قال وزير الثقافة علي العايد إن الأردن قدم أنموذجا مهما وناجحا في إدارة الندرة بفضل مثابرة الإنسان الأردني ووعيه، كما قدم أنموذجا على صعيد المشاركة والتشريعات والقوانين والاستقرار والاستمرار.
وأشار خلال لقائه مجموعة من الشباب من محافظات الكرك، الطفيلة، معان، والعقبة، المنتسبين لبرنامج “التطلع إلى الأمام”، ضمن الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية، إن هذه اللقاءات تشكل مرتكزا مهما للبناء من خلال المحاور التي يتناولها اللقاء، والتي تقوم على أفكار الشباب الواعدة.
وأضاف العايد في البرنامج الذي أدار حواراته حسين الصرايرة، إننا ونحن نلتقي بالشباب، فإننا نستذكر التضحيات التي قدمها الهاشميون والآباء والأجداد لمراكمة البناء رغم التحديات، مشيرا الى أن الفكرة من اللقاءات التي سبقها لقاء مع محافظات إربد، عجلون، جرش والمفرق، هو انخراط الشباب في صناعة المستقبل، لأنهم مصدر قوة الدولة وأحد عناصرها المهمة، خصوصا وأن الشباب يشكل نحو 70 في المئة تحت سن الثلاثين عاما.
وأشار الى أن القيادات التاريخية التي بنت الأردن كانت في عمر الشباب، وعبرت عن طموحاتهم ومبادراتهم ومثابرتهم، مبينا أن اللقاء الذي شارك فيه 17 شابة وشابا يتمحور حول عدد من الأسئلة التي تتصل بتصور الشباب عن الأردن في العقود والمئة عام المقبلة، والمجالات والصناعات التي ينبغي التركيز عليها، وطموحات الشباب التي يودون تحقيقها في مدنهم ومحافظاتهم، وتصورهم للتكنولوجيا واستخداماتها في العقدين المقبلين.
كما أشار العايد الى أن اللقاء يهدف إلى سماع اقتراحات الشباب نحو مستقبل الزراعة في العقود المقبلة، وكيف يرون دور الثقافة في ترجمة هذه الطموحات، داعيا إلى تشكيل فريق وطني من نحو مئة شاب وشابة من مؤسسات وهيئات المجتمع المدني لدراسة المحاور عبر منصة خاصة للحوار.
ولفت الى نية الوزارة تشكيل مكتب، وسكرتاريا لمتابعة الحوارات ضمن خمس لجان، تتصل بالرؤية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية ونوعية الحياة والعلوم والتكنولوجيا.
إلى ذلك قدم المشاركون في اللقاء جملة من الأفكار والاقتراحات التي تعبر عن رؤيتهم للأردن خلال العقود المقبلة، مركزين على ضرورة الاهتمام بالهوية الوطنية، وتوسيع مشاركة الشباب في الحياة السياسية ودورهم في صناعة القرار. ودعوا الى النظر في عدد من التشريعات والقوانين التي من شأنها توسيع مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمجالس المحلية التي تعمق الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.
ولفت المشاركون إلى التحولات السياسية المحيطة، والتحديات الداخلية التي تتطلب وضع استراتيجية تفعل دور الشباب، والتفاتهم الى التحولات للتكنولوجية الهائلة والمتسارعة، والثورة الصناعية الرابعة التي تستدعي رسم خريطة للأردن تبين الميزة النسبية لكل محافظة لضرورات التخطيط التنموي المناسب.
ودعا الشباب في مداخلاتهم، إلى الربط بين التطور التكنولوجي والقطاعات الأخرى، والاهتمام بالتعليم التقني، وأهمية التمكين بمزيد من الخبرات والمهارات التي تسهم في صناعة المستقبل بلغة معاصرة ومنفتحة.
وعاين الشباب في اللقاء جملة من التحديات، منها الفقر والبطالة، وتناولوا عددا من الأفكار حول التنمية المستدامة، ومجالات الطاقة المتجددة، وقطاعات النقل والتعليم والزراعة باقتراحات تتصل بمشاريع الاستثمار الاجتماعي، والاكتفاء الذاتي.
وأعربوا عن تفاؤلهم بالمستقبل، وأن الأردن الذي قدم تجربة وأنموذجا فريدا ومتميزا بالاستقرار والاستمرار في المنطقة، راكم من الخبرة التي توفر للشباب معينا لا ينضب من الثقة بالنفس التي تؤهلهم إلى العقود المقبلة بثقة أكبر. يشار إلى أن برنامج “التطلع إلى الأمام” يأتي ضمن الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة، ويسعى إلى بناء سردية وطنية ذات عمق مجتمعي حول الأردن في المئوية الثانية، والخروج بمبادرات شبابية، وإنتاج محتوى من الأفكار التي يقترحها الشباب في مختلف القطاعات.