عروبة الإخباري – التقى وزيرا الثقافة علي العايد والشباب محمد النابلسي عن بعد، 21 شابا وشابة من محافظات إربد وجرش والمفرق وعجلون، في حوار حول برنامج “التطلع إلى الأمام” الذي تناول رؤية الشباب وتخيلهم للأردن في المئوية الثانية للدولة.
وقال العايد خلال اللقاء الذي جاء ضمن الخطة الوطنية لاحتفالية المئوية، إن أهمية هذا اللقاء تأتي من المشاركة الفاعلة للشباب الأردني بمقترحاتهم المستنيرة لوضع تصور لمسارات المستقبل، وكيفية تمكين رؤية الأردن في المئوية الثانية.
وأضاف: ونحن نذهب للمستقبل، لا بد أن نلتفت إلى إنجازات الماضي التي تحققت بكفاح الهاشميين، وبمثابرة كبيرة من آبائنا وأجدادنا الذين بنوا أركان الدولة التي تعد من أقدم دول المنطقة وأكثرها استقرارا واستمرارا، مؤكدا أن هذا اللقاء يمثل جهدا وطنيا يرتكز على الشباب الذين وصفهم جلالة الملك بـ “فرسان المستقبل” ولهم دور في تغيير عجلة التفكير الجمعي.
وأشار العايد إلى أهداف ومحاور اللقاء ومفرداته التي تتصل بتصور الشباب عن الأردن في العقود والمئة عام المقبلة، والمجالات والصناعات التي ينبغي التركيز عليها، وطموحات الشباب التي يودون تحقيقها في مدنهم ومحافظاتهم، وتصورهم للتكنولوجيا واستخداماتها في العقدين المقبلين، واقتراحاتهم لمستقبل الزراعة في العقود المقبلة، داعيا إلى تشكيل فريق وطني من نحو مئة شاب وشابة من مؤسسات وهيئات المجتمع المدني لدراسة المحاور عبر منصة خاصة للحوار.
وأعرب الوزير النابلسي، من جهته، عن إيمانه بدور الشباب، لافتا أن هذا اللقاء يأتي في سياق جملة من اللقاءات، وهو الثاني لمواصلة الحوارات التي تسعى للوصول إلى وضع وثيقة مرجعية للحكومة.
وعرض النابلسي للمخرجات التي يتوقع الخروج بها من اللقاءات المقبلة في عدد من المحافظات والتي تشتمل على تطوير سردية وطنية حول الأردن في المئة عام المقبلة، وإنتاج محتوى وطني لأعمال اللجان، والخروج بمبادرات وأفكار قابلة للتنفيذ.
وفي السياق ذاته، عرض الشباب المشارك لجملة من القضايا والأسئلة التي تتعلق بمستقبل الوطن على صعيد مشاركة الشباب، ودورهم في صناعة القرار، لافتين إلى التحولات التكنولوجية الهائلة والمتسارعة، والثورة الصناعية الرابعة التي تستدعي رسم خريطة للأردن تبين الميزة النسبية لكل محافظة لضرورات التخطيط التنموي المناسب.
ودعوا في مداخلاتهم، إلى الربط بين التطور التكنولوجي والقطاعات الأخرى، والاهتمام بالتعليم التقني، وتمكين الشباب بمزيد من الخبرات والمهارات التي تمكنهم من المساهمة في صناعة المستقبل وفق لغة العصر.
وعاين الشباب في اللقاء جملة من التحديات، منها الفقر والبطالة، وتناولوا عددا من الأفكار حول التنمية المستدامة، ومجالات الطاقة المتجددة، وقطاعات النقل والتعليم والزراعة باقتراحات تتصل بمشاريع الاستثمار الاجتماعي، والاكتفاء الذاتي.
ودعوا للنظر في عدد من التشريعات والقوانين التي من شأنها توسيع مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمجالس المحلية التي تعمق الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.
وأعرب الشباب، بدورهم، عن تفاؤلهم بالمستقبل، وأن الأردن الذي قدم تجربة وأنموذجا فريدا ومتميزا بالاستقرار والاستمرار في المنطقة، راكم أيضا من الخبرة التي توفر للشباب معينا لا ينضب من الثقة بالنفس التي تؤهلهم إلى العقود المقبلة بثقة أكبر. يشار إلى أن برنامج “التطلع إلى الأمام” يأتي ضمن الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة، ويسعى إلى بناء سردية وطنية ذات عمق مجتمعي حول الأردن في المئوية الثانية، والخروج بمبادرات شبابية، وإنتاج محتوى من الأفكار التي يقترحها الشباب في مختلف القطاعات.