عُمان تمهد لمشاركة سوريا في القمة العربية القادمة

عروبة الإخباري – تراهن سوريا على سلطنة عمان كمحطة أساسية في طريق العودة إلى محيطها العربي، وهو ما تعكسه زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى مسقط الذي حظي باحتفاء سياسي كبير في العاصمة العمانية.

والتقى المقداد على مدى ثلاثة أيام بشخصيات رفيعة في عمان في مقدمتهم أسعد بن طارق نائب رئيس الوزراء العماني والممثل الخاص للسلطان هيثم بن طارق، ووزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي إضافة إلى وزير المكتب السلطاني سلطان النعماني.

وكشفت زيارة المقداد إلى مسقط أن السلطات السورية تنظر إلى عمان بوصفها مركز تريث دبلوماسي تتجمع عندها الكثير من الخيوط الخليجية والعربية.

وترى الدبلوماسية السورية أن علاقاتها الخليجية بلا مشاكل في الوقت الراهن، باستثناء السعودية المترددة وقطر التي لا تريد أن تعترف بأنها خسرت الرهان في الحرب السورية بعد دعمها مجاميع المعارضة المسلحة.

وطالب وزير الخارجية السوري خلال زيارته إلى مسقط الدول العربية الاحتذاء بالموقف العماني حيال الأزمة السورية، واصفا السياسة العمانية بالمتزنة والهادئة واعتبر أنها تتصف بالمسؤولية التي أكسبتها احترام وتقدير العالم.

وقال إن سلطنة عمان تقف إلى جانب بلاده في حربها على الإرهاب والتطرف “منذ البداية وحتى هذه اللحظة”.

وكانت عمان أول دولة عربية وخليجية تعيد سفيرها إلى دمشق، بعد تخفيض تمثيلها في سوريا عام 2012 إثر اندلاع الثورة، على الرغم من أن السلطنة حافظت على علاقاتها مع النظام ولم تغلق سفارتها.

وأضاف المقداد بعد لقاء مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي “أن معاناة السوريين لا تخدم أي طرف عربي وهي تزيد من آلام ومشاكل المنطقة وأن الإرهاب لا يمكن أن ينحصر في مكان معين، بل سيتمدد إلى كل أنحاء المنطقة ودولها وحتى خلف المنطقة”.

وتوقع الباحث العماني في الشؤون الدولية سالم بن حمد الجهوري أن تثمر الجهود العمانية في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية.

وقال الجهوري في تصريح لـ”العرب” إن وزير الخارجية السوري ناقش في مسقط “جهود إعادة بلاده إلى البيت العربي بعد تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية قبل تسعة أعوام”.

وأكد أن الجهود العمانية إلى جانب الجزائر والعراق ومصر والإمارات قد قطعت مسافة مهمة من أجل إنهاء تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.

وأشار الجهوري إلى وجود ترتيبات تسمح بمشاركة سوريا في القمة العربية القادمة.

وعبر الأكاديمي السوري عقيل محفوظ عن توقعه بأن تقوم مسقط بدور أكبر وتتولى دورها المعتاد في تقريب وجهات النظر بين دمشق ودول الخليج والدول العربية الأخرى، خاصة بعد توفر بيئة إقليمية ودولية تساعدها على ذلك.

ونوه محفوظ إلى الدور الروسي في المنطقة الذي مهد لانفتاح خليجي على سوريا، خصوصا بعد جولة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التي شملت الإمارات والسعودية وقطر.

وذكر الأكاديمي السوري في تعليق لوكالة سبوتنيك أن “التعويل اليوم من أجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية لا يعتمد على مسقط وحدها، بل يعتمد (أيضا) على دول كبرى وعلى دور روسيا”.

إلا أن مراقبين حذروا من المبالغة في اعتبار سلطنة عمان وسيطا بين سوريا والولايات المتحدة.

وأكدوا على أن الدور الذي قامت به سلطنة عمان بشأن الوساطة بين الولايات المتحدة وكل من إيران والحوثيين في اليمن لا يمكن أن ينطبق على الأزمة السورية.

وما زال الموقف السعودي مترددا في الموافقة على إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، فيما ترفض قطر بالأساس إنهاء تجميد عضوية سوريا، وتتحدث فقط عن معالجة ملف اللاجئين.

وسبق أن ذكر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن أسباب تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في 2011 لا تزال قائمة، بينما حث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان النظام السوري والمعارضة على التوافق على حل سياسي.

إلا أن الموقف الإماراتي والبحريني والكويتي يكاد يجمع على إعادة سوريا إلى محيطها العربي.

وزار وزير الخارجية السوري المتحف الوطني العماني في مسقط.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية أنه تم خلال الزيارة الاطلاع على المقتنيات الأثرية السورية والقطع التدمرية التي تم حفظها وصونها من قِبل المختصين بالمتحف الوطني؛ حيث تم ترميم 131 قطعة أثرية سورية تأثرت خلال سنوات الأزمة، وتسع قطع تدمرية جار التنسيق لترميمها مع متحف الإرميتاج في روسيا.

Related posts

القطريون يصوتون على التعديلات الدستورية

الفايز يلتقي السفير السعودي لدى المملكة

20 شركة غذائية أردنية تشارك بمعرض الخليج الصناعي