دولته الحرة المستقلة .
رابعا : تمكين آلاف اليهود من الهجرة إلى فلسطين وتسهيل تدريبهم وتزويدهم بكافة أشكال وأنواع السلاح تمهيدا لتمكينهم من إقامة دويلة تمثل قاعدة متقدمة لرموز الدول الإستعمارية بريطانيا وفرنسا خاصة .
خامسا : إنتزاع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 المعروف بقرار التقسيم الذي أبقى للشعب الفلسطيني 45 % من مساحة وطنه التاريخي لإقامة دولته العربية الفلسطينية المستقلة .
سادسا : الإعلان عن إنهاء الإنتداب البريطاني لفلسطين الذي خالفت بريطانيا أهدافه وفقا لقرار الإنتداب بالإعلان عن قيام ” إسرائيل ” في منتصف ايار عام 1948 .
نتائج محطات النكبة الفلسطينية :
من أهم النتائج لمؤامرة الدول الاستعمارية ورمزها بريطانيا ولاحقا امريكا والتي لم تزل ماثلة :
▪إحتلال وإستعمار فلسطين التاريخية على مرحلتين في أعوام 1948 و 1967 وعجز الدول دائمة العضوية في مجلس الامن من كفالة ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة .
▪إستمرار عيش الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني في دول المحيط العربي وفي العالم كلاجئين ونازحين بإنتظار تمكينهم من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 و1967 تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة .
▪حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الاساس بالحرية وحقه بتقرير المصير خلافا للشرعة الدولية .
▪ حرمان الشعب الفلسطيني من التحرر من نير الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي وحقه بإقامة دولته العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس نتيجة للدعم وللإنحياز الاعمى لسلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعمارية والعدوانية .
فشل أهداف الاستراتيجية الصهيونية :
يتمثل إنكار وجود الشعب الفلسطيني من اهم الاسس والأهداف للحركة الصهيونية التي اقامت كيانها المصطنع ” إسرائيل ” على أرض فلسطين لإستمرار ديمومته المشكوك بها على الرغم من مدها و تمكينها بكافة ادوات القوة والدعم السياسي والعسكري وإلاقتصادي من القوى الاستعمارية باشكالها وعناوينها.
إلا أن نضال الشعب الفلسطيني المستمر منذ إطلاق وعد بلفور جيلا بعد جيل بالرغم مما تعرض ويتعرض له من مؤامرات بأدوات أنظمة عربية نذرت نفسها لخدمة مشروع ” إسرائيل ” الإستعماري بإدامة إستعماره لفلسطين تمكن من إجهاض هذا الهدف الانكاري لوجود شعب فلسطيني مؤمن إيمانا راسخا بإنتماءه لوطنه التاريخي ” فلسطين ” الذي لا تنازل عن ذرة من ترابه .
آفاق الدولة الفلسطينية في العام 74 من إستعمار وطنه :
تشكل إنتفاضة الشعب الفلسطيني على إمتداد وطنه التاريخي وفي قلبه القدس وتوحد أهدافه المرحلية بدحر الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي عن أرض الدولة الفلسطينية المحتلة منذ عدوان حزيران عام 1967 وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
هذا الهدف الوطني إصطدم ولم يزل يصطدم بتغول امريكا وهيمنتها على مفاصل القرار في مجلس الأمن الدولي سواء عبر النفوذ أو عبر إستخدام الفيتو كما هو حاصل وما رفض إدارة بايدن الذي حال دون إصدار بيان عن مجلس الأمن يدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ويندد بإستهداف مدنيين وأعيان مدنية إلا دليل بالغ على إعاقة تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية الداعية إلى إنهاء الإحتلال الإستعماري وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .
هذا الدعم السياسي الدولي لنضال الشعب الفلسطيني السلمي في ظل إختلال موازين القوى لصالح العدو الإسرائيلي وإن بدا متواضعا خاصة من قبل دول الإتحاد الأوروبي إنما يعكس بما لا يدع مجالا للشك بأن تأبيد وترسيخ الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين المعترف بها دوليا وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67 /19 /2012 ووفق قرار مجلسالأمن رقم 2334 قد اضحى وهما .
هذا الحال الذي عبر عنه الشعب الفلسطيني بقيادته الشرعية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية في إنتفاضته إنطلاقا من القدس الرافض لاستمرار الإحتلال الإسرائيلي يتطلب تضافر جهود القوى الدولية الفاعلة عبر إتخاذ إجراءات رادعة لإلزام سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعمارية بإنهاء إحتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 تنفيذا للقرارات الدولية .
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة في فلسطين وإنعكاساتها الداعمة والمؤيدة لشعب فلسطين ونضاله وحقه بالحرية والاستقلال وشجبا لجرائم سلطات إحتلال التي تصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية على إمتداد الساحة العالمية أن الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري لفلسطين يمثل الخطر الأكبر على الأمن والسلم الدوليين .
الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي ينظر إلى سياسة إدارة بايدن المنحازة لإسرائيل بعدوانيتها وبجرائمها :
— بانها تمثل حافزا لقيادة سلطات الإحتلال الارهابية للإستمرار في رفض الإنصياع للإرادة الدولية الممثلة بإحترام مبادئ الأمم المتحدة وميثاقها وقراراتها
— كما تمثل إمتدادا في بعض جوانبها لسياسة ترامب العنصرية والهمجية
— تناقضا مع إعلان بايدن بتجسيد قوة المثال لا مثال القوة وبترسيخ قيم الحرية وحقوق الإنسان .
الشعب الفلسطيني إذ يؤكد عبر إنتفاضة القدس البوصلة الوحيدة كعنوان لنضاله الوطني مع بداية العام 74 لاستعمار فلسطين عام 1948 وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه بأن نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا لن يتوقف حتى دحر الإحتلال الإستعماري وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله تعالى. … فليكن العام 74 لاستعمار فلسطين عام تصعيد النضال الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام المدمر لوحدة النضال الفلسطيني بكافة أشكاله المكفولة دوليا… والمضي نحو الحرية والإستقلال….؟