عروبة الإخباري – ودعت العديد من الشخصيات الرسمية والرياضية وأبناء بلدة الفحيص، الملاكم الشاب الراحل راشد صويصات، وألقت نظرتها الأخيرة على جثمانه، وشاركت الجموع في تشيع جنازته في كنيسة المقبرة في الفحيص، حيث انهمرت دموع المشعيين وخيم الحزن على المدينة، في مشهد توحدت فيه المشاعر الدينية، عبر موقف شعبي أردني على قلب رجل واحد، لمواساة عائلة الراحل في مصابها الجلل.
الموت سيد المكان
“الموت سيد المكان”، والإيمان بقضاء الله وقدره تغلف الحاضرين، وإن صعدت روح الراحل صويصات إلى السماء، فإن احلامه حاضرة، تسبقها الحسرة في قلوب مودعيه، على فقدانه في ريعان شبابه، حين أطلق الراحل راشد ابن 19 ربيعا، العنان بعيدا لطموحاته، بالوصول لحلبات الملاكمة العالمية، تحفزه انجازات أقرانه، وزملائه في المنتخب الأولمبي، وما تركوه من أثر في النزالات العالمية، وتمكنهم من الوصول بالطموح الأردني الى الأولمبياد بـ”5” بطاقات عن جدارة واستحقاق، حين شهد له الجميع بدماثة خلقه وانضباطه، وسباقه الزمن، واجتهاده وتقدم الصفوف الى الواجب في منتخب الوطن، لكنه لم يدرك بأن الموت يرقد بجانب احلامه، في بطولة العالم التي اقرها الاتحاد الدولي (AIBA)، قبل فترة وجيزة في ظل تغيرات الوضع الوبائي بفعل “كوفيد 19” الذي شل الحركة الرياضية خصوصا والحياة على وجه العموم.
وحمل الراحل صويصات حلمه العالمي في قلبه، مودعا اهله إلى بولندا، لمشاركة منتخب الوطن في بطولة العالم للشباب، وإن كان يشهر قفاز التحدي بعيدا، إلا أن الجهوزية البدنية والفنية خانته، بشهادة خبراء اللعبة، وزملائه لهذه البطولة النوعية، وسرعان ما ترجمته نتائج المنتخب النهائية في البطولة، وقبلها أجواء مباراته مع الاستوني انطون فينغرادوف، وفسره الفارق الفني في النزال بين الطرفين، الذي تقدم فيه الاستوني انطون بسرعة، قبل أن يوجه له الضربة القاضية التي أردته ميتا، رغم محاولات اسعافه في احدى مستشفيات بولندا.
وسيطر وجع الغياب على والده ووالدته واخوته، محملين بالدموع التي تقدمتهم وهم يحملون جثمان الراحل راشد على الاكتاف، وكان الصمت سيد الموقف في احاديثهم على قلتها، وهم يلقون نظرة الوداع على فلذة كبدهم راشد في تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.
وكان الاب رومانوس سماوي قد اشاد بالفقيد، ووصفه بأنه رجل القوة، بقي رافعا لعلم بلاده حتى الرمق الاخير من حياته.
وحضر مراسم الصلاة والدفن نائب رئيس الاتحاد المحامي مازن القاضي ولاعبو منتخب الشباب والمدربون.
المطالبة بلجنة تحقيق
نضال صويصات “ابن عم الراحل راشد صويصات”، طالب بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الاسباب الكامنة خلف وفاة ابن عمه راشد، وابراز نتائج التحقيق للرأي العام الأردني الذي ما يزال في حالة صدمة جراء الوفاة.
وختم صويص: “الراحل راشد لم يكن مريضا سابقا، ولم يعان من اي حالات مرضية كما يقال عنه بعد وفاته، حيث يسعون لتغطية الحقيقة بغربال، الراحل راشد كان شخصية فريدة، لم يعان من اي مشاكل صحية، كان يعمل يوميا على نفسه من خلال تدريبات خاصة في فناء البيت، للوصول الى اعلى سلم درجات النجومية، بيد ان الله اختار راشد الى جواره”.