عروبة الإخباري – يتنامى الغضب الشعبي تجاه رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بعد أن أغرق فيروس كورونا المستجد البلاد التي تعيش استحقاقا انتخابيا في بعض الولايات.
ومع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا التي وصلت لأرقام قياسي خلال الأيام الأخيرة، واصل مودي تنظيم تجمعات انتخابية ضخمة ورفض إلغاء مهرجان ديني هندوسي جذب الملايين إلى ضفاف نهر الغانج، على الرغم من مناشدات خبراء الصحة.
ويتزامن ذلك مع اكتظاظ مستشفيات العاصمة نيودلهي بمرضى كوفيد-19 الذين لا يتمكنون من الحصول على سرير حتى في المستشفيات الخاصة، وسط معاناة من نقص في الأوكسجين.
أبلغت ولاية البنغال الغربية عن أكثر من 17400 حالة جديدة، الخميس، وهي أعلى حصيلة في يوم واحد حتى الآن. وعندما تم الإعلان عن مواعيد الانتخابات لأول مرة في 26 فبراير، أبلغت الولاية عن 216 حالة يومية جديدة.
ويقول خبراء الصحة إن المسيرات والتجمعات الانتخابية ربما كانت أحد العوامل التي أدت إلى زيادة أعداد الإصابات.
في 17 أبريل، حشد مودي الآلاف من أنصار حزبه الحاكم بهاراتيا جاناتا في تجمع انتخابي لولاية البنغال الغربية ذات الأغلبية الهندوسية، حيث بدا مبتهجا وقال: “في كل مكان أنظر إليه هناك حشود. لقد فعلت شيئا غير عادي”.
في ذلك الوقت، كانت الهند تسجل أكثر من 200 ألف إصابة بفيروس كورونا يوميا، ففي ولاية ماهاراشترا الغربية، كان الأكسجين ينفد، وكان الناس يموتون في منازلهم بسبب نقص أسرة المستشفيات. أما في ولاية غوجارات، مسقط رأس مودي، غمر الموتى محارق الجثث.
وأبلغت الهند عن ارتفاع عالمي آخر للحالات اليومية الجديدة بأكثر من 379 ألف إصابة في طفرة طغت على نظام الرعاية الصحية بالمدن المتضررة بشدة مثل نيودلهي، حيث قامت المستشفيات بإبعاد المرضى بعد نفاج الأوكسجين.
في تصريح لصحيفة “وول ستريت جورنال”، قال الطبيب والمتخصص في الصحة العامة في كولكاتا، البروفيسور باي جايانتي باور، إنه على الرغم من أن التجمعات جرت بالخارج في الهواء الطلق، إلا أنه كان من الممكن أن تكون قد ساهمت بشكل كبير في انتشار الفيروس مع وجود العديد من الأشخاص على مقربة من هذا القبيل.
وبالنسبة لمودي، أقوى رئيس وزراء هندي منذ خمسة عقود، إنها لحظة حساب، إذ يواجه ما يبدو أنه أكبر أزمة تشهدها البلاد منذ الاستقلال، وهي كارثة تتحدى رؤيته لدولة فخورة تعتمد على نفسها.
تقول صحيفة “واشنطن بوست”، إن النقاد يدعون إلى استقالة مودي، ووصفت الكاتبة أرونداتي روي الوضع الحالي في الهند بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.
وعلى الرغم من إقرار مودي الأزمة التي تعيشها البلاد، رفض الحزب الحاكم الانتقادات، وقال نائب رئيس حزب بهاراتيا جاناتا، بيجيانت باندا، إن حكومة مودي تعمل “على مدار الساعة” لمكافحة الوباء منذ بداية عام 2020.
وأضاف: “بحلول بداية هذا العام، تضاءلت الحالات الإيجابية لفيروس كورونا إلى حد ضئيل. الجميع متفاجئ بحجم الزيادة الحالية”.
أدى الإغلاق في الهند بداية الجائحة إلى إبطاء انتقال الفيروس ومنح البلاد الوقت لتوسيع نطاق الاختبار والقدرات الأخرى لمكافحة الوباء، لكن حالات العدوى تصاعدت في الخريف مع تخفيف القيود في جميع أنحاء البلاد لكنها تراجعت في وقت مبكر من هذا العام لأسباب لا تزال غير واضحة.
قال رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، سريناث ريدي، إن حكومة مودي الوطنية وكذلك سلطات الولاية “ذهبت إلى منطقة الراحة للاعتقاد بأن الوباء قد انتهى”.
تقول “واشنطن بوست” إن فرق العمل الوطنية من الخبراء والعلماء لم تجتمع لتقديم المشورة للحكومة بشأن استجابتها للوباء على الإطلاق في فبراير ومارس، وفقا لشخصين على دراية بالموضوع تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
واجتمعت فرقة العمل مرتين في أبريل، ومن المقرر عقد اجتماع آخر هذا الأسبوع.
في مارس، سمحت الحكومة لمهرجان ديني هندوسي هائل يدعى “كومبه ميلا” لمدة شهر في ولاية أوتارانتشال الشمالية.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال رئيس وزراء الولاية، وهو عضو في حزب مودي، إنه نظرا لأن التجمع عُقد على ضفاف نهر الغانج، الذي يعتبره الهندوس مقدسا، “لا ينبغي أن يكون هناك كورونا”.