حصان طرواده د.حازم قشوع

عروبة الإخباري – بعد عشر سنوات من الحرب بين الاغريق وطرواده جاءت فكره للقائد الاغراقي اوديسياس لانهاء الحصار واقتحام المدينه فقام بانشاء حصان خشبي عملاق ودخل وجنوده فى باطن الحصان ثم قام باخفاء السفن حتى ظن اهل طرواده ان الاغريق غادروا وصرفوا النظر عن الحرب ، ومن بعد ذلك قام اهل طرواده بادخال الحصان الى المدينة على اعتباره قربان للاله قدمه الاغريق عرفانا منهم اليها ومن اجل تامين اللاله عودتهم بسلام الى اليونان وعندما جنى الليل خرج الاغريق من الحصان الخشبي وقضوا على حراس المدنية واستولوا عليها واصبحت قصة حصان طرواده تستخدم عند اظهار فعل واخفاء الغاية او عند القيام بعمل يراد به غير ما ظهر عليه .
ففى العمل السياسي يعاقب بالهزيمه كل من كشف طريقه التفكير التى يقف عليها لذا ليسوا كل السياسيين قادرين على التعبير عن افكارهم فهنالك لا يكتب كونه لا يحمل
ما يكتب هنالك من لا يكتب للعامة حتى لا تقرا طريقة تفكيرهم لكنهم يكتوب الكتب لاظهار نهج او لبيان سيره لذا يقال لا تنصت للمرأ بل راقب كيفيه فعله ولا تاخذ بما جهر به القوم بل راقب تعاملهم وكيفية تصرفاتهم هنالك يمكن احتساب مقدار الاستجابة وحجم دوائر التاثير ، فقد ترى تصورا يبعدك عن ما تراه فى صورة او ترصد فعلا لا ينسجم مع طبيعة الحالة .فالمشاهد وان كانت واقعيه لكنها تبقى انطباعيه و قد تحمل مآرب حقيقيه خفيه يقراها من رصدها وليس من شاهدها ، والجوانب التى يمكن احتساب مستويات الثقة من خلالها هى عناصر علميه تقوم على حساب مقدار الاثر من الفعل لكنها تبقى مقاييس انطباعية وليس مقادير حقيقية قادرهةعلى قياس الجوانب الحقيقية التى تستهدفها الثقة، فالثقة تتشكل من جوانب المعادله الخفية وان كانت ترسم من على ارضية ظاهرة، وهى الصورة التى يمكن قراءتها من اسطوره حصان طرواده .
ان الفكر النير والعلوم المعرفية والخبرة الميدانية قد تقصر مسافات للوصول للانجاز لذا كان استخدامها واجب فما اخفق على تحقيقية فى عشر سنوات من حصار تم تحقيقه فى ليلة واحدة من عمل وباقل الكلف ياتى ذلك فقط اذا ما تم التوصل الى توافق على المسار وترسيم للمنهجيه التى يعمل عليها الجميع وهذا ما سيشكل بدايه ترسيم مسارات العمل للوصول الى الاهداف المبينه والغايات المرجوه مهما كان مقدار التحديات او بلغ حجم الاسوار التى تحؤول بين التطلعات وطريقة تحقيقها فان فكر الحصان الخشبي قادر على اختراق اسوار وحصون طرواده .
واحسب ان قصص النجاج دائما كان خلفها علوم معرفية وخطط استراتيجية تقوم على تنظيم اداء العمل وتوظيف الطاقات الطبيعية والبشرية فى خدمة الاهداف الموصولة للغايات المراد تحقيقها على ان ياتى ذلك ضمن قوالب عمل يعرف ظاهرها العامة ويعلم اسرارها الخاصة فالاداره ليست للعوام والقرار لا يبنى على انطباع ، فان بيت القرار بحاجة دائما الى تحصين وفريق عمل عميق توظف ادواته بطريقة نسبية وعلى مقدار السياسات التى يحملها كل عنصر من عناصر العمل حتى يبقى اهل الخاصة من اصحابها واهل العموم يشيدون الحصان والفرسان فقط يدخلون فى باطنه فيخترقون طرواده ، والله من وراء القصد.

شاهد أيضاً

الشرق الأوسط: بين تهديدات الحرب وآفاق السلام”* الصحافي سماح مطر

عروبة الإخباري – كتب مؤسس موقع صحافة وطن، تنتشر في الأفق تحذيرات متزايدة من خطر …