عروبة الإخباري – كشف وزير الخارجية العُماني السابق، يوسف بن علوي، عن محطات غير معروفة في مسيرة عمله الطويلة التي امتدت لعقود في الدولة الخليجية، وبينها ”موقف مزعج“ في ليبيا، وزيارته لإيران ولقاء آية الله الخميني، إضافة لطرفة وقعت في اليمن ومفاجأة في الأردن، وانتهاء بتوقعه اندلاع ربيع عربي ثانٍ.
وكان بن علوي ضيفاً، مساء الخميس، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي العماني، في أول ظهور إعلامي له منذ إقالته منتصف العام الماضي من منصبه في الخارجية العمانية، بعد نحو خمسة عقود من العمل بجانب السلطان الراحل قابوس بن سعيد الذي توفي مطلع العام الماضي.
وخلال اللقاء، تحدث الوزير عن تاريخ بلاده ودورها السياسي في العالم العربي والمنطقة الإقليمية، ووصفه بدور المصلح، قبل أن يؤكد أن تلك السياسة هي نفسها في عهد سلطان البلاد الجديد هيثم بن طارق.
وكشف بن علوي أسرار لجنة الصداقة التي شكلها السلطان قابوس مطلع سبعينات القرن الماضي، لتعريف دول العالم العربي بالسلطنة وبناء علاقات معها، وبينها الانتظار الطويل في ليبيا للوفد العماني الذي شارك فيه، قبل السماح لهم بمقابلة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث لم يتم تحديد موعد دقيق لهم لتلك المقابلة.
كما اشتكى بن علوي من السيارات التي تم نقل الوفد العماني فيها لمقابلة القذافي، حيث كانت ضيقة وغير مريحة على حد وصفه، لكنهم نجحوا في توصيل رسالة السلطان قابوس للزعيم الليبي الراحل رغم الصعوبات التي واجهتهم.
وفي طرفة مع الوفد العماني الذي لم يكن يعرف بعد عادات وتقاليد وبروتوكولات الدول التي يزورونها، قال بن علوي إنهم توجهوا على متن طائرة تجارية صغيرة تتسع لتسعة أشخاص فقط، وعندما وصلت فوق مطار صنعاء، لم يتلقَ قائد الطائرة أي رد من برج المراقبة بالهبوط رغم نداءاته المتكررة للبرج.
وأوضح الوزير المتقاعد أن ذلك الموقف غير المتوقع، كون الزيارة مجدولة مع الجانب اليمني، دفعهم للتفكير في حل يتفق وكمية الوقود المتبقية في الطائرة، فقرروا التوجه نحو مطار أسمرة، وعند بدء تغيير المسار تلقوا أخيراً رداً من برج المراقبة اليمني، ليعودوا لوجهتهم اليمنية وتهبط الطائرة هناك.
موقف حدث في الأردن
كما أشار الوزير بن علوي لموقف صادف الوفد العماني في الأردن، حيث كانوا في صالة فندق ينتظرون أن يأتي مسؤولون أردنيون لنقلهم لمقابلة الملك الراحل الحسين بن طلال، ليفاجأوا بشخص يصل إليهم ويرحب بهم، وعرفوا حينها باستغراب أن هذا هو الملك حسين.
وخلال اللقاء، أشاد بن علوي بموقف بلاده في تأييد ودعم ”الثورة الإيرانية“ على حكم الشاه عام 1979، وروى كيف توجه إلى إيران يومها، كأول مسؤول عربي وربما من العالم يقابل الخميني، الذي وصفه بالإمام المتواضع.
وتوقع بن علوي أن تشهد المنطقة العربية ”ربيعا عربيا ثانيا“، حيث الأوضاع الآن في العالم العربي متشابهة لما حدث قبل عشر سنوات على حد وصفه، مشيراً لقلقه من اندلاع مثل ذلك ”الربيع“.
وأقال السلطان هيثم بن طارق الوزير المخضرم بن علوي بعد أشهر من توليه سدة الحكم، وكشف الدبلوماسي العماني أن السلطان الذي كرمه ويرتبط به بعلاقة وثيقة قال له يومها ”يجب أن ترتاح من العمل، وستظل معنا“.